دعوات لدعم الجيش السوري الحر |
تواصل المؤسسة الدينية الرسمية في سوريا دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد وحملته العسكرية ضد الثورة التي تشهدها البلاد، فيما شن رجال دين سوريون موالون للنظام هجوما على منظمة المؤتمر الإسلامي.
على الرغم من الانتقادات الشديدة التي وجهت إلى رموز المؤسسة الدينية في سوريا وموالاتها بشكل علني لنظام الرئيس بشار الأسد، فإنها لا تزال مصرة على الدفاع عن النظام، ولم تجد حتى الآن المناشدات الخارجية أو الانشقاقات عن المؤسسة الدينية في سوريا، وبالذات مؤسسة الإفتاء ووزارة الأوقاف، في ثني رجالاتها عن مواقفهم المستميتة في الدفاع عن مواقف النظام.
مفتي القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى، محمد حسين، كان قد دعا مفتي سوريا أحمد حسون إلى laquo;عدم الوقوف مع النظام السوري ضد شعبهraquo;، معتبراً أن laquo;ما يحدث في سوريا فعلاً مؤلم لكل أبناء الأمة العربية والإسلامية، لأن قتل المدنيين والشيوخ والشباب أمر مزعج تماماًraquo;.
وطالب حسين النظام السوري والرئيس بشار الأسد laquo;بوقف نزيف الدم فوراً الذي لا يئن فيه جسم الشعب السوري فحسب، لكن جسم الأمة العربية والإسلامية كلها. والشعب السوري يستحق كل خير ونجاح وتقدم والعيش في أمان واستقرار. فالثورة السورية قامت لتطلع الشعب السوري للعزة والكرامة والحرية والديموقراطية وليبتعدوا عن الخوف والقتل وإهدار الدماءraquo;.
وقال حسين: laquo;نحن نحترم تطلعات الشعب السوري الشقيق، بل وكل التطلعات العربية، وأقول لمفتي سوريا أحمد حسون ان الشعب السوري يجب أن يبقى جسماً واحداً، ولا بد أن يتعاون معهم بكل طاقاته وإمكاناته لما فيه خير البلاد، ولا يقف في صف النظام السوري ضد شعبهraquo;.
كلمة مفتي القدس والديار الفلسطينية جاءت في أعقاب اعتبار مفتي سوريا، أحمد بدر الدين حسون، أن الدستور الجديد يشكل laquo;مخرجاًraquo; من الأحداث التي تعيشها سوريا منذ 15 آذار الماضي.
وخلال لقائه وفداً طلابياً وشبابياً أردنياً، تحدث حسون عن الدستور الذي تم الاستفتاء عليه، ورأى فيه laquo;المخرج من الأزمة الراهنة، لأنه يشمل كل الإصلاحات التي تلبي رغبات وتطلعات مختلف فئات الشعبraquo;.
بالمقابل، قالت عضو laquo;اللجنة الشعبية لدعم سوريا ونهج المقاومةraquo; الذين قابلهم حسون، رنا سعد، إن المفتي أشار إلى محاولة بعض جهات المعارضة الخارجية في laquo;استمالتهraquo; إلى جانبها laquo;لكني رفضتُ لأن هذه المعارضة لا تملك برنامجاً إصلاحياً وهدفها تدمير سوريا، ولاحقاً تلقيت تهديدات بالقتل لإجباري على تغيير مواقفيraquo; حيال الأزمة الحالية. ولفتت إلى أن معنويات حسون laquo;كانت عالية، وطمأننا أن سوريا بخير وستتغلب على أزمتها وعلى المؤامرة التي تستهدفها وتتربص بكل المنطقةraquo;.
حسون اتهم في اللقاء المعارضة الخارجية بـlaquo;الاستقواء بالخارج واستدعاء التدخل العسكري والسعي لزج سوريا في حرب طائفية وتفتيت البلدraquo;، لكنه أكد في الوقت نفسه laquo;الوحدة الوطنية التي تشهدها سورياraquo;، ورحب laquo;بكل برنامج سياسي واضح يضع مصلحة الوطن فوق كل مصلحةraquo;.
في السياق ذاته، هاجم محمد سعيد رمضان البوطي منظمة التعاون الإسلامي من على منبر خطبة الجمعة في المسجد الأموي بدمشق، وأكد البوطي أن كثيراً من حقائق الإسلام تحولت في أكثر مجتمعاتنا إلى عناوين فارغة وأشكال ومظاهر ميتة وإلى مؤسسات إسلامية في ظاهرها، ولكنها سياسية في حقائقها، quot;فقد أصبح الإسلام اليوم يستخدم في كثير من المجتمعات بالسياسة وحقائقه تستخدم للأهواء السياسيةquot;.
ولفت البوطي في خطبة الجمعة إلى أن quot;المؤسسات الإسلامية المركزية المناط بها تنفيذ مبادئ الإسلام التعاون على البر والتقوى والنهي عن المنكر تستهدف أمتنا بما يهدد الأمة ومستقبلهاquot;، وقال quot;لو أن مبدأ التعاون على البر والتقوى والنهي عن المنكر والعدوان كان حياً موجوداً مطبقاً في مجتمعاتنا الإسلامية، لحصنت هذه المجتمعات ضد المؤامرات والخطط العدوانية جمعاء ولارتدت أسهم الأعداء إلى صدورهم، ولكن أين هو التعاون الإسلامي الذي أمر الله سبحانه وتعالى به.
وأضاف البوطي، بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): quot;إن منظمة التعاون الإسلامي عنوان فسفوري كان من المأمول أن يعبر عن الشخصية الاعتبارية الفعالة لمليار ونصف مليار مسلم في هذا العالم.. لكنها قد ماتت وقد تمنيت أن يكون هذا العنوان حياً معبراً فعلاً عن الشخصية الاعتبارية الفعالة للمسلمين في العالم، كما هو المفروض، لنجعل إليهم القضاء المبرم في الحقائق الكثيرة التي شبهت علينا في مجتمعاتنا اليوم بفعل كثير من الفضائيات العدوانية.. أقول للمنظمة وللقائمين على شؤون هذه المنظمة تعالوا فانظروا وتأملوا وقرروا، ونحن معكم، تعالوا فحدثونا من القاتل ومن المقتول، من الظالم ومن المظلوم، تعالوا فقرروا متحررين من الأحكام المسبقة والسياسات الرعناء ونحن معكمquot;.
وختم البوطي خطبته بمفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن quot;وراثةquot; كل من روسيا والصين، بمواقفهما الأخيرة من النظام السوري، لمنظمة التعاون الإسلامي بما يجب أن تكون عليه من معان سامية: قائلا quot;كل منا يبحث أليس من وريث فعال لهذه المنظمة الميتة، ويأتي الجواب الذي يقوله التاريخ متعجباً مستغرباً أجل هنالك وريث إنه روسيا والصينquot;!
التعليقات