اتهمت المعارضة الإيرانية بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) بالتنصل من مسؤولياتها في حماية سكان معسكر اشرف التابع لها في شمال بغداد محذرة من ان ذلك يهئ لمجزرة ترتكب ضد سكانه.

وقال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من مقره في باريس في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; اليوم ان مكتب المعلومات العامة لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في بغداد اصدر الليلة الماضية بيانًا منافيا للحقيقة يؤكد فيه جاهزية معسكر ليبرتي (الحرية) لنقل سكان مخيم أشرف إليه.

تقول المعارضة إن تخلي تونامي عن حماية المخيم قد تؤدي الى وقوع مجزرة

واشار المجلس الى انه بذلك يكون مصير سكان مخيم أشرف قد وضع أمام أمر واقع مثلما حصل في توقيع مذكرة التفاهم بين مارتين كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق والحكومة العراقية في 25 كانون الاول (نوفمبر) الماضي. واضاف انه يبدو ان هذا البيان قد كتب من دون علم المفوض السامي للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين والمفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية الذين هم أطراف معنية في قضية مخيم أشرف وفي الوقت نفسه عمد إلى تجاهل المسؤولية التامة التي يتحملها كوبلر ليلقيها على عاتق المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين ومكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).

وشدد المجلس على ان بيان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وتصريحات مارتين تتجاهل المعايير الأساسية لحقوق الإنسان مكتفيين بالقول مثلا أن مخيم ليبرتي يقع ضمن مساحة تبلغ أكثر من نصف كيلومتر مربع (بالتحديد 683/0 كيلومتر مربع) ويستوعب 5500 شخص بمعدل وحدة مرافق صحية لكل 8 أشخاص وحنفية ماء واحدة لكل 7 أشخاص.

واشار المجلس الى ان واقع ليبرتي كما أكده كوبلر لممثلي أشرف في وقت سابق كان شيئا آخر حيث انه : لا يوجد فيه ماء الشرب .. ولا يحق للسكان التنقل بحرية والوصول الحر إلى محاميهم وإلى الخدمات الطبية .. ولا يجوز لهم أخذ ونقل سياراتهم وممتلكاتهم المتحركة معهم بل مسموح لهم بأخذ ونقل مقتنياتهم وأمتعتهم الشخصية فقط كما تم التعتيم تمامًا في البيان على موضوع السيارات والممتلكات المتحركة والغير متحركة في أشرف.

واضاف المجلس انه في الوقت الذي يكون فيه معسكر ليبرتي وبجدرانه الخرسانية السميكة التي يصل ارتفاعها 6/3 أمتار مطوقًا ومحاصرًا بواسطة قوات أمنية وعسكرية عراقية تسيطر على كل مداخله ومخارجه المحتملة فإن قوات أمنية مسلحة متواجدة ومنتشرة فيه على نطاق واسع.
وأوضح أيضا انه لا يمكن للسكان إطلاقًا الوصول جسديًا ووجاهًا إلى المراقبين التابعين للأمم المتحدة ليلاً ونهارًا وإنما يتم تأمين اتصالهم بالمراقبين عن طريق الهاتف فقط كما هو الحال في مخيم أشرف .. كما لا توجد في البيان أية إشارة إلى التسهيلات والخدمات الضرورية للجرحى والمعوقين.

وقال انه في عملية غير قانونية أسموا معسكر ليبرتي بـ laquo;موقع عبور مؤقت ndash; TTLraquo; بدلاً عن مخيم اللاجئين بهدف التغطية والتستر على الشح المفرط للمقاييس الضرورية لمخيم اللاجئين وعلى خرق القوانين والقرارات الخاصة للاجئين وطالبي اللجوء.

وقال المجلس إن كوبلر قد أكد أكثر من مرة أن المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين ستقوم بإصدار شهادة تطابق ليبرتي مع المعايير الدولية.. غير أنه ورغم جميع الضغوط الممارسة من قبل المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين امتنعت الأمم المتحدة عن إصدار هكذا شهادة تأييد ورفعت تقريرا يؤكد أن البنى التحتية الفنية في ليبرتي تتوافق مع المعايير الدولية لمخيمات اللجوء كما عمد بيان يونامي إلى الصمت عن معايير التعامل الإنساني. وتساءل المجلس قائلا : هل هذا يهدف إلى التغطية على الحقائق أو التهرب من المحاسبة عن التشريد والتهجير القسري لسكان أشرف وعن المجزرة المقبلة؟

وكانت الامم المتحدة دعت العراق أمس إلى تنظيم عملية نقل سكان معسكر اشرف الإيرانيين المعارضين الى موقع جديد داخل البلاد، وتحدثت عن احراز تقدم في تطبيق اتفاق كانون الاول/ديسمبر بشان سكان المعسكر.

وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 25 كانون الاول (ديسمبر) سيتم نقل نحو 3400 ايراني معارض للنظام في طهران من معسكر اشرف الى معسكر جديد يدعى معسكر quot;ليبرتيquot;، في اطار عملية تهدف الى اعادة توطينهم خارج العراق.

وجاء في بيان لبعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) انه quot;حان الوقت الان لكي تقوم الحكومة العراقية بتنظيم وسائل النقل من معسكر اشرف الى معسكر ليبرتي وغير ذلك من المسائل مع السكانquot;، فيما quot;تم اتخاذ مزيد من الخطواتquot; باتجاه تنفيد الاتفاق.

واكد المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين ومكتب يونامي quot;ان البنية التحتية والمنشآت في مخيم ليبرتي تطابق المعايير الانسانية الدوليةquot; التي نص عليها الاتفاق. وتابع quot;واضافة الى ذلك، فان مراقبي الامم المتحدة مستعدون لبدء عملية مراقبة لحقوق الانسان على مدار الساعة خلال نقل السكان من (معسكر اشرف) وعند وصولهم الى مخيم ليبرتيquot;.

واضاف ان quot;المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة مستعدة لبدء تحديد وضع اللاجئين فور بدء وصولهم الى المخيمquot; وهي الخطوة الضرورية التي يتعين القيام بها قبل اعادة توطينهم في دول اخرى.

وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح لمجموعة مجاهدي خلق باقامة معسكر اشرف على الاراضي العراقية خلال الحرب العراقية الايرانية في الاعوام من 1980 وحتى 1988.
ويقع معسكر ليبرتي قرب مطار بغداد في موقع كان يضم قاعدة عسكرية اميركية سابقا بحسب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية المعارض.

والعراق الذي ارجأ الى نيسان/ابريل اغلاق معسكر اشرف وتعهد بquot;توفير امن السكانquot; في المكان الجديد لاستقبالهم بحسب الامم المتحدة، لم يحدد موقع هذا المعسكر الموقت ولا موعد نقل اللاجئين. وكانت السلطات العراقية قررت اغلاق المعسكر الواقع في محافظة ديالى قبل نهاية 2011.