تتواصل المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الأسد

تسير الولايات المتحدة الأميركية باتجاهكل الخيارات للتعامل مع الشأن السوري، بما فيه إنجاز quot;خطط تفصيليةquot; لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، في وقت تواصلت فيه عمليات القتل في سوريا، وسقط الثلاثاء 31 قتيلاً.


واشنطن: كشفت مصادر أميركية لـquot;سي أن أنquot;عن إنجازوزارة الدفاع quot;البنتاغونquot;وضع quot;خطط تفصيليةquot; لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، وأضافت إن الخطط جاهزة للتطبيق إذا أصدر البيت الأبيض أوامر بذلك.

وقالت المصادر إن هذا التطور في مجال وضع خطط للتدخل العسكري جاء بعد أسابيع من عمليات تقويم، أجراها محللون في وزارة الدفاع الأميركية ضمن quot;مجموعة كاملة من الخياراتquot;.

وبحسب تلك المصادر، فإن تلك المخططات تشمل مجموعة من الخيارات العسكرية المتنوعة، التي يمكن استخدامها ضد النظام السوري، وجرى تحديد أنواع الأسلحة والمعدات المناسبة لكل خيار، مع عدد القوات الضرورية لتطبيقه.

تأتي هذه المخططات في وقت تواصل فيه الإدارة الأميركية تأكيدها على ضرورة السير في الخيارات الدبلوماسية مع سوريا، والضغط على الأسد سياسياً لدفعه إلى مغادرة السلطة.

وذكر مسؤولون في البنتاغون لـquot;سي ان انquot; مشترطين عدم ذكر أسمائهم، أن استخدام جنود الجيش الأميركي في عمليات من هذا النوع لن يكون أمراً سهلاً، ولكنهم وضعوا الخطط باعتبار أن الإدارة ترغب في وجود quot;مجموعة متنوعة من الخياراتquot; أمامها.

وأضاف أحد المسؤولين قائلاً: quot;استخدام القوات الأميركية لن يكون أمراً سهلاً في ذلك الجزء الحسّاس من العالم (الشرق الأوسط) على المستويات السياسية والعسكرية، ولكن القيادات السياسية والعسكرية تواصل التفكير بجدية في ما يمكن فعلهquot;.

وتابع المسؤول بالقول: quot;نحاول دراسة كل الخيارات، ونريد أن نفهم حقيقة الإمكانيات الموجودة أمامناquot;، ولفت إلى أنه في حال صدور أوامر للجيش الأميركي بالتحرك ضد سوريا، فسيتوجب على القوات المسلحة إجراء المزيد من عمليات التخطيط، ونقل الوحدات العسكرية.

واعتبرت جهات مطلعة في واشنطن أن الولايات المتحدة تفكر في الإمكانيات التي يمكن أو يوفرها الجيش الأميركي في عمليات إيصال المساعدات الإنسانية على سبيل المثال، كما إن وزارة الدفاع الأميركية تدرس خيارات لحماية المخزونات السورية من الأسلحة الكيماوية في حال تركها من دون حراسة، الأمر الذي قد يحتاج تدخل عشرات آلاف الجنود.

ويعتقد مسؤولون أميركيون أنه في حال سقوط الرئيس السوري فإن بعض أركان نظامه في الأجهزة العسكرية والأمنية سيستمرّون في مناصبهم لفترة من الزمن، كفيلة بضمان استتباب الأوضاع. أما في حال حصول انهيار كامل للنظام، فسيكون على واشنطن والمجتمع الدولي التدخل للحفاظ على الأمن وحماية المدنيين.

وسبق لـquot;سي أن أنquot; أن أشارت إلى قيام الولايات المتحدة بالتقاط صور جوية للأوضاع في سوريا ولتحركات القوات، إلى جانب التجسّس على أنظمة الاتصالات العسكرية السورية، من دون وجود أوامر للتشويش على تلك الاتصالات في الوقت الحالي.

في سياق آخر، تضاربت المعلومات الثلاثاء حول خروج الصحافية الفرنسية إديت بوفييه من حمص إلى لبنان، الذي وصل إليه زميلها البريطاني بول كونروي، في وقت تواصلت أعمال العنف في سوريا، حاصدة 31 قتيلاً، وسط تنديد المجتمع الدولي ومحاولته زيادة الضغوط على النظام السوري.

وتأكد خبر نقل الصحافي البريطاني بول كونروي، الذي أصيب في الأسبوع الماضي بجروح نتيجة القصف على مدينة حمص (وسط)، إلى لبنان بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء.

وصرّح الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية بالقول quot;باستطاعتنا أن نؤكد الآن أن الصحافي البريطاني الجريح بول كونروي وصل بسلام إلى لبنان، حيث يتلقى حاليًا مساعدة قنصلية من خلال سفارتنا في بيروتquot;.

في الوقت نفسه، أفاد مسؤول لبناني رسمي لفرانس برس أن الصحافية الفرنسية إديت بوفييه، التي أصيبت أيضًا في القصف نفسه، وصلت إلى لبنان الثلاثاء. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخبر، قبل أن يتراجع عنه في وقت لاحق.

ثم أعلنت صحيفة quot;لو فيغاروquot; الفرنسية، التي تعمل فيها بوفييه، أن هذه الأخيرةلا تزال على الأراضي السورية.

وقتل في حمص الثلاثاء 16 شخصًا في قصف على حي بابا عمرو، حيث أصيب الصحافيان الغربيان، كما قتل صحافيانكانا معهما عندما طال القصف منزلاً حوّله ناشطون إلى مركز إعلامي، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال مع فرانس برس إن الجيش النظامي استقدم إلى حمص تعزيزات من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري.

وأضاف quot;وصلت تعزيزات جديدة إلى حمص، لا سيما محيط بابا عمرو، معظمها من الفرقة الرابعةquot;، مشيرًا إلى وجود quot;عبارة وحوش الفرقة الرابعة على المدرعات والدباباتquot;. وقال إن هذه التعزيزات quot;تزيد من مخاوفنا من حصول اقتحامquot;.

كما أشار العبدالله إلى أن القوات النظامية أخلت quot;حاجزين كبيرين على أطراف الخالدية، هما حاجزا المطاحن والإطفائيةquot;.

ورأى أن هذا الإخلاء الذي حصل الثلاثاء quot;يجعلنا نتخوف من تعرّض الخالدية لقصف عشوائي مثل بابا عمروquot;، مشيرًا إلى أنه quot;تم توجيه نداءات عبر المساجد إلى الأهالي للنزول إلى الطبقات الأرضيةquot;.

في ريف حمص، قتل شخصان في مدينة تلكلخ المحاذية للحدود اللبنانية بنيران القوات السورية النظامية، وفقًا للمرصد، فيما تتعرّض مدينة القصير لنيران القوات السورية التي تحاصر المدينة، بحسب صحافيين من فرانس برس موجودين في المكان.

وفي محافظة حماه (وسط) قتل أربعة مواطنين، وأصيب العشرات، بعضهم في حال حرجة، إثر قصف تعرّضت له بلدة حلفايا في ريف حماه، بحسب المرصد.

وقال سامر الحموي، أحد سكان المدينة، في اتصال مع وكالة فرانس برس الثلاثاء، إن القوات السورية النظامية quot;تحاصر مدينة حلفايا وتقصفها عشوائيًا من ثلاث جهاتquot;، موضحًا أن quot;القصف يتم من مواقع بعيدةquot;.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب) قتل طفلان برصاص القوات النظامية، التي اشتبكت مع مجموعات من المنشقين في المدينة.

كما قتل شاب في قرية التماتعة بنيران القوات السورية، وقتل جندي نظامي إثر اشتباكات مع منشقين في جبل الزاوية، بحسب المرصد.

وأسفرت اشتباكات في مدينة خان شيخون بين القوات النظامية ومنشقين عن سقوط قتيلين مدنيين.

وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل خمسة جنود من الجيش النظامي السوري فجر الثلاثاء في اشتباكات مع مجموعة منشقة في مدينة داعل، بحسب المرصد.

وتواصلت التحركات الاحتجاجية في عدد من مناطق سوريا. فقد خرج آلاف الأشخاص في دمشق لتشييع قتلى الاحتجاجات، الذين سقطوا في الأيام الماضية برصاص الأمن.

وقدّر المرصد السوري عدد المتظاهرين في منطقة كفرسوسة بحوالى خمسة آلاف متظاهرًا. وأفاد اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها وكالة فرانس برس عن تظاهرات في أحياء الميدان وبرزة وعربين وزملكا وبرزة وسط انتشار أمني كثيف.

وأشار الناشطون إلى تزايد الحركة الاحتجاجية في مدينة دمشق في الأيام الأخيرة بعدما كانت تقتصر على quot;التظاهرات الطيارةquot; الخاطفة.

وذكر المرصد السوري أن قوات الأمن نفذت حملة اعتقالات في جامعة دمشق أسفرت عن توقيف أكثر من ثلاثين طالبًا.

وشهدت جامعة حلب (شمال) quot;ست تظاهرات، يتراوح عدد المشاركين فيها بين 150 وألف متظاهرًاquot; تهتف للمدن المحاصرة، بحسب ما أفاد ناشطون في الجامعة.

