كشفت وثيقة داخلية تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، عن نية رئاسة الوزراء العراقية شل حركة أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، المنقولين إلى مخيم الحرية الجديد، سياسياً والتنصت عليهم وعائلاتهم من خلال أبراج تنصت ساعدت إيران بنصبها.


قوات الشرطة في المعسكر

أظهرت وثيقة من داخل قوات الحرس الثوري الإيراني، تأكيدات من رئاسة الوزراء العراقية تطمئن فيها قوة القدس وسفير إيران في بغداد إلى أن أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في مخيم الحرية الجديد quot;ليبرتيquot; بالقرب من مطار بغداد دولي، الذي ينقل إليه حاليًا سكان مخيم quot;أشرفquot;، سيصبحون مشلولي الحركة وميتين سياسياً .. فيما تم نصب أجهزة تنصت متطورة على أبراج بارتفاع 15 مترًا في محيط المخيم للتنصت على مكالمات السكان، بحيث تغطي كل الكرافانات التي يقيمون فيها.

وتشير هذه الوثيقة، التي أطلع quot;مجلس المقاومة الإيرانيةquot; quot;أيلافquot; على نصها، والتي أرسلت نسخة منها إلى مكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إلى quot;أن نقل عناصر مجاهدي خلق إلى (ليبرتي) وتحت سيطرة مباشرة للقوات العراقية سيجعل هذه المنظمة مشلولة الحركة (... ) ليس من المهم بالنسبة إلى الحكومة العراقية كم سيبقون في ليبرتي، وإنما من المهم أن لا يتمكنوا من فعل شيء (...) وفي ليبرتي سيكونون في عداد الموتىquot;.

وتضيف quot;إننا خططنا أن نفصل خلال إحدى المراحل، قياديي المنظمة عن الأعضاء، وهذه أصعب مرحلة من عملية النقل، وقد يخلق أعضاء ومسؤولون في المنظمة مشاكل، وهذه المرحلة لن تمضي سهلة وهادئةquot;.

وتؤكد رئاسة الوزراء العراقية في الوثيقة quot;إننا قلنا للأمم المتحدة والمجتمع الدولي إن الحكومة العراقية لا تعترف بعناصر منظمة مجاهدي خلق كلاجئين سياسيين أو لاجئين إنسانيين، وأن وجودهم في ليبرتي سيكون فقط لتسهيل إخراجهمquot;.

وتشير إلى أنه quot;لو اعترفنا بحقهم في اللجوء، الأمر الذيسعت إليهأميركا والاتحاد الأوروبي عبر محاولات حثيثة، لكان ذلك يفرض علينا التزامات قانونية عديدة، ومنها لكان علينا أن نمنحهم الجنسية العراقية أو حق الإقامة القانونية في العراقquot;.

وتضيف الوثيقة: quot;نضع شروطنا، ونطلب أن يخضع لها أعضاء المنظمة في نهاية المطاف (...) وفي كثير من الأحيان، فإن الأمم المتحدة تبرر شروط العراق، وتطلب من أعضاء منظمة مجاهدي خلق أن يقبلوها، لأن ليبرتي ليس إلا محطة عبور لا تستغرق الإقامة فيها إلا مدة قصيرةquot;.

وبحسب هذه الوثيقة فإن الحكومة العراقية تشكو من أن quot;جميع أعضاء بعثة الأمم المتحدة في العراق ليسوا في اتفاق كامل مع الحكومة العراقيةquot;، وتتابع quot;إلا أن الممثل الخاص للأمين العام السيد كوبلر يؤيد مطالب الحكومة العراقية، إننا نعتقد أنه لا يريد أن يتقاطع مع الحكومة العراقية ويوتر علاقاته معها من أجل منظمة مجاهدي خلقquot;.

