زيباري وبن حلي قبيل مؤتمرهما الصحافي في بغداد

أكد مساعد الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي عدم وجود طلبات بتأجيل قمة بغداد العربية، وقال إنها ستبحث الحراك الشعبي العربي وتحدياته، بينما قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن بلاده قد أكملت الاستعدادات لاستقبال القادة العرب وحمايتهم، وأكد أن بلاده ترفض التدخل التركي والإيراني في شؤونها، كما تعارض تحليق الطائرات الأميركية من دون طيار في أجوائها بلا موافقات رسمية.


خلال مؤتمر صحافي مع زيباري في بغداد اليوم قال بن حلي إن هناك رغبة عربية قوية من قبل العديد من الدول للمشاركة في القمة على أعلى مستوى. وأشار إلى أنه كان بصحبة الأمين العام للجامعة نبيل العربي في جولة خليجيةأخيرًا، ولم يسمع من أي من القادة هناك طلبات بتأجيل القمة، وإنما على العكس من ذلك فهناك رغبات في المشاركة فيها وإنجاحها.

وأضاف بن حلي إن القمة ستولي اهتمامًا كبيرًا بالتحولات، التي تشهدها الدول العربية، وبالحراك الشعبي العربي وتطلعاته نحو التغيير. وأشار إلى أن القمة ستقترب من الحراك الشعبي، وتواكب التطلعات الشعبية، وبشكل يخدم الوفاق العربي.

وقال إن هذه القمة مهمة للعراق في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي، لكي يستعيد دوره في قيادة العمل العربي المشترك. وأكد الحرص على الخروج بقرارات تكون على مستوى المسؤولية والتحديات التي تواجه العرب.

وعن رفض المعارضة السورية للحوار مع النظام، أشار بن حلي إلى أن الجامعة العربية ملتزمة بمبادرتها لحل الأزمة السورية من خلال الحوار مع المعارضة والنظام، وهي قد بدأته فعلاً، كما إنها ملتزمة بالوصول إلى حل في إطار عربي يحفظ لسوريا وحدتها واستقلالها وتحقيق تطلعات شعبها بعيدًا عن أي تدخل خارجي.

وأشار إلى أن القمة العربية ستعقد في بغداد في 29 من الشهر المقبل، سيسبقها يوم 27 اجتماع لوزراء الاقتصاد العرب، وفي يوم 28 اجتماع لوزراء الخارجية. وشدد على أهمية القمة للعراق للعودة إلى حاضنته العربية وللدول العربية والجامعة لتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات التي تواجهه من أجل إنعاش هذا العمل وتحقيق المصالح القومية للأمّة.

وأضاف أنه لمس خلال محادثاته الحالية مع القادة العراقيين حرصًا كبيرًا على تحقيق أمن القادة العرب، ومشاركتهم بنجاح في القمة. وأوضح أن الاستعدادات للقمة ولجدول الأعمال، الذي سيتضمنها، ستبدأ في مقر الجامعة في القاهرة في السابع من الشهر الحالي.

وقال بن حلي إنه إطلع على الاستعدادات العراقية لاستضافة القادة العرب والضيوف والإعلاميين، فوجد رغبة وحرصًا وكفاءة في توفيركل مستلزمات إنجاح القمة. وقال إنه سيرفع تقريرًا إلى الأمانة العامة للجامعة عن اكتمال هذه الاستعدادات للقمة، التي ستكون نقلة نوعية في العمل العربي المشترك.

من جهته أكد زياري التزام العراق باستضافة القمة، مشيرًا إلى وجود رغبة عربية واسعة في المشاركة فيها، مؤكدًا عدم وجود طلبات بتأجيلها، والتي قال إنها ستكون فرصة لدعم العمل العربي المشترك لحل الأزمة السورية. وأضاف أن العراق ضد عمليات القتل والعنف في سوريا، وهو الذي تخلص من نظام دكتاتوري لا يمكن له أن يقف ضد رغبات الشعب السوري.

وعن موقف العراق من المؤتمر الأخير، الذي جمع دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا، أوضح زيباري أن بلاده ليست عضوة في المنتدى، الذي يجمع الطرفين، وهو ليس موجّهًا ضد العراق.

وفي ما يخص تحليق الطائرات الأميركية بدون طيار في الأجواء العراقية لحماية السفارة والمؤسسات الأميركية فقد أكد زيباري رفض بلاده لهذا التصرف، وقال إن العراق متمسك باستقلاليته وسيادته والتزاماته مع الجانب الأميركي، الذي عليه عدم استخدام هذه الطائرات بدون علم الحكومة العراقية، وإنما يجب أن يكون عبر اتفاق وتنسيق معها.

