القدس: تواصل اسرائيل التي وقعت الاحد اتفاقا لتوصيل التيار الكهربائي مع قبرص اعادة انتشارها الاستراتيجي الاقليمي عبر تعزيز علاقاتها مع جارتيها قبرص واليونان محاولة في نفس الوقت عدم تازيم علاقاتها المتوترة اصلا مع حليفتها السابقة تركيا.
ووقع الاحد في القدس اتفاق شراكة مع قبرص واليونان لاقامة كابل بحري عالي الجهد بطاقة 2000 ميغاواط على طول 287 كم يربط اسرائيل بقبرص بين شركة الكهرباء الاسرائيلية وشركة quot;دي اي اتش كوانتم انيرجيquot; القبرصية-اليونانية.

وسيسمح هذا المشروع الذي سمي بquot;ربط يورو-اسياquot; للبلدين بتوفير الكهرباء للاخرى في حال الطوارىء وامكانية تصدير الكهرباء التي تنتجها موارد البلدين الغازية لليونان والاتحاد الاوروبي.
وياتي التوقيع عقب زيارة تاريخية قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في 16 شباط/فبراير الماضي وهي الاولى من نوعها لوزير اسرائيلي.

وقال يغال بالمور المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية لفرانس برس quot;نريد تدفئة علاقتنا مع الدول التي لطالما كانت علاقتنا معها باردة ولكن ليس لدينا استراتيجية لقطع العلاقات مع تركياquot;.مشيرا الى تقارب اسرائيل مع دول quot;منطقة البلقانquot;.
واضاف quot;تركيا قطعت العلاقات معنا ولكننا نتعامل بصبر مع مشاكلناquot;.

ووقعت اسرائيل اتفاق تعاون عسكري مع اليونان وبلغاريا ورومانيا وصربيا والبانيا وايضا مع بلدان اقل اهمية لها مثل اذربيجان واوغندا بعد فقدان حليفها الاستراتيجي الاقليمي تركيا عقب هجوم دامي شنته البحرية الاسرائيلية على سفينة مافي مرمرة التركية التي كانت متوجهة الى غزة وقتل فيه تسعة اتراك.
وفي المقابل ما زالت التبادلات التجارية بين اسرائيل وتركيا جيدة حيث بلغت الصادرات عام 2011 نحو 1,4 مليار يورو بزيادة 42% عن عام 2010 وبلغت الواردات 1,65مليار يورو بزيادة قدرها 21%.

وقد اكتشفت اسرائيل وقبرص احتياطات كبيرة من الغاز في اعماق البحر المتوسط الذي يفصل بينهما وهما تنويان معا انشاء بنى تحتية تتيح امداد الاسواق الاسيوية والاوروبية.
وكانت قبرص واسرائيل وقعتا في كانون الاول/ديسمبر 2010 اتفاقا يحدد حدودهما البحرية ويسمح للبلدين الجارين المضي قدما في عمليات البحث عن موارد الطاقة في مياه البحر المتوسط.

وخلال زيارة نتانياهو لقبرص تم توقيع اتفاق ثنائي اخر بين البلدين في مجال الاغاثة.
وبموجب الاتفاق يستطيع كل من الطيران والبحرية الاسرائيلية استخدام المجال الجوي والبحري القبرصي في عمليات البحث والاغاثة خاصة عند منصات الحفر.

وحول الاتفاق علقت مسؤولة من وزارة الخارجية الاسرائيلية بانه quot;سيكون اتفاقا للتعاون المدنيquot;.
الا ان المحامي دوف ويسجلاس الذي شغل منصب مستشار لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون حذر من quot;انزلاقات قد تخاطر بدفع اسرائيل الى نزاع اقليمي لا يعنيهاquot;.

وتركيا التي تحتل منذ 1974 القسم الشمالي من قبرص، احتجت بشدة على عمليات الاستكشاف التي تجري قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة بحجة انه لا يمكن للسلطات القبرصية-اليونانية التي تسيطر على جنوب الجزيرة ان تستفيد وحدها من كل هذه الموارد الطبيعية.
وتدعم اسرائيل الحكومة القبرصية اليونانية، وهي ترى في قبرص جسرا الى اوروبا.

وبحث نتانياهو خلال زيارته لقبرص امكانية انشاء خط انابيب مشترك للغاز لخدمة اوروبا ومصنعا لتسييل الغاز الطبيعي.
وستتولى قبرص الرئاسة الدورية المقبلة للاتحاد الاوروبي الذي ترتبط معه اسرائيل باتفاقات تعاون وتبادل حر.

وكانت قبرص من اشد منتقدي اسرائيل حول القضية الفلسطينية ولم تقم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية الا في 1994.