نجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان ونائبه عماد أحمد

في جلسة استثنائية عقدها برلمان إقليم كردستان العراق اليوم وقاطعتها المعارضة فقد تمت تسمية نجيرفان بارزاني رئيسا لحكومة الاقليم وعماد أحمد نائبا له حيث تكتمل عملية توزيع المناصب السيادية في الاقليم على الحزبين الرئيسين بقيادة طالباني وبارزاني وسط اعتراض الكتل المعارضة الثلاث التي وصفت هذا التوزيع بأنه مناف للديمقراطية.


خلال جلسة استثنائية لبرلمان كردستان في مدينة أربيل عاصمة الاقليم، فقد صوت النواب بالاغلبية على اختيار نجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس الاقليم رئيسا للحكومة الجديدة للعامين المقبلين وتسمية عماد أحمد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني نائبا لرئيس الحكومة. وقد حضر جلسة البرلمان اليوم 71 نائبا من مجموع 111 نائبا هم مجموع اعضاء البرلمان الذي تحتل قوى المعارضة الثلاث 25 مقعدا فيه.

ومن المنتظر ان يبدأ نجيرفان بارزاني على الفور اتصالاته لتشكيل حكومته الجديدة التي تخلف حكومة برهم صالح نائب طالباني في حزب الاتحاد الوطني الذي قدم استقالته الاسبوع الماضي تنفيذا للاتفاق الاستراتيجي بين الحزبين الكرديين الرئيسين لتبادل المناصب السيادية في كل عامين. وعلى نجيرفان الانتهاء من اختيار تشكيلة حكومته التي ستكون السابعة في تاريخ الاقليم خلال شهر واحد لعرضها على البرلمان لنيل الثقة على وزرائها وبرنامجها الحكومي.

وكان برلمان كردستان انتخب امس، على الرغم من انسحاب نواب المعارضة الكردية اعتراضا على توزيع المناصب السيادية بين الحزبين الرئيسين، رئيسا جديدا له ونائبا لرئيس الاقليم. فقد تم قبول استقالة كمال كركوكي عن حزب بارزاني رئيس البرلمان ونائبه ارسلان بايز من منصبيهما.. ثم تم انتخاب بايز القيادي في حزب طالباني رئيسا جديدا لبرلمان كردستان وحسن محمد سووره القيادي في حزب بارزاني لمنصب نائب الرئيس.

وبعد قبول استقالة رئيس البرلمان السابق، طالب نواب قوى المعارضة الثلاث التغيير والاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية كمال كركوكي بتوضيح سبب استقالته من منصبه والتغييرات الحاصلة في الحكومة ثم انسحبوا من جلسة البرلمان معبرين عن معارضتهم لاستمرار تبادل المناصب الرئيسة بين الحزبين الكرديين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني و الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني.

وجريا على مواصلة تبادل المناصب بين الحزبين الكرديين الرئيسين، فقد قرر رئيس الاقليم مسعود بارزاني اختيار مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيسه كوسرت رسول علي نائبا اولّ له. وقد جاء هذا الاختيار في خطاب وجهه بارزاني الى برلمان الاقليم.

وقد وصف النائب عن كتلة التغيير الكردية لطيف مصطفى انتقال السلطة في الاقليم بين الحزبين الحاكمين بالتناوب بأنه غير دستوري ومخالف للانظمة الديمقراطية. وقال في تصريح صحافي ان انتقال السلطة بين الحزبين يمثل مخالفة للأنظمة الديمقراطية لأنه من غير الممكن تبادل السلطة بهذه الصورة quot;العجيبةquot; وحيث لا وجود لسلطة تنتقل بهذا الشكل. وأكد ان كتلة التغيير تقف صفا واحدا مع المعارضة في موقفها من توزيع المناصب العليا هذا.. مشددا بالقول quot;ان هذا الأمر فرض علينا وهو غير شرعي ولا يمثل تطبيقا للديمقراطيةquot;.