وعن الاتهامات العراقية لتركيا وإيران بالتدخل في الشؤون العراقية الداخلية، شدد زيباري على أن هذا الأمر مرفوض تمامًا، وأن العراق لا يقبل بمحاولات أي دولة للوصاية عليه.

بن حلي والنجيفي

عقب ذلك، بحث بن حلي مع رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي استعدادات العراق لاستضافة القمة العربية المقبلة في بغداد، وتطورات الأوضاع في المنطقة العربية.

وأكد النجيفي على أهمية الدور العربي في دعم العراق، وإسناد التجربة الديمقراطية وتعزيز التعاون مع كل الدول العربية، مؤكدًا حرص مجلس النواب بتوفير أجواء الدعم كافةلعقد القمة العربية في بغداد. ولفت إلى أن العراق في طور التحول، لاسيما أنه يخوض غمار تجربة سياسية، تتجه نحو صياغة شكل نهائي من البناء الديمقراطي يتوافق مع رغبات الشعب العراقي.

وشدد النجيفي على أهمية نجاح مؤتمر القمة العربية، من خلال عقده في موعده المحدد، وعبر مشاركة واسعة من قبل الزعماء العرب، من أجل إعادة العلاقات بشكل طبيعي، وتعزيزها وتطويرها خدمة لمصالح أبناء الأمة العربية.

ودعا إلى ضرورة مناقشة مؤتمر القمة العربية لكل الملفات المهمة، وخاصة تعزيز العلاقات بين العراق والدول العربية، وحل ملف الديون، وتفعيل التعاون الأمني بين العرب، فضلاً عن الأزمة السورية.. لافتًا إلى نأي العراق عن سياسة المحاور، التي تشهدها المنطقة العربية، ومنوهًا بأن اللعب على الورقة الطائفية يهدد وحدة الدول العربية والسلم الأهلي في المجتمعات.

من جانبه أشاد بن حلي بالاستعدادات والتحضيرات الجارية لاستضافة القمة العربية في بغداد، مشيرًا إلى أن استضافة بغداد للقمة العربية المقبلة ستمثل استعادة العراق لدوره القيادي التاريخي في العمل العربي المشترك وحل القضايا العربية.

وأوضح أن عقد القمة في العراق سيتيح الانطلاقنحو مرحلة جديدة لعمل عربي مشترك، والتنسيق لحل القضايا المهمة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، معبّرًا عن أمله في أن تكون القمة العربية المرتقبة في بغداد علامة فارقة في مسيرة التعاون العربي، مبينًا أنكل الدول العربية ستحضر اجتماعات قمة بغداد دون مقاطعة.

بغداد تعلن عن اكتمال استعداداتها للقمة

وقد أعلنت السلطات العراقية اليوم عن انتهاء الأعمال الرئيسة من الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية في بغداد في أواخر الشهر المقبل. وأكد أمين بغداد صابر العيساوي الانتهاء من إنجاز قصور الضيافة للرؤساء وكبار الضيوف، وتأهيل الفنادق لإقامة الوفود ورجال الإعلام المشاركين في تغطية أعمال القمة.. إضافة إلى اكتمال صالة الشرف الكبرى في مطار بغداد الدولي، والطريق الرئاسي الخاص بمرور الرؤساء والملوك العرب، مع إنارة المطار وشارعه والمنطقة الخضراء.

وأضاف أن اللجنة الخاصة المكلفة بالإعداد للقمة، والتي يترأسها وكيل وزارة الخارجية، قد أكملت استـعداداتها الخاصة لتأمـين حماية الضيوف وتنقلاتهم، فيما شارفت لجنة المراسم على إكمال استعداداتها أيضًا، كما قال في تصريح صحافي تلقته quot;إيلافquot; اليوم.

وأشار إلى أنه قد تمت تهيئة القصر الجمهوري لاجتماع الرؤساء والملوك والقادة العرب، وقاعة اجتماعات وزراء الخارجية ومكتب الأمين العام للجامعة العربية والمكاتب الملحقة الأخرى وتأثيثها بشكل كامل.

وفي وقت سابق أمس، قام مساعد الأمين العام للجامعة العربية بجولة على المنشأت المعدّة لانعقاد جلسات القمة في بغداد وأماكن استضافة القادة العرب، حيث تم إنجاز مجمع متكامل للجلسات واللقاءات الجانبية للقادة والمركز الصحافي، إضافة إلى تأهيل ستة فنادق لإقامة رؤساء الوفود العربية وأعضائها، حيث أنفقت الحكومة العراقية أكثر من 300 مليون دولار على ذلك.

