يوم غامض ودامٍ شهدته محافظة أبين جنوب اليمن، حيث قتل ما يزيد عن 45 شخصاً من الجنود والمسلحين أثناء معارك بين الجانبين، حيث تمكن (أنصار الشريعة) من الاستيلاء على عدد من المواقع العسكرية بينها اللواء الذي كان يقوده مهدي مقولة، قائد المنطقة الجنوبية، قبل أن يُقال مؤخراً.

لافتة لتنظيم القاعدة في زنجبار بأبين اليمنيّة

صنعاء: فجر الأحد، فوجيء جنود (اللواء 39 مدرع)، الذي كان يقوده القيادي العسكري مهدي مقولة حتى الخميس الفائت، و(معسكر 115 مشاة)، بهجوم مباغت استخدمت فيه سيارات مفخخة وآليات مدرعة، وذلك من قبلquot; أنصار الشريعةquot;، التابعين لتنظيم القاعدة في مدينة زنجبار في محافظة أبين التي يسيطر عليها عناصر أنصار الشريعة منذ أكثر من نصف عام.

المواجهات خلفت أكثر من أربعين قتيلاً وعشرات الجرحى معظمهم من الجيش، حيث قالت مصادر محلية في محافظة عدن القريبة من أبين أن عدد الجنود القتلى قد يتجاوز الأربعين جندياً، بينما اعترف أنصار الشريعة بمقتل ثمانية من عناصرهم، في حين كانت مصادر مطلعة أكدت أن ما يزيد عن 14 مسلحاً لقوا مصرعهم في المواجهات.

وقال مصدر عسكري في أبين لـ quot;إيلافquot;، إن quot;عناصر التنظيم استولوا على دبابات وراجمات صواريخ، ومعدات عسكرية أخرى، واستخدموها في الهجوم على معسكر آخرquot;.

وأضاف المصدر: quot;المسلحون نفذوا هجوماً مباغتاً من جهة البحر في منطقة quot;دوفسquot; استهدف قوات (اللواء 119 مشاة)، ما أدى إلى مقتل عدد من الجنودquot;.
وأضاف: quot;أن هجوماً انتحارياً نفذه المسلحون وقد استخدموافيه سيارة مفخخة،وان هناكهجوماً آخرلعناصر التنظيم استخدمت فيه الرشاشات والقذائف المحمولةquot;.

وتشير بعض المصادر في أبين إلى أن عناصر التنظيم تمكّنت من أسر عدد من الجنود، حيث تدور المخاوف الآن من إعدامهم من قبل المسلحين كونهم عناصر عدو بالنسبة إليهم.

وحسب مصادر متعددة، فإن عناصر القاعدة استولوا على دبابات وآليات للواء 39 ،ثم استخدموها مباشرة في مواجهات مع معسكر آخر وأوقع الهجوم عدداً كبيراً من القتلى.

استعادة اللواء 39 وشكوك بقائده السابق

في وقت متأخر من الأحد، قالت وزارة الدفاع اليمنية: إن quot;مقاتلي (اللواء 39 مدرع) و (115 مشاة) الأبطال قاموا بالرد على الاعتداء الإجرامي لتلك العناصر الإرهابية المارقة، موجهين لهم ضربة موجعة تمكنوا من خلالها استعادة السيطرة الكاملة على الموقع وإخلائه منهم وإعادة فتح الطريق الرئيسي بين زنجبار ودوفسquot;، مشيرة إلى مقتل وإصابة عدد من تلك العناصر الإرهابية.

وترددت أنباء عن تورط القائد السابق للمنطقة الجنوبية بتسليم اللواء 39، الذي كان قائده وتمّ إعفاؤه منه ومن قيادة المنطقة الجنوبية يوم الخميس الماضي.

وقال موقع التغييرنت الإخباري المستقل، نقلاً عن مصادر محلية: quot;إن أفراد (اللواء 31 مدرع ميكانيكي) في مدينة زنجبار في محافظة أبين في جنوب اليمن سلموا المعسكر لمسلحين من quot;أنصار الشريعةquot;، أحد فصائل تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربيةquot;.

وأضاف المصدر: quot;إن أفراد الكتيبة المتواجدة إلى جانب مصنع الحديد المجاور للبحر في زنجبار غادروا جميعهم معسكرهم ليلاً، مما أمكن مسلحي أنصار الشريعة من دخوله والاستيلاء على كل محتوياته من سلاح وعتادquot;.

وكانت عناصر quot;أنصار الشريعةquot; أمهلت الأربعاء الماضي الجيش اليمني عشرة أيام للانسحاب من المواقع التي سيطروا عليها مؤخراً في زنجبار والمناطق المجاورة لها، مهددة بنقل المواجهات إلى مناطق جديدة في البلاد.

الجيش اليمني من جهته كان قبل ذلك قد أمهل عناصر القاعدة quot;أنصار الشريعةquot; مهلة عشرة أيام للانسحاب من المواقع التي يسيطرون عليها في زنجبار.

وقتل أربعة جنود وجرح ثلاثة في انفجار سيارة أخرى مفخخة استهدفت نقطة عسكرية في منطقة الكود في محافظة أبين، وهي نقطة تابعة للواء 31.

خطة للاستخبارات الأميركية

في سياق مرتبط، نشرت صحيفة quot;الشرقquot; السعودية وثيقة أمنية تحوي خطوطاً عريضة لخطة أميركية تم إعدادها من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية وجهات عسكرية وأمنية في واشنطن لمواجهة خطر تنظيم القاعدة في اليمن، والذي شهدت أنشطته تمدداً واسعاً على الأرض خصوصاً خلال العام الماضي الذي عاشت اليمن فيه اضطراباتما زالت تداعياتها ماثلة حتى اللحظةquot;.

وحسب الصحيفة، فإن الخطة الأميركية quot;تقضي بدمج قوات مكافحة الإرهاب التي تتبع الأمن المركزي والقوات الخاصة التابعة لقائد الحرس الجمهوري، نجل صالح العميد أحمد علي عبد الله صالح، في كيان واحد يعمل تحت إدارة واحدة ويكون هو الذراع التنفيذية لتنفيذ عمليات نوعية ضد القاعدة في مختلف مناطق وجودهاquot;.

واحتوت الخطة quot;التي ناقشها مساعد الرئيس أوباما للشؤون الأمنية، خلال زيارته إلى اليمن الشهر الفائت، مع مسؤولين يمنيين بارزين في المؤسستين الأمنية والعسكرية، على مقترح بتحديد مزايا مالية كبيرة لهذه القوات تتكفل واشنطن ودول أخرى بدفعها عن طريق آلية شفافة تمنع الاستحواذ أو الاحتيال على هذه المزايا من قبل أي جهة كانت، كما حصل سابقاً في برامج دعم أميركية لقوات مكافحة الإرهابquot;.

ومن المقرر أن يتم quot;إعداد وحدات عسكرية ذات تخصصات قتالية متنوعة من قوات الحرس الجمهوري لتنفيذ المهمات القتالية في المناطق المفتوحة والمواجهات الكبيرة التي تحتاج إلى السلاح الثقيل برياًquot;، كما تقول الوثيقة.

كما quot;ستعمل أجهزة مخابرات عديدة على توفير المعلومات لهذه القوات وتنسيق عملياتها على الأرض بالتزامن مع مساندة أميركية بسلاح الطيران الحربي الذي سيتولى ضرب أهداف محددة، إضافة إلى عمليات إسناد في المواجهات المفتوحةquot;، وفقاً للخطة.

وحسب الصحيفة، فإن الخطة quot;تضمنت بنداً منفرداً مع آلية تفصيلية لتجنيد قوات محلية في المناطق التي توجد فيها القاعدة بالتنسيق مع رموز القبائل والشخصيات الاعتبارية ذات التأثير في تلك المناطق، وذلك ضمن وحدة أمنية ستتولى جهات عربية مهمة تدريبها بإشراف أميركي غير مباشر لاعتبارات تتعلق بموقف رجال القبائل من أميركاquot;.

ومن المقرر أن تقوم القوات quot;بعمليات قتالية بالتنسيق مع الوحدة المركزية التي ستنشأ بدمج القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى منحها صلاحيات لمواجهة القاعدة في الظروف الطارئة أو في تنفيذ مهمات مضمونة النتائج وحماية التجمعات القبلية من الاختراق والتمدد لأنصار القاعدةquot;.
وحددت الخطة وفقاً للوثيقة المنشورة أن quot;يتم البدء بالقوات المحلية في خمس محافظات يمنية هي أبين، البيضاء، حضرموت، مأرب، وشبوة، وستكون قريبة من التكوين العشائري، حيث سيتم منح استقلالية لهذه القوات حسب انتمائها الاجتماعي والجغرافي، بحيث يتم تجنب تأثير عوامل الخلاف القبلي على عملية التجنيدquot;.

أسماء قبلية وعسكرية وقاعدية

ورصدت الخطة قائمة بشيوخ قبائل وشخصيات اجتماعية في المحافظات الخمس للتنسيق معها في تنفيذ الخطة، والتي من المتوقع انطلاقها خلال مايو المقبل بعد إثرائها من الجانب اليمني أو تقديم الملاحظات عليها.

وحددت الخطة أسماء قيادات عسكرية واستخباراتية وأمنية للمشاركة في تنفيذ الخطة، بينهم أسماء محسوبة على الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

كما أدرجت الخطة قائمة بأسماء قيادات بارزة في القاعدة في اليمن لاستهدافها بطلعات جوية وعمليات خاصة، بينهم قيادات في القاعