لندن: حصلت منظمة أُنشئت حديثاً على قائمة ضخمة أعدَّها النظام السوري، وتتضمن أسماء آلاف المعارضين السوريين وعناوينهم.

وقالت منظمة موذر جونز الإعلامية، إن الوثيقة الرقمية التي تقع في 718 صفحة تحوي أسماء وأرقاماً هاتفية وأحياء سكنية ونشاطات مزعومة لآلاف المعارضين الذين يبدو أن النظام السوري يستهدفهم. ونقلت صحيفة كريستيان صيانس مونتر عن موذر جونز، أن ثلاثة خبراء طلبت منهم المنظمة أن يفحصوا الوثائق المكتوبة بالعربية، كل على حده، فأكدوا صحتها.

وفي وقت يواصل نظام الرئيس بشار الأسد حملته الدموية ضد المعارضة في الداخل، تؤكد القائمة بتفاصيل صريحة سعة المراقبة التي تمارسها أجهزته في الداخل ومحاولاته المنهجية لسحق المعارضة الشعبية ضده.

وتكهنت منظمة موذر جونز في تقريرها بالأغراض التي أُعدّت القائمة من أجلها، ولكن الأمر لا يحتاج الى تكهن لمعرفة استعمالات القائمة. فإن المخابرات السورية اعتادت منذ زمن طويل على ممارسة التعذيب والتصفيات الجسدية ضد مناوئي النظام، كما يستخدم النظام عائلات الناشطين المعارضين في الخارج للضغط عليهم.

وكانت منظمة العفو الدولية أشارت في تقريرها العام الماضي، الى توثيق حالات أكثر من 30 ناشطاً سورياً يعيشون في 8 بلدان في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية، كندا وتشيلي وفرنسا والمانيا واسبانيا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة،قالوا إنهم تعرضوا الى الترهيب من مسؤولين في السفارات السورية، ومن آخرين بسبب نشاطاتهم تضامناً مع حركة الاصلاح في سوريا، وإن العديد منهم جرى تصويرهم وترهيبهم شفهياً خلال مشاركتهم في احتجاجات امام سفارات سورية، فيما تعرض آخرون الى التهديد، بما في ذلك التهديد بالقتل، أو الاعتداء الجسدي على أيدي أفراد يُعتقد أنهم يرتبطون بالنظام السوري. نقلت منظمة العفو الدولي عن ناشطين أن الأجهزة الأمنية زارت عائلاتهم في سوريا واستجوبت أفرادها عن نشاطاتهم في الخارج، وأن ذويهم تعرضوا في حالات عديدة الى الاعتقال وحتى التعذيب نتيجة ذلك على ما يبدو، بحسب تقرير منظمة العفو الدولية.

في غضون ذلك يتزايد عدد القتلى بسبب القصف على مدينة حمص ومدن سورية أخرى. ويرجح مراقبون أن تتواصل ايضاً حملة الاعتقالات وتغييب خصوم النظام بأساليب اقل صخباً من قصف المدافع.