من ضحايا الغارة التركية على الحدود العراقيّة

اولوديري: تخشى تركيا وقوع اعمال عنف كردية جديدة الجمعة اليوم الذي يدفن فيه في جنوب شرق الاناضول 35 مدنيا كرديا قتلوا خطأ في غارة جوية تركية على الحدود العراقية، فيما دعا متمردو حزب العمال الكردستاني الاكراد الى quot;الانتفاضquot;.

وهاجم العديد من سكان مدينة اولوديري الصغيرة (محافظة سيرناك) القريبة من العراق حيث تم تشريح جثث الضحايا، رئيس الوزراء الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان وهم يهتفون quot;لعنة عليك يا اردوغانquot; وquot;انت ايضا ستعرف يوما المناquot;.

وبحسب السلطات المحلية فان القتلى الذين يتحدرون من القريتين المجاورتين اورتاسو وغليازي ومعظمهم من الشبان، كانوا يقومون بتهريب السجائر بين العراق وتركيا على متن دواب.

وهذه الرواية للوقائع اكدها الخميس حسين تشيليك نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي تحدث عن quot;مهربينquot; وعبر عن quot;ذهولquot; حزبه مؤكدا انه في حال حصول quot;خطأquot; فان quot;المسالة لن تدفنquot;.

واعلن الجيش من جهته ان عمليته مساء الاربعاء استهدفت متمردين في حزب العمال الكردستاني كانوا يحاولون التسلل الى تركيا من العراق، وانها جرت في منطقة quot;لا تؤوي مدنيين وحيث توجد قواعد للمنظمة الارهابيةquot;.

الا ان اسف اعضاء الحزب الحاكم لا يتوقع كثيرا ان يؤدي الى تهدئة غضب عائلات الضحايا.

وقالت كيتان اينجو التي فقدت احد عشر شخصا من اقربائها في عملية القصف، quot;قتلونا عن عمد. فلماذا سفكت كل هذه الدماء؟ يجب ان يجيبوناquot;.

وقال رجل في الخمسين من عمره رفض كشف هويته quot;اني اب لشهيد. كان اسمه محمد علي توسون وكان في الثالثة والعشرين من عمرهquot;، مضيفا quot;كان عاطلا عن العمل. وبما اننا فقراء نتعاطى التجارةquot;، في اشارة الى تهريب السجائر والغاز او السكر بين تركيا والعراق.

ويفترض ان تدفن جثث القتلى ال35 اليوم في مقبرة جديدة اعدت لهم بين اورتاسو وغولايزي بحسب مصادر بلدية.

ودعا حزب العمال الكردستاني من ناحيته الاكراد الى الانتفاض وندد بعمل قام به الجيش عن quot;عمدquot;.

وقال بهوز اردال احد كوادر الجناح المسلح في حزب العمال الكردستاني في هذه الوثيقة quot;ندعو شعب كردستان وخاصة في هكاري وسيرناك (محافظتان مجاورتان للعراق) الى اظهار رد فعلهم ضد هذه المجزرة والمطالبة عبر انتفاضهم بمحاسبة منفذيهاquot;.

ويستخدم حزب العمال الكردستاني العبارة الكردية quot;سرهيلدانquot; (الانتفاض) ليشير الى تحركات احتجاجية عنيفة تشمل صدامات مع الشرطة وعصيانا مدنيا.

واكد بهوز اردال ان quot;هذه التجارة الحدودية تجري تحت مراقبة مراكز عسكرية عديدة منتشرة على طول الحدود. ويستحيل اذن ان لا يتم التعرف على هؤلاء المدنيينquot;.

واضاف quot;هؤلاء الناس يتنقلون كل يوم تقريبا بدون اسلحة ومع دوابهم في هذه المنطقة بالذاتquot;.

اردوغان يبدي اسفه لمقتل مهربين اكراد

وصرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة انه يشعر بالاسف لمقتل 35 شابا كرديا من المهربين في قصف للطيران التركي الذي اعتقد انهم انفصاليون اكراد على الحدود التركية العراقية، مؤكدا ان تحقيقا سيكشف ملابسات الحادث.

وقال اردوغان في اول تعليق على هذا الخطأ العسكري ان quot;النتيجة مفجعة للاسفquot; معبرا عن تعازيه لاقرباء الضحايا.

واضاف quot;حسب الصور (الطائرات بدون طيار) كانت مجموعة تضم اربعين شخصا في المنطقة. ومن المستحيل ان نعرف من هم (...) وبعد ذلك تبين انهم مهربو سجائر ومحروقات على البغالquot;.

وحاول اردوغان تبرير الغارة التي شنتها طائرات الاف-16، موضحا ان متمردي حزب العمال الكردستاني استخدموا في الماضي الطريق نفسه لنقل اسلحة وذخائر من اجل مهاجمة مراكز عسكرية على الحدود العراقية.

وهاجم اردوغان الصحف التي انتقدت الحكومة على هذا الخطأ. وقال quot;ليست هناك دولة تتعمد قصف شعبهاquot;.

ووقعت صدامات بين متظاهرين اكراد وعناصر الشرطة الخميس في اسطنبول حيث تجمع الفا شخص بدعوة حزب السلام والديمقراطية (تشكيل رئيسي موال للاكراد في تركيا) وفي مدن عدة بجنوب شرق الاناضول المأهول بغالبية من الاكراد.

ويواجه الجيش التركي الذي يقصف بانتظام معاقل حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق، منذ الصيف تصعيدا للعنف من قبل المتمردين الذين يستخدمون قواعدهم الخلفية في العراق لشن هجمات على اهداف في الاراضي التركي القريبة من الحدود.

وقد حمل حزب العمال الكردستان الذي تعتبره دول عديدة منظمة ارهابية، السلاح في 1984 في نزاع اسفر منذ ذلك الحين عن سقوط 45 الف قتيل على الاقل.