وتقول إن منظمة مجاهدي quot;خلقquot; الإيرانية قد طرحت مطالب وquot;إننا نبدي رد فعل إيجابيًا عليها حتى نتماشى مع الأمم المتحدة، ولكن هذه المطالب لا تنفذ أبدًا (...) إن الحكومة العراقية ومفاوضها قد وافقا على التفاوض حول القضايا غير المهمة والقضايا الجزئية فقط، وهي القضايا التي ليس لها تأثير كبير في الموقف، ومنها الزيارات الميدانية للأطباء أو الوفود وهذه أمور غير فاعلة (... ) إن الحكومة العراقية تبدي رد فعل قويًا على المطالب الأخرى، التي تطرح أحيانًا من قبل سكان مخيم أشرفquot;.

الغرف الداخلية

وتتابع: quot;إن المقر الجديد يجب أن يكون متطابقًا مع حاجات الحكومة العراقية، وليس مع حاجات أعضاء المنظمة (...) إن الحكومة العراقية لن تتنازل عن القضايا الرئيسةquot;.

ويوضح مكتب رئاسة الوزراء العراقية quot;أن سكان مخيم أشرف يريدون أن لا يتواجد أفراد الشرطة العراقية والجيش العراقي في داخل مخيم ليبرتي، وأن يتم نقلهم إلى مقرهم الرئيس، ولكن إذا خرجت قوة الشرطة وقوات الأمن من مخيم ليبرتي، فسوف نقوم بوضع مراكز أمنيةعدةفي داخل المخيم، إضافة إلى النقاط الموجودة، لنسيطر بها على الموقف في داخل المخيمquot;.

ويشرح المكتب: quot;إن السفارة الأميركية تطالب بأن يراقب جزء من القوات الدولية الموقف في ليبرتي.. نحن وافقنا على ذلك، ولكن لم ندخل في التفاصيل، إن السفارة الأميركية جادة، وهي قامت بمكاتبتنا، ولكن لغرض تقليص تأثير الدور الرقابي لأميركا، فإن الحكومة العراقية ترغب في أن يتم دمج أعضاء السفارة الأميركية في بعثة الأمم المتحدة، لكي لا يتم نقل تقارير عديدة عن ليبرتي، ولا تكون وجهات النظر والأجهزة المراقبة كثيرةquot;.

وتطمئن الوثيقة في جانب آخر منها السلطات الإيرانية معلنة quot;يجب على أعضاء المنظمة أن يغادروا أشرف مع نهاية الشهر المقبل (...) إننا كنا قررنا في وقت سابق بأنه إذا وصلت المفاوضات إلى الطريق المسدود، فإن الحكومة ستلجأ إلى استخدام القوة لنقلهم إلى مخيم ليبرتي أو إلى موقع آخر، ولا يمكن لأحد أن يحاسب الحكومة العراقية بعد انتهاء المهلة المحددة، ولكن هناك مشاكل، مثل بعثة الأمم المتحدة التي تطلب من الحكومة العراقية الكفّ عن نقل الوجبات الأخرى، لتتأكد من سلامة هذه العملية، وهي تستدل بأن الزيادة السريعة لعدد الأشخاص قد تخلق الفوضىquot;.

ووصف مسؤول في مجلس المقاومة الإيرانية الوثيقة بالمروّعة، ورأى أنها لا تبقي أي غموض بأن مشروع نقل سكان أشرف إلى الحرية quot;ليبرتيquot; يصبّ بالكامل في خدمة نوايا النظام الحاكم في إيران، وأن غايته هي تدمير المعارضة الديمقراطية والمشروعة لهذا النظام. وأعرب عن الأسف لتعاون بعض الجهات في بعثة الأمم المتحدة ومساعدة العراق quot;يوناميquot;منخلالquot;هذا المخطط القمعي وغير القانوني المتمثل في نقل سكان مخيم أشرف إلى مخيم ليبرتيquot;.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة والإدارة الأميركية بأن لا يسمحا للحكومة العراقية بتنفيذ quot;مخططها الإجرامي هذاquot;، داعياً إياهما إلى توفير الحدود الدنيا للضمانات لسكان مخيم أشرف، ومنها الانسحاب التام للقوات المسلحة العراقية من مخيم ليبرتي، والسماح لسكان مخيم أشرف بنقل سياراتهم وممتلكاتهم المنقولة إلى مخيم ليبرتي، ووصولهم المباشر والحر إلى الخدمات الطبية، والتنقل والتردد بحرية إلى خارج المخيم، أو في الأقل تخصيص مساحة أكثر للسكان لتسهيل الظروف في quot;سجن ليبرتيquot;.