وخلال اجتماعهما الاثنين الماضي، فقد أكد الاثنين الماضي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبن حلي على استعدادكل الدول العربية للمشاركة في قمة بغداد العربية في نهاية ألشهر المقبل.

وأعرب المالكي عن ارتياحه لاستعداد الدول العربية كافة لحضور مؤتمر القمة، الذي سيعقد في بغداد، وعن أمله في أن تكون قمة ناجحة، نظرًا إلى طبيعة الظروف ومستوى الحضور المتوقع. ودعا إلى ضرورة العمل على تطوير جدول أعمال القمة العربية، ومناقشة التعاون في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية ومكافحة الإرهاب والتطرف.

من جهته قال بن حلي quot;إنكل الدول العربية قد أكدت استعداداها لحضور مؤتمر قمة بغداد،وإن التمثيل العربي سيكون على أعلى المستويات للكثير من الدول العربية، بما يفوق المعدل الإعتيادي للقمم السابقة.

وكان بن حلي قال لدى وصوله إلى بغداد الاثنين، في زيارة تستغرق أربعة أيام، إن وفد الجامعة، الذي يترأسه، يضم ممثلي مختلف الإدارات فيها، للإعداد للقمة ووضع اللمسات النهائية للتحضيرات اللوجستية والفنية والإدارية لعقد القمة والإجراءات والترتيبات النهائية لاستضافة هذه القمةالمؤجلة منذ العام الماضي.

وشدد بن حلي على أن هذه الزيارة تؤكد إصرار الجامعة العربية والجانب العراقي على عقد القمة العربية في موعدها في بغداد، نظرًا إلى الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، التي تقتضي انعقاد القمة العربية في موعدها من دون تأجيل.

وتعقد القمة العربية سنويًا في آذار (مارس) إلا أنها لم تنعقد ف العام الماضي في بغداد بسبب اندلاع الثورات العربية. وتأتي زيارة بن حلي هذه استكمالاً لزيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى العراق في وقت سابق، حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين العراقيين، تعلقت بالترتيبات الخاصة بالقمة العربية، وإصرار الجامعة على عقدها في بغداد في موعدها المحدد.

وكان المالكي قال الأحد الماضي ردًا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن اعتراض عدد من الدول العربية على عقد القمة العربية في بغداد، ونسبت ذلك إلى مصدر في مكتبه quot;إننا في الوقت الذي ننفي مثل هذا النبأ جملة وتفصيلاً، نؤكد العكس، حيث رحّبت الدول العربيةكافة،بما يشبه الإجماع، بعقد القمة في بغداد، وأكدت استعدادها للحضور على أعلى المستوياتquot;.

تحضيرات العراق للقمة

من جهتها قالت السلطات العراقية إن اللجان المشرفة على تحضيرات القمة العربية قد أكملت استعداداتها لاحتضان بغداد للقمة، وأضافت أن quot;اللجان الثلاث المنبثقة من اللجنة العليا، وهي لجنة الإعمار واللجنة الأمنية ولجنة الخدمات، قد أكملت الأعمال المنوطة بها، وأن العمل يسير بموجب الخطط التي تم تحديدها مسبقًاquot;.

كما أعلنت قيادة عمليات بغداد عن مباشرة اللجنة الأمنية العليا المكلفة بوضع ومتابعة التدابيرالأمنية، التي سيجري تنفيذها خلال انعقاد القمة العربية في بغداد أعمالها. وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي أن الحكومة العراقية شكلت لجنة أمنية عليا، تضم وزارة الداخلية والدفاع وجهاز المخابرات وقيادة عمليات بغداد وأمانة بغداد ومحافظة بغداد، للتنسيق أمنيًا بهدف توفير الحماية اللازمة للقمة العربية.

يذكر أن العراق، الذي خصص مبلغ 300 مليون دولار لاحتضان القمة المقبلة، كان قد استضاف القمة لمرتين، الأولى بدورتها التاسعة عام 1978، والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشر عام 1990، والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة، وتبعها احتلال العراق للكويت، واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.

وكانت القمة العربية الأخيرة، التي انعقدت في ليبيا في آذار (مارس)عام 2010، قد اتخذت قرارًا بعقد القمة التالية في العراق، على الرغم من أن البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقرّ باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الأبجدي، حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقًا لهذه القاعدة، إلا أنها عقدت في مدينة سرت الليبية، بسبب المخاوف الأمنية في العراق، الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا، لكن قمة بغداد، التي كانت مقررةفي العام الماضي، تأجلت إلى العام الحالي بسسب الاضطرابات التي شهدتها دول عربية في ما أطلق عليه مصطلحالربيع العربي.