عمان: أكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني استحالة التنبؤ بكيفية تطورات الوضع السوري معتبرا ان الازمة في سوريا تزيد من اعباء ومسؤوليات جيرانها خاصة تركيا والاردن.
وقال الملك عبدالله في مقابلة مع صحيفة (تي بي كيو) التركية ونشرتها وكالة الانباء الاردنية (بترا) هنا اليوم ان quot;سوريا علامة الاستفهام الكبرى في هذه اللحظة ومن المستحيل التنبؤ بكيفية تطور الوضع السوري او اجراء تقييم واف وشامل لنتائج هذه التطورات على ايران وحزب الله وحماس والعراق وكل اللاعبين الاخرين ودول الشرق الاوسطquot;.
وأضاف ان الشيء الوحيد المؤكد هو ان الازمة في سوريا تزيد من اعباء ومسؤوليات جيرانها وتحديدا تركيا والاردن بما في ذلك الازمة الانسانية المتوقعة بكل جوانبها.
ووصف الملك عبدالله الثاني الربيع العربي بانه دعوة للكرامة والعدل والحرية والتغيير الذي يستهدف كل القوى في الانظمة القديمة سواء كانت الحكومات ام المعارضة مشيرا الى ان الجماعات التي برزت في اعقاب الجولة الاولى من الانتخابات التي تلت الانتفاضات الشعبية قد فازت لانها قدمت برامج قائمة على الاعتدال والتعددية واحترام الحريات.
وحول الملف الايراني قال الملك عبدالله ان احياء عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط عنصر اساس لنزع فتيل اي مواجهة مع ايران مؤكدا ضرورة اعادة التركيز على حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي quot;لان الصراع القائم يوفر مادة دسمة لاي كيان يريد كسب التأييد العاطفي من قبل مليار مسلم حول العالمquot;.
واضاف انه في الوقت الذي على ايران ان تظهر فيه نية حقيقية في تنفيذ التزاماتها الدولية فان اي عمل عسكري ضدها قد يفاقم حالة انعدام الاستقرار في الشرق الاوسط ويكون له نتائج سلبية على الولايات المتحدة واوروبا واسرائيل مؤكدا ان المنطقة لا تحتاج الى ازمة جديدة في هذه المرحلة.
وردا على سؤال حول كيفية تحديد موقع الاردن في خضم المتغيرات الاقليمية قال العاهل الاردني ان بلاده تسعى لان تكون مبادرة ايجابيا لا مجرد مستجيب للتطورات وتسعى كي تؤثر في مسار التغيير بما يخدم السلام والاستقرار ويدفع باتجاه التعاون الاقليمي الاوسع وان تخلص للمبدأ الراسخ لديها والمتمثل بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى.
واضاف ان عملية السلام تظل بالنسبة للاردن اولوية وقضية مركزية ذلك ان تحقيق السلام الدائم الذي يؤدي الى استعادة حقوق الفلسطينيين المشروعة هو ليس هدفا سياسيا اقليميا فحسب بل ايضا مصلحة وطنية بالنسبة للاردن.
وقال quot;في المقابل فان فرصة السلام القائمة حاليا تتلاشى بسرعة والخيارات تنفد منا جميعا فلسطينيين واسرائيليين ومجتمع دولي وهذا هو السبب الذي جعلنا نضاعف جهودنا واستطعنا في وقت سابق من هذا العام ان نجمع المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين في عمان لاول مرة خلال 16 شهراquot; مؤكدا انها كانت مجرد مباحثات استكشافية وانه لا يوجد صراع تم التوصل الى حل له بدون المفاوضات.
وبالنسبة للوضع في العراق قال ان الاردن يراقب الوضع هناك عن كثب بعد الانسحاب الاميركي مؤكدا ان المصالحة وبناء الدولة امران اساسيان بالنسبة للعراق في هذه المرحلة.
وأبدى الاستعداد لدعم اي حوار او مساع جماعية لتحقيق الاستقرار والامن والنمو الاقتصادي والرفاه العام للشعب العراقي
التعليقات