وقال عضو اتحاد الطلبة الأحرار فارس الحلبي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس إن الأمن أطلق الرصاص داخل الحرم الجامعي quot;لترويع الطلاب وتفريق التظاهرةquot;، مشيرًا إلى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في الحرم الجامعي.

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن عدد ضحايا القمع في سوريا بات quot;بالتأكيد أكثر من 7500 قتيلاً بكثيرquot;.

وجددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جهتها نداءها من أجل quot;هدنة لأغراض إنسانيةquot;، وقالت المتحدثة باسم اللجنة إن quot;وقف المعارك لساعتين على الأقل يوميًا ضروري لتوزيع المساعدات في المناطق الأكثر تضررًاquot;.

وأعلنت اللجنة من جهة ثانية أنها تمكنت من نقل مساعدات إلى مدينتي إدلب وحمص. وسلمت المساعدات إلى الهلال الأحمر السوري، لكن لم يتم توزيعها بسبب المعارك.

ومساء الثلاثاء، أعلن المتحدث باسم اللجنة صالح دبكة أن اللجنة تقوم بعملية تقويم لمهمتها في سوريا. وقال في تصريح لفرانس برس quot;سنقوم بتقويم لنحدد كيفية تحركناquot; في المستقبل.

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت اللجنة الدولية ستقوم بمهمة جديدة الأربعاء في حمص، أجاب quot;لا أعتقد ذلكquot;.

من جهتها نددت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بـquot;الإدعاءات التي كررتها وسائل الإعلام المختلفة على مدى الأسبوع الماضي بأن المنظمة لا يمكن الوثوق بهاquot;.

وأضافت المنظمة في بيان quot;نحن إذ نعرب عن قلقنا العميق إزاء هذه الإدعاءات نشدد على أنها ليست فقط غير صحيحة، وإنما هي إهانة للتضحيات التي يبذلها موظفو ومتطوعو المنظمة للوصول إلى الفئات الأشد ضعفًا، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها، بغضّ النظر عن جنسيتهم، أو دينهم أو انتمائهم السياسيquot;.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي عقد جلسة طارئة حول الوضع الإنساني في سوريا في جنيف، quot;من المهم أن تتعاون الحكومة السورية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمرquot;.

وأضاف quot;ندعو الحكومة السورية والمجموعات المسلحة (...) إلى اتخاذ إجراءات بدون تأخير لمنع أي تدهور إضافي في الوضع الإنسانيquot;.

وطالبت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي بـquot;وقف إنساني فوري لإطلاق النارquot; في سوريا من أجل وضع حد لأعمال العنف والسماح للأمم المتحدة بمساعدة السكان.

وخلال الاجتماع، ندد الوفد السوري بالنقاش، وأعلن عنquot;الانسحاب من هذا الجدل العقيمquot;.

وصرح ممثل سوريا لدى المجلس فيصل الحموي أن quot;الهدف الحقيقي من الجلسة هو إذكاء نار الإرهاب وإطالة أمد الأزمة في بلادي، عبر رسالة الدعم التي ستوجّهها هذه الجلسة إلى المجموعات المسلحةquot;.

في واشنطن، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن هناك معطيات تتيح ملاحقة الرئيس الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

إلا أنها استطردت قائلة quot;استنادًا إلى خبرتي الواسعة أعتقد أن هذا الأمر قد يعقد التوصل إلى حل لوضع معقد أصلاً، لأنه سيحدّ من إمكانات إقناع قادة بالتخلي عن السلطةquot;، في إشارة إلى الرئيس السوري.

في تونس، أعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في حديث تنشره صحيفة لا بريس التونسية الأربعاء، أن quot;تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد والمقرّبين منه حق اللجوء في إطار حل تفاوضي للنزاع السوريquot;.

وفي طرابلس، وعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الثلاثاء بتقديم مساعدات إنسانية وطبية إلى الشعب السوري، وذلك في ختام لقاء مع أعضاء في المجلس الوطني السوري المعارض.

وقال عبد الجليل في تصريح صحافي في ختام الاجتماع إن المجلس الوطني الانتقالي الليبي quot;سيقدم إلى إخواننا في سوريا كل ما هم بحاجة إليهquot; في المجالات الإنسانية والطبية من دون أن يشير إلى أي مساعدة عسكرية.

وأصدر الرئيس بشار الأسد الثلاثاء مرسومًا يقضي بجعل الدستور، الذي أقرّه السوريون عبر استفتاء الأحد، نافذًا اعتبارًا من 27 شباط/فبراير.

وكانت السلطات أعلنت أن الدستور الجديد نال موافقة 89.4 بالمئة من أصوات الناخبين.