لندن: قالت صحيفة الفاينشانشال تايمز أن المخاوف في إسرائيل تتزايد من احتمال التعرض لهجمات quot;انتقامية quot; إيرانية تستهدف مواقع مدنية في إسرائيل ردا على أي عمل عسكري يستهدف المنشآت النووية الإيرانية.

وبينما يدرس المسؤولون الإسرائيليون توجيه ضربة عسكرية لإيران بدأت المناقشات تتجه إلى مدى استعداد إسرائيل للحرب وذلك نتيجة القلق من quot; الهجمات الإيرانية المضادةquot;.

وأضافت الصحيفة أن هذه المخاوف لها ما يبررها لأن تصريحات القادة الإيرانيين لم تترك مجالا للشك لدى إسرائيل في أن العمل العسكري سيؤدي إلى رد انتقامي.
وجاء أحدث تهديد من الجنرال أحمد وحيدي وزير الدفاع الإيراني الذي قال إن quot; أي هجوم للنظام الصهيوني على إيراني سيؤدي بلا شك إلى انهيار هذا النظام.

ورغم أن البعض يستبعد إقدام إيران على تنفيذ مثل هذه التهديدات إلا أن كثيرا من كبار المسؤولين في إسرائيل يرون أن الجبهة الداخلية ستتعرض لاختبار قوي في حالة نشوب نزاع مع إيران.

وأشار التقرير إلى لقاء عقده دان ميردور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الاستخبارات والملف النووي مع المراسلين الأجانب أكد فيه أن الاستعدادات للحرب تأخذ في الوقت الحالي شكلا مختلفا.

وخلال اللقاء أوضح ميردور أنه في الماضي كانت معارك الدبابات والمقاتلات ولكن الان الجبهة الرئيسية للحرب هي الجبهة الداخلية كام يرى ميردور.
وتوقع المسؤول الإسرائيلي انه في حالة اندلاع الحرب quot; وهو يأمل في ألا تندلعquot; فلن يكتفي الإيرانيون بمهاجمة الأهداف العسكرية بل سيستهدفون بشكل أساسي المدنيين.

واوضح التقرير أن مثل هذه المناقشات أثارت جدلا واسعا وانقسامات داخل إسرائيل بين المسؤولين والخبراء حول قدرة إيران ورغبتها في ضرب أهداف داخل إسرائيل.
وامتد الجدل إلى التوقعات بشأن مشاركة حلفاء إيران في سوريا ولبنان وغزة في مثل هذه العمليات.

فعلى سبيل المثال قدرت quot;ترسانة حزب الله من الصواريخquot; بنحو خمسين ألفا منتشرة على الحدود الشمالية لإسرائيل.
ويقول بعض الخبراء إن هذه الصواريخ يمكنها الوصول إلى أهداف في العمق الإسرائيلي منها المناطق الساحلية حول تل أبيب.

وتوصل أحد المحللين إلى معادلة للهجمات المتوقعة أطلق عليها quot; 1991 ndash; 2006 ndash; BAquot; وهي تشير إلى سيناريوهات الرد الإيراني المتوقع.

وبحسب هذا التحليل يمكن أن ترد إيران على أي هجوم عسكري بهجمات بصواريخ بعيدة المدى مثلما فعل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1991. وقد ينضم حزب الله للعمليات بهجمات صاروخية شبيهة بما قام به خلال حرب 2006.

كما طرح سيناريو استهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج مثل التفجيرات التي استهدفت المصالح الإسرائيلية في بوينس أيرس عاصمة الأرجنتين عامي 1992 و 1994 .

في المقابل يقلل عدد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم وزير الدفاع إيهود باراك من خطورة الرد الانتقامي إيراني.
فقد استبعد باراك مرارا أن يؤدي أي رد إيراني إلى خسائر إسرائيلية جسيمة.
وقال في إحدى المرات إنه لا quot;توجد أي فرصةquot; لسقوط أكثر من 500 قتيل إسرائيلي نتيجة أي رد عسكري إيراني.

لكن بعض المحللين يردون على باراك بالقول إنه بالنسبة لدولة صغيرة المساحة وعدد السكان مثل إسرائيل فرقم 500 يعد كبيرا.