وحذر المسؤول في مجلس المقاومة من أنه في حال عدم توافر هذه الحدود الدنيا، فلن ينتقل مستقبلاً أي أحد من سكان مخيم أشرف إلى مخيم quot;ليبرتيquot;.

وحدات السكن

نصب أجهزة تنصت على أبراج بارتفاع 15 مترًا قرب مخيم الحرية

على الصعيد نفسه، كشف المسؤول في مجلس المقاومة أن عناصر من قوة القدس ووزارة المخابرات الإيرانيتين قامت، بمساعدة من الحكومة العراقية، بتركيب أجهزة تنصت متطوره على ابراج بارتفاع 15 مترا في محيط مخيم الحرية quot;ليبرتيquot; للتنصت على مكالمات السكان، بحيث تغطي الكرافانات التي يقيمون فيها.

وأشار إلى أنه قد تم أيضًا نصب كاميرات تجسس قوية في مختلف نقاط المعسكر لرصد ومتابعةكل التحركات داخل المعسكر، حيث إن تسجيلات أجهزة التنصت وكاميرات التجسس ستوضع تحت تصرف النظام الإيراني، وهو أمر ينطوي على مخاطر أمنية جسيمة بالنسبة إلى السكان وعائلاتهم.

وأكد أنه قد تم نصب كاميرات التجسس وأجهزة التنصت، بينما أقامت القوات العراقية المسلحة مقر قيادة وثلاثة فروع للقوات المسلحة داخل المخيم، وتقوم سيارات الشرطة أيضًا بدوريات في داخله، إضافة إلى قيام القوات العراقية بالسيطرة على مركزين آخرين داخل المخيم تحت مسمّى المركز الصحي ومركز حقوق الإنسان quot;وهو الأمر الذي لا يتعدى كونه ممارسة ضغط وسيطرة على السكانquot; على حد قول المسؤول.

وشدد المسؤول على أن هذا الوضع لا يدع مجالاً للشك بأن مخيم ليبرتي هو سجن بكل معنى الكلمة، خاضع لسيطرة أمنية مشددة، وكل أدواته وتشكيلاته quot;هي بيد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، التي تريدبهذه الوسيلة تدمير المعارضة الرئيسة لهاquot;.

يذكر أن مجموعة تضم 397 معارضًا إيرانيًا من بين 3400 لاجئ نقلوا من معسكر أشرف على بعد حوالى 80 كلم شمال بغداد قد وصلت السبت الماضي إلى مخيم الحرية قرب مطار بغداد، على أن ينقل الباقون إلى المخيم الجديد تباعًا.

وكانت منظمة مجاهدي خلق أعلنت الخميس الماضي موافقتها على بدء إخلاء معسكر أشرف، لكنها أشارت السبت إلى أن أجواء المخيم الجديد بوليسية،واحتجت على عدم السماح لعناصرها من قبل القوات العراقية بنقل بعض أمتعتهم إلى معسكر ليبرتي. كما اعتبرت أن المعاملة التي يلقاها عناصرها في المخيم الجديد تشبه quot;تعامل الجنود مع أسرى حربquot;.

وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح للمنظمة عام 1986 بالإقامة في الموقع لمساندته ضد النظام الإيراني خلال الحرب بين البلدين، التي استمرت من عام 1980 إلى 1988.

وجرّد معسكر أشرف من أسلحته بعد دخول الولايات المتحدة وحلفائها إلى العراق عام 2003، وتولى الأميركيون آنذاك أمن المعسكر، قبل أن يسلموا العراقيين هذه المهمة في عام 2010.

وفي نيسان/إبريل الماضي شنّ الجيش العراقي هجومًا على المعسكر، أسفر عن مقتل 34 شخصًا، وإصابة أكثر من 300 جريح من سكانه.