وبحسب الاتفاقية الإستراتيجية، يفترض مداورة كل المناصب بين الحزبين، بعد مرور سنتين من تشكيل الحكومة، وبهذا توجب على برهم صالح، الذي تولى رئاسة الحكومة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 التخلي عن منصبه الاسبوع الماضي.

ووقعت الاتفاقية الإستراتيجية الثنائية في السابع والعشرين من تموز (يوليو) عام 2007 لتنهي كل الخلافات العالقة بين حزبي طالباني وبارزاني، بعدما خاضا حربًا داخلية طاحنة، استمرت منذ عام 1994 وحتى عام 1998.

وظلت بنود الاتفاقية سرية، لكن القليل، الذي كشف عنه، ينص على توزيع المناصب بين الحزبين، بحيث تؤول رئاسة جمهورية العراق إلى الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني، فيما تذهب رئاسة الإقليم إلى الديمقراطي بزعامة بارزاني.

كما يتولى أحدهما منصب رئاسة الحكومة، فيما يشغل الآخر منصب رئيس برلمان كردستان، شرط أن يكون نائب كل مسؤول من حصة الحزب الآخر، ويتم تغيير المناصب كل عامين، عدا رئاستي الجمهورية والإقليم.

ونجيرفان إدريس بارزاني يشغل حاليًا منصب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكان يتولى قبل عام 2009 رئاسة حكومة كردستان. وهو من مواليد قرية بارزان في شمال العراق عام 1966، وابن أخ مسعود بارزاني، أي هو حفيد الزعيم الكردي الملا مصطفى بارزاني.

وقد اهتم بالشؤون السياسية في الإقليم منذ ما يقارب 25 عامًا، واضطر إلى الهجرة إلى إيران مع عائلته إلى جانب الآلاف من الأكراد عام 1975 بسبب سياسات النظام العراقي السابق، وهناك درس العلوم السياسية في جامعة طهران، لكنه ترك الدراسة بسبب وفاة والده إدريس بارزاني، ثم أصبح ناشطاً في صفوف الحركة التحررية الكردية، وتقدم بسرعة في صفوف الحزب، الذي نال عضوية مكتبه السياسي خلال المؤتمر العاشر للحزب عام 1989، وأعيد انتخابه في المؤتمر الثاني عشر للحزب، وفي عام 1996 عيّن نائباَ لرئيس الوزراء في حكومة إقليم كردستان.

وعندما عيّن رئيساَ للحكومة عام 1999 شرع نجيرفان بارزاني في برنامج نشط في تحسين رفاهية المجتمع.. وفي آذار (مارس) عام 2006 انتخب أول رئيس حكومة موحدة لإقليم كردستان، وتحت قيادته أصبحت الحكومة علمانية تعددية.

ونجيرفان بارزاني متزوج، ولديه 4 أبناء، ويجيد اللغات الكردية والعربية والفارسية، وله إلمام بالانكليزية، وهو مولع بالشعر الكردي والفارسي. وقد تنقل بين بلدان الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، واجتمع مع عدد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين الحكوميين فيها.

ويلقى تقاسم الحزبين الرئيسين معارضة من قبل قوى كردية لها تأثيرها على الساحة الشعبية في كردستان، خاصة مع التغيرات التي شهدتها أخيرًا، وخروج تظاهرات مطلع العام الماضي ضد استمرار هيمنتهما على الأوضاع السياسية وللمطالبة بإصلاحات في إدارة الإقليم ومشاركة أوسع في هذه الإدارة.

وتأمل المعارضة إجراء تعديلات مستقبلاً على اتفاق الحزبين الموقع عام 2007، بحيث يتم وضع أسس جديدة، تضمن مشاركة القوى السياسية الأخرى المتحالفة مع الحزبين الرئيسين في الحصول على مناصب سيادية في قيادات الإقليم، وربما يصل الأمر إلى تولي أحدها رئاسة حكومة الإقليم مستقبلاً أو التنافس على رئاسة إقليم كردستان أيضًا.