بالتوازي مع نجاحه على المستوى الخارجي ممثلا لدولة الامارات، يعود الشيخ عبدالله بن زايد مجدداً ليحمل حقيبة الاعلام في صورة تذكر بنجاحات الإعلام الاماراتي إبّان فترته الأولى التي شهدت نجاحاً لافتاً على كل المستويات.


خلق دائما نوعا من التآلف والإلتئام مع كل الإعلاميين

دبي:
وافق مجلس الوزراء الإماراتي خلال جلسته اليوم برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على تعيين الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيسا للمجلس الوطني للإعلام خلفا للشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان.

وأشاد بن راشد بالدور الذي أدّاه الشيخ حمدان وزير الأشغال العامة أثناء ترؤسه الدورة السابقة للمجلس الوطني للإعلام، متمنياالنجاح للشيخ عبدالله في مهام عمله الجديد.

طفرة إعلامية قوية

وتعليقا على تعيينه رئيسا للمجلس الوطني للإعلام، قال إعلامي rlm;عربيّ مرموق في لندن لـquot;إيلافquot; إن الشيخ عبدالله عند توليه حقيبة الإعلام rlm;الإماراتي العام 1997 منح حرية الإعلام سقفا أعلى وأنه كان على اتصال مع كل rlm;الإعلاميين كبارا وصغارا وبذل جهدا خارقا في منتصف التسعينات من أجل نهضة rlm;الإعلام الإماراتي. مضيفا أن تلفزيون أبوظبي شهد في عهده طفرة قوية لدرجة أنه rlm;كان منافسا قويا لقناة الجزيرة الإخبارية خاصة في تغطية حرب العراق في عام rlm;rlm;2003، وأوضح الإعلامي العربي أن الإمارات استطاعت في تلك الفترة أيضا أن rlm;تكسب مئات الإعلاميين العرب والأجانب لمصلحة قضاياها سواء بطريقة مباشرة أو rlm;غير مباشرة. وذلك عبر استضافتهم في محطة تلفزيون أبوظبي أو عبر المؤتمرات، rlm;حيث كان يحرص الشيخ عبدالله في كل المنتديات الإعلامية التي تنظمها الدولة rlm;خاصة المنتدى الإعلامي السنوي الذي تنظمه دبي على لقاء كل إعلامي، الأمر الذي rlm;جعله يكسب ود الكثيرين منهم. كما كان يحرص دائما على حضور كل تلك المنتديات rlm;الإعلامية.

وكان يخلق دائما نوعا من التآلف والإلتئام مع كل الإعلاميين المشاركين rlm;إضافة إلى حرصه على دعوة وزراء الدول المختلفة لحضور تلك الفعاليات rlm;الإعلامية الكبيرة. وكان الإعلام الإماراتي في عهده لا مركزيا أي rlm;جعله إعلامًا لكل إمارات الدولة وليس للعاصمة rlm;أبوظبي فقط. rlm;rlm;

واتسمت الفترة التي تولى فيها الشيخ عبدالله وزارة الإعلام بالنشاط الإعلامي الكبير، وكذلك الانفتاح على مصادر المعلومات الخارجية. وفي دليل على ذلك، قام خلال فترة قيادته وزارة الاعلام برفع الحظر الذي كان مفروضا على بعض الكتب العربية الممنوع عرضها وتداولها داخل دولة الإمارات في معارض الكتب المختلفة. وإضافة إلى ذلك، ما ذكره في ردّه على سؤال في المجلس الوطني الاتحادي حول منع وزارة الإعلام مجموعة من الكتاب الإماراتيين من الكتابة في وسائل الإعلام المحلية، حيث قال إنه يتحدى أن تكون أي مؤسسة إعلامية لديها تعليمات بهذا الخصوص من وزارة الإعلام. وأكد حينها بوضوح أنه quot;لم يتم مطلقا أي تدخل من قبل وزارة الإعلام لمنع الكتاب من الكتابة في أي من وسائل الإعلام المحليةquot;. الأمر الذي يبيّن أن لديه بصمات إعلامية واضحة فضلا عن تمتعه rlm;بحس إعلامي وثقافي واع.

وخلال تلك الفترة أيضا، أمر الشيخ عبدالله بترجمة مجموعة مجلدات من الوثائق البريطانية في الأرشيف البريطاني عن دولة الإمارات، وقام في ذلك الوقت الشخص المسؤول عن أرشفة الوثائق، وكان يدعى الدكتور مرسي عبدالله، والمترجم ليزلي ماكلوجلن بإتمام عملية ترجمة وأرشفة تلك الوثائق التاريخية التي فتحت المجال لتدوين الوثائق وهيأت الفرصة للناس للحديث والكتابة عن التاريخ الإماراتي بعد أن كان الحديث عن تاريخ الدولة أمرا حساسًا وصعبًا نتيجة عدم معرفة الكثيرين التاريخ بشكل دقيق وصحيح.

