المالكي مجتمعا مع الوزراء حاملي الدعوات للقمة العربية

لندن: يتوجه خمسة وزراء عراقيون إلى عواصم الدول العربية غداً حاملين دعوات من الرئيس جلال طالباني إلى القادة العرب للمشاركة في القمة العربية الثالثة والعشرون التي ستعقد في بغداد في 29 من الشهر المقبل. وقد اجتمع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالوزراء الذين سيتوجهون الى الدول العربية لتقديم دعوات رسمية لحضور القمة العربية المقبلة في بغداد.

ومن المقرر ان يبدأ وزراء الخارجية هوشيار زيباري والتخطيط علي يوسف الشكري والثقافة سعدون الدليمي والصناعة احمد ناصر دلي ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي اعتبارا من يوم غد الى الدول العربية لتسليم الملوك والرؤساء العرب دعوات رسمية بهذا الشان كما قال بيان صحافي لمكتب المالكي تسلمته quot;إيلافquot; من دون الادلاء بتوضيحات اكثر وخاصة فيما اذا كانت الدعوة ستوجه الى الرئيس السوري بشار الاسد الذي علقت الجامعة العربية مؤخرا عضوية بلاده فيها.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد اعرب السبت الماضي عن امله في ان يحضر الاسد او من يمثله القمة المقبلة في بغداد الا انه شدد على ان العراق سيلتزم بقرار الجامعة العربية حيال مسألة الحضور هذه. وقال في مقابلة مع قناة quot;الرشيدquot; العراقية quot;نحن نسأل الجامعة العربية هل قرارها بتعليق مشاركة سوريا هو فقط في اجتماعات الجامعة ام على مستوى القمة ايضاquot;. واضاف quot;اذا كان فقط على مستوى المندوبين في الجامعة فنأمل حضور سوريا القمة سواء اكان على مستوى رئيس الجمهورية او من يمثلهquot;.

واستدرك المالكي قائلا quot;اما اذا كان القرار يقضي بتعليق كل المشاركات فنحن جزء من الجامعة العربيةquot;. واضاف quot;نفضل ان تكون هناك مشاركة لانها تفتح صفحة للحوار بعيدا عن التدخل وعن اثارة اجواء طائفية وحيث ان لا مصلحة لاحد في ان يتدهور الوضع اكثر في سورياquot;.

وكانت الجامعة العربية علقت مشاركة سوريا في اجتماعاتها على خلفية قمع الحركة الاحتجاجية المستمرة في سوريا منذ منتصف اذار (مارس) الماضي والتي قتل فيها لحد الان اكثر من ستة الاف شخص بحسب ناشطين.

وسبق ان تحفظ العراق الذي يتقاسم مع سوريا حدودا بطول 600 كلم عن قرار تعليق المشاركة السورية في اجتماعات الجامعة العربية، وعن قرار فرض عقوبات اقتصادية عليها. ومع ذلك فان العراق لم يبد تحفظا عن القرارات الاخيرة للجامعة المتصلة بتشكيل قوة عربية دولية مشتركة يتم نشرها في سوريا وتقديم الدعم quot;السياسي والماديquot; للمعارضة السورية.

وتحدث المالكي خلال المقابلة عن مستوى المشاركة في القمة العربية في بغداد وقال ان quot;كل الدول العربية اكدت الحضور كدول ولكننا سمعنا من الجامعة العربية ان 13 زعيم دولة سيحضرون فيما ان باقي الدول ستكون ممثلة على مستوى رئاسة الوزراء او وزراء الخارجيةquot;. وتابع quot;نتمنى ان يحضر اكبر عدد من القادة، ونتمنى ان تجري مناقشة العقد في العالم العربيquot;.

واعتبر ان التركيز يجب ان يكون على quot;الربيع العربي والى اين تمضي هذه المجموعة العربية في ظل ازدحام الشارع الدوليquot; مضيفا quot;علينا تحديد موقف العرب والى اين يتجهون لان العرب لا يدرون الى اينquot;. وحذر المالكي من ان العرب يتجهون نحو quot;مراحل صعبة جدا وتحديات كبيرة جدا، وبالذات في هذه المنطقة لانها اصبحت منطقة للاستقطابات الطائفيةquot;.

واعتبر ان quot;الطموح ليس ان يلتقي الناس ويقولوا مرحبا، بل اننا نحتاح لان نناقش وجهتنا فنحن نسير نحو انظمة جديدة اكثر انفتاحا الا انه يخشى الا يستقر الربيع العربي و وتبقى ازمات في هذه الدولquot;. وقال المالكي quot;نخشى ان تضعفquot; الكيانات العربية quot;الى حد التي تتحكم بها ارادات دول اخرى وما اخشاه واراه قد يحصل لا سمح الله هو الاستقطاب الطائفي فهناك بوادر له واحذر منهquot;.

وشدد على ان العراق الذي شهد بين العامين 2005 و2007 حربا طائفية بين السنة والشيعة قتل فيها الآلاف quot;يرفض ان يكون جزءا من هذا الاستقطاب لكن بعض الجماعات قد تجبر على ذلك لان الحريق لا يقف عند حدquot;.

يذكر أن العراق استضاف القمة العربية لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشر عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد أتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.