أسفر رحيل مقاتلين في تنظيم القاعدة من العراق للالتحاق بالانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد عن انخفاض أعمال العنف بنسبة بلغت 50 في المئة في بعض المناطق، كما افاد مسؤولون عراقيون.


دخول القاعدة إلى سوريا ينذر بعواقب وخيمة

إعداد عبد الاله مجيد: امتنع المسؤولون العراقيون عن إعطاء ارقام دقيقة لهذا الهبوط أو تقدير عدد مقاتلي القاعدة الذين غادروا العراق إلى سوريا. ولكنهم قالوا ان هذه الهجرة المعاكسة تبدت بصفة خاصة في محافظة نينوى المحاذية لسوريا، وكانت لفترة طويلة مسرحًا لأشد عمليات القاعدة دموية في العراق.

وقدر مسؤولون اميركيون في صيف العام الماضي أن نحو 800 مقاتل من القاعدة يعملون في الموصل مركز محافظة نينوى. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن مسؤول أمني في المحافظة طلب عدم ذكر اسمه أن عمليات تنظيم القاعدة في الموصل سجلت هبوطًا هذا العام، وان الهجمات التي تحدث تكون على العموم صغيرة أو تُحبط قبل تنفيذها.

وقال المسؤول إن العنف انحسر في الموصل إلى quot;عملية أو ربما عمليتين في اليوم، واحيانا يمر اليوم بلا عملياتquot;. وعن مناطق المحافظة الأخرى قال المسؤول ان اعمال العنف انخفضت بنسبة تزيد على 50 في المئة منذ خريف 2011، وأكثر من هذه النسبة بكثير بالمقارنة مع تاريخ أبعد مثل خريف 2010.

وكان رئيس الاستخبارات الوطنية الاميركية جيمس كلابر قال في افادة امام الكونغرس يوم الخميس الماضي ان الولايات المتحدة تعتقد ان تنظيم القاعدة هو المسؤول عن أكبر الهجمات التي استهدفت قوات النظام السوري في الأشهر الماضية بما فيها التفجيرات الانتحارية في دمشق في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير وعمليتان في وقت سابق من هذا الشهر في حلب. واسفرت الهجمات الأربعة عن مقتل 70 شخصا على الأقل.
واضاف كلابر ان وجود مقاتلي القاعدة في سوريا quot;ظاهرة مقلقةquot;، وحذر من أن الثوار السوريين quot;في حالات عديدة قد لا يعلمون بوجودهمquot;. وقال مسؤولون عراقيون انهم لاحظوا منذ أشهر أن مقاتلي القاعدة الذين تدفقوا على العراق بعد حرب 2003 أخذوا يغادرون الى سوريا.

وأوضح العقيد يحيى العبيدي في تصريح لصحيفة ماكلاتشي الاميركية أن عناصر القاعدة يتوجهون الى سوريا منذ فترة، ونتيجة لذلك تراجعت أعمال العنف quot;ونشهد عددًا أقل بكثير من العمليات في العراق بصفة عامةquot;. وأكد العبيدي انخفاض اعمال العنف في انحاء العراق منذ أواخر العام الماضي.

وقال اسكندر وتوت نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس النواب العراقي ان طبيعة بعض الهجمات في سوريا نبهت المسؤولين العراقيين منذ اشهر الى ان مقاتلي القاعدة ربما نقلوا نشاطهم الى محاربة نظام الأسد. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن وتوت ان نشاطات مقاتلي القاعدة في سوريا quot;واضحة لكل من يعرف سمتهم المميزة، وهي التفجيرات والقتل العشوائي، وخاصة العمليات الانتحاريةquot;.

واضاف وتوت إن نتيجة رحيلهم الى سوريا كانت quot;هبوط عمليات القاعدة في العراق عمومًا، وبصفة خاصة في نينوى، حيث كان لهم وجود كبير وواضحquot;، مشيرًا الى quot;انشغال مقاتلي القاعدة بجهادهم الجديد في سورياquot;.

لكن مسؤولين في نينوى لفتوا الى ان اعمال عنف ما زالت تحدث في المحافظة مدفوعة بنزاعات سياسية محلية. وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس مدينة الموصل عبد الرحيم الشمري quot;إن لأحداث سوريا تأثيرًا مباشرًا على الأمن في العراق، ولا أحد ينكر ذلك، ولكننا لا نستطيع القول ان العنف توقف، لأن مقاتلي القاعدة غادروا العراق وذهبوا إلى سوريا. فالعنف لم يتوقف، بل انخفضquot;.

ويقول النظام السوري إن 2000 من عناصر الأمن والجنود السوريين قُتلوا منذ اندلاع الانتفاضة مقابل 5400 شخصًا، قدرت الأمم المتحدة انهم قُتلوا بنيران قوات النظام، قبل ان تتوقف عن التقدير لعدم توافر طريقة موثوقة تحصي اعداد الضحايا.

وقال مسؤولون عراقيون ان الكثير من مقاتلي القاعدة الذين غادروا العراق هم من الأجانب. ونُقل عن وكيل وزارة الداخلية العراقي عدنان الأسدي في تصريحات نُسبت الى صحيفة ماكلاتشي إن سوريين كانوا في السابق يأتون للقتال في العراق، ولكنهم الآن يقاتلون في سوريا. واضاف الأسدي إن أسلحة أيضًا تُهرّب من العراق إلى سوريا عبر حدود البلدين، التي تمتد نحو 640 كلم، وإن الطلب على الأسلحة كبير، حتى إن أسعارها ارتفعت زهاء عشرة اضعاف.

ونفى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية مظهر الجنابي بشدة أن يكون عراقيون من بين الذين يتوجهون إلى سوريا. وقال انه quot;ليس للعراق تاريخ من التطرف، ولم تكن فيه معسكرات لتدريب متطرفين دينيين قبل عام 2003، وان على الذين جاءوا من بلدان أخرى وجبلوا العنف معهم ان يعودوا من حيث أتوا. وكل ما نريده هو ان يتركونا نضمد جروحنا، ونوظف جهودنا في إعادة بناء بلدناquot;.