بسبب موقف روسيا والصين الأخير في مجلس الأمن من الأزمة السورية، ترى العديد من التقديرات أن إسرائيل قد تلجأ إلى مهاجمة طهران بشكل مفاجئ، لأنها باتت تعتقد أن المجتمع الدولي سيكون عاجزاً عن منع إيران من تطوير برنامجها النووي.


روسيا والصين تمنعان قرار دولي ضد سوريا

رأت تقارير صحافية أن وصول مجلس الأمن إلى طريق مسدود في ما يتعلق بطريقة التعامل مع الوضع المتأزم في سوريا قد يشجع إسرائيل على اتخاذ قرارها بمهاجمة إيران.

وذلك من منطلق أنه في حال لم يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ إجراءات ضد سوريا، على خلفية الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد منذ ما يقرب من عام، فإن إسرائيل قد تخلص إلى أن المجلس سيكون عاجزاً عن منع إيران من تطوير أسلحة نووية.

وفي هذا الصدد، نقلت اليوم صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية عن بعض من الخبراء الدبلوماسيين قولهم إن الخلاف الدبلوماسي الحاصل بشأن سوريا يبعث برسالة مفادها أن باقي المشكلات الإقليمية الشاقة، مثل الأزمة النووية الإيرانية، قد تكون بعيدة أيضاً عن الحلول التي يمكن التوصل اليها عبر المفاوضات.

وفي الوقت الذي قررت فيه روسيا الوقوف إلى جانب صديقتها في المنطقة، ألا وهي حكومة الرئيس بشار الأسد، فإن إسرائيل قد تخلص إلى أن السيناريو نفسه قد يتكرر، إذا جددت القوى الغربية ( بما في ذلك روسيا ) محاولتها للتفاوض مع إيران.

وأوردت الصحيفة هنا عن مايكل دويل، مسؤول سابق في الأمم المتحدة وهو متخصص الآن في الشؤون الخارجية والأمنية في جامعة كولومبيا في نيويورك، قوله :quot; عدم قدرة مجلس الأمن على اتخاذ قرار بشأن سوريا يزيد من احتمالية شن هجوم إسرائيلي على إيران. والعنف يولد عنفا، وإن غرقت سوريا في حرب أهلية، وهي الاحتمالية المرجح حدوثها الآن، فقد تنظر إيران لعدم الاستقرار المتزايد على أنه غطاء أو حافز إضافي يمكن أن تستعين به كذريعة من أجل شنها الهجومquot;.

وتابع دويل حديثه في السياق نفسه بالقول: quot;وهذا كله هو السيناريو الأقرب إلى الحقيقة، إذا لم يفلح مجلس الأمن في اتخاذ تدابير ذات فعالية في ما يخص الملف السوريquot;.

وإدراكاً منها لتداعيات الأوضاع في المنطقة، قامت روسيا يوم أمس بإرسال وزير خارجيتها، سيرجي لافروف، إلى دمشق، لإجراء مقابلة مع الرئيس بشار الأسد. وفي تصريحاته لوسائل الإعلام الروسية، قال لافروف إن الأسد يرغب في إنهاء العنف الذي تشهده بلاده وأنه سيطرح عما قريب خطة إصلاح تتضمن دستورا جديدا والتحضير لإقامة انتخابات حرة. وتزامن ذلك مع استمرار التقارير الإعلامية التي تتحدث عن شن القوات الحكومية هجمات ضد المدنيين، وبخاصة في مدينة حمص المحاصرة.

وتابعت الصحيفة حديثها بنقلها عن مايكل أوبنهايمر، الأستاذ في مركز الشؤون العالمية التابع لجامعة نيويورك، قوله quot; تكمن المشكلة في أن شعور الإيرانيين بأن روسيا ستحميهم كما فعلت مع النظام السوري يزيد فقط من احتمالية نشوب مواجهة عسكريةquot;.

ومازال يصر الرئيس باراك أوباما على أن الدبلوماسية لا تزال الطريقة الأفضل لإقناع إيران بتغيير النهج الخاص ببرنامجها النووي. لكن بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة أوضحوا أنهم متخوفون من أن يتم إرجاء المحادثات التي يبدو أنها ستقام على مدار الأسابيع المقبلة، نتيجة الخلاف الحاصل بشأن الأوضاع المتفاقمة في سوريا.