أرسلان بايز الرئيس الجديد لبرلمان إقليم كردستان

على الرغم من انسحاب نواب المعارضة الكردية اعتراضاً على توزيع المناصب السيادية بين الحزبين الرئيسين اللذين يقودهما طالباني وبارزاني فقد انتخب برلمان كردستان اليوم رئيسا جديدا له ونائبا لرئيس الإقليم فيما سيختار رسمياً غداً رئيساً جديداً للحكومة هو نجيرفان بارزاني.


انتخب برلمان كردستان اليوم رئيسًا جديدًا له ونائبا لرئيس الإقليم. جاء ذلك خلال اجتماع لبرلمان اقليم كردستان العراق في مدينة اربيل عاصمة الاقليم حيث تم قبول استقالة كمال كركوكي عن حزب بارزاني رئيس البرلمان ونائبه ارسلان بايز من منصبيهما.. ثم تم انتخاب بايز القيادي في حزب طالباني رئيسا جديدا لبرلمان كردستان و حسن محمد سووره القيادي في حزب بارزاني لمنصب نائب الرئيس.

وفي كلمة له قال أرسلان بايز quot;إن عملية تبادل المناصب الرئاسية في برلمان كردستان تمت على أسس مدنية وهو التزام بالأسس الديمقراطية بين الحزبين الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستانيquot;. واضاف quot;علينا أن نجعل من برلمان كردستان نقطة توازن بين جميع الأطرافquot;.

وبعد قبول استقالة رئيس البرلمان السابق، طالب نواب قوى المعارضة الثلاث التغيير والاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية، كمال كركوكي بتوضيح سبب استقالته من منصبه والتغييرات الحاصلة في الحكومة ثم انسحبوا من جلسة البرلمان معبرين عن معارضتهم لاستمرار تبادل المناصب الرئيسة بين الحزبين الكرديين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني و الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني.

تعيين نائب لرئيس الاقليم

وعلى صعيد تبادل المناصب بين الحزبين الرئيسين، فقد قرر رئيس الاقليم مسعود بارزاني اختيار مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيسه كوسرت رسول علي نائبا اولا له. وقد جاء هذا الاختيار في خطاب وجهه بارزاني الى برلمان الاقليم.

ومن المنتظر ان يختار برلمان كردستان غدا نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نجيرفان بارزاني لرئاسة حكومة الاقليم الجديدة خلفا لبرهم صالح نائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني الذي قدم استقالته الاسبوع الماضي.

وبحسب الاتفاقية الإستراتيجية، يفترض مداورة كل المناصب بين الحزبين، بعد مرور سنتين من تشكيل الحكومة، وبهذا توجب على برهم صالح، الذي تولى رئاسة الحكومة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 التخلي عن منصبه الاسبوع الماضي.

ووقعت الاتفاقية الإستراتيجية الثنائية في السابع والعشرين من تموز (يوليو) عام 2007 لتنهي كل الخلافات العالقة بين حزبي طالباني وبارزاني، بعدما خاضا حربًا داخلية طاحنة، استمرت منذ عام 1994 وحتى عام 1998.

وظلت بنود الاتفاقية سرية، لكن القليل، الذي كشف عنه، ينص على توزيع المناصب بين الحزبين، بحيث تؤول رئاسة جمهورية العراق إلى الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني، فيما تذهب رئاسة الإقليم إلى الديمقراطي بزعامة بارزاني.

كما يتولى أحدهما منصب رئاسة الحكومة، فيما يشغل الآخر منصب رئيس برلمان كردستان، شرط أن يكون نائب كل مسؤول من حصة الحزب الآخر، ويتم تغيير المناصب كل عامين، عدا رئاستي الجمهورية والإقليم.

نجيرفان بارزاني رئيس سابق للحكومة وابن أخ مسعود بارزاني

ونيجرفان إدريس بارزاني يشغل حاليًا منصب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكان يتولى قبل عام 2009 رئاسة حكومة كردستان. وهو من مواليد قرية بارزان في شمال العراق عام 1966، وابن أخ مسعود بارزاني، أي هو حفيد الزعيم الكردي الملا مصطفى بارزاني.

وقد اهتم بالشؤون السياسية في الإقليم منذ ما يقارب 25 عامًا، واضطر إلى الهجرة إلى إيران مع عائلته إلى جانب الآلاف من الأكراد عام 1975 بسبب سياسات النظام العراقي السابق، وهناك درس العلوم السياسية في جامعة طهران، لكنه ترك الدراسة بسبب وفاة والده إدريس بارزاني، ثم أصبح ناشطاً في صفوف الحركة التحررية الكردية، وتقدم بسرعة في صفوف الحزب، الذي نال عضوية مكتبه السياسي خلال المؤتمر العاشر للحزب عام 1989، وأعيد انتخابه في المؤتمر الثاني عشر للحزب، وفي عام 1996 عيّن نائباَ لرئيس الوزراء في حكومة إقليم كردستان.

وعندما عيّن رئيساَ للحكومة عام 1999 شرع نجيرفان بارزاني في برنامج نشط في تحسين رفاهية المجتمع.. وفي آذار (مارس) عام 2006 انتخب أول رئيس حكومة موحدة لإقليم كردستان، وتحت قيادته أصبحت الحكومة علمانية تعددية.

ونجيرفان بارزاني متزوج، ولديه 4 أبناء، ويجيد اللغات الكردية والعربية والفارسية، وله إلمام بالانكليزية، وهو مولع بالشعر الكردي والفارسي. وقد تنقل بين بلدان الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، واجتمع مع عدد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين الحكوميين فيها.

ويلقى تقاسم الحزبين الرئيسين معارضة من قبل قوى كردية لها تأثيرها على الساحة الشعبية في كردستان، خاصة مع التغيرات التي شهدتها أخيرًا، وخروج تظاهرات ضد استمرار هيمنتهما على الأوضاع السياسية وللمطالبة بإصلاحات في إدارة الإقليم ومشاركة أوسع في هذه الإدارة.

وتأمل المعارضة إجراء تعديلات مستقبلاً على اتفاق الحزبين الموقع عام 2007، بحيث يتم وضع أسس جديدة، تضمن مشاركة القوى السياسية الأخرى المتحالفة مع الحزبين الرئيسين في الحصول على مناصب سيادية في قيادات الإقليم، وربما يصل الأمر إلى تولي أحدها رئاسة حكومة الإقليم مستقبلاً أو التنافس على رئاسة إقليم كردستان أيضًا.