الأمر الآخر الذي يجعله هو الرجل الأنسب لقيادة إعلام الدولة هو رؤيته الحكيمة للأمور ونظرته الموضوعية والبعيدة للمستقبل ويتجلى ذلك في موقفه النبيل الذي أعرب عنه في quot;تويترquot; قبل أيام قليلة، عندما هاجم كثير من الإماراتيين في quot;تويترquot; كاتبًا إماراتيًا كان قد كتب مقالا أغضبهم، حيث دافع الشيخ عبدالله بشدة عن الكاتب الإماراتي قائلا quot;هذه هي روح الإمارات يا صديقي.. ومن ينتقص اليوم من إخوانه المواطنين بسبب اختلاف أصولهم عنه فهو جاهل عديم الوطنيةquot;.

ويمكن القول إن دخوله حقل الإعلام من جديد سيعمل على تنشيط كل وسائل الإعلام المحلية من جديد، خاصة في الإعلام الخارجي لدولة الإمارات وبما أنه استطاع أن يجعل للإمارات دبلوماسية نشطة عبر رحلاته المكوكية الدائمة في مختلف بقاع العالم، فإنه سيكون قادرًا على تنشيط دور الإعلام الخارجي للدولة الذي يعاني الضعف منذ سنوات عدة. وبهذا، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة نشاطا إعلاميا كبيرا للإمارات، بما يتواكب مع مسيرتها الدبلوماسية النشطة. وبالتالي سيمنح ذلك زخما إعلاميا كبيرا للسياسة الخارجية الإماراتية. وقد يدفع عودة الشيخ عبدالله إلى ذلك المنصب إلى قيامه بإعطاء المزيد من الحرية للإعلام خاصة الصحافة.

ومع أن دور المجلس الوطني للإعلام هو فني وليس سياسيا، أي يقوم بالإشراف على تنفيذ القوانين الخاصة بالإعلام بمنح التراخيص الإعلامية للمؤسسات الإعلامية في الدولة، وإنه لا يشرف على العمل الإعلامي للمؤسسات الإعلامية rlm; أو متابعة المحتوى الإعلامي بشكل يومي، إلا أنه من المتوقع أن يعمل على تطوير القدرات الإعلامية rlm;المواطنة في الدولة وسيكون دور المجلس فاعلا في إنجاز قضية توطين الإعلام الإماراتي.rlm;

وكان إلغاء وزارة الإعلام في الإمارات في السنوات الماضية قد منح الحرية للمؤسسات الإعلامية لوضع خطاب إعلامي ينسجم مع توجهاتها. أي أن تحديد السياسة والمنهج الإعلامي كان متروكا للمؤسسات الإعلامية نفسها.

سبق أن تولى منصب وكيل وزارة الإعلام والثقافة

ثالث وزير وثالث رئيس للمجلس

ويعد الشيخ عبدالله ثالث وزير لوزارة الاعلام بعد الشيخ أحمد بن حامد وخلفان rlm;الرومي، كما أنه ثالث رئيس للمجلس الوطني للإعلام أيضا بعد أن كان هو أول rlm;رئيس للمجلس في عام 2006 وحتى 2008. أما ثاني رئيس للمجلس فكان الشيخ rlm;حمدان بن مبارك آل نهيان. فهذه ليست المرة الأولى التي يتولى فيها رئاسة rlm;القطاع rlm;الإعلامي في الدولة، حيث إنه دخل سلك العمل الإعلامي العام 1996 عندما rlm;عين rlm;وكيلا لوزارة الإعلام، ثم تولى منصب وزير الإعلام في العام التالي 1997 rlm;، وذلك rlm;حتى إلغاء الوزارة وتحويلها إلى مسمى جديد هو المجلس الوطني للإعلام rlm;وتولي rlm; وزارة الخارجية العام 2006rlm;. وكان يرافقه في المجلس الوطني للإعلام من العام 2006 إلى العام 2008 وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي rlm;الحالي الرجل النشط جدا محمد عبدالله القرقاوي الذي شغل منصب نائب رئيس rlm;المجلس الوطني للإعلام، والذي كان له دور كبير في تطوير الإعلام المحلي.rlm;

تاريخ الشيخ عبدالله

ولد الشيخ عبد لله بن زايد آل نهيان في مدينة أبو ظبي في 30 أبريل 1972، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات في عام 1995، وتولى سمو الشيخ عبدلله بن زايد آل نهيان منصب وزير الخارجية في الإمارات العربية المتحدة في 9 فبراير 2006

ويشغل عددا من المهام والمناصب الرسمية الأخرى كنائب رئيس مجلس إدارة صندوق أبو ظبي منذ 31 ديسمبر 2005 وعضوا في المجلس الأعلى للأمن الوطني ونائب رئيس اللجنة الدائمة للحدود ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات.

وسبق أن تولى منصب وكيل وزارة الإعلام والثقافة خلال الفترة من 16 ابريل 1995 ولغاية 23 مارس 1997، ومنصب وزير الإعلام والثقافة في الفترة من 14 مارس 1997 ولغاية 8 فبراير 2006 ، كما تولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للإعلام منذ 24 يناير 1999، بالإضافة إلى توليه رئاسة مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام منذ 15 يوليو 2006 ولغاية مارس 2008 .

كما ترأس اتحاد كرة القدم في دولة الإمارات خلال الفترة من 5 ديسمبر 1993 ولغاية 19 مايو 2001، والشيخ عبدلله متزوج وله ثلاثة أبناء فاطمة ومحمد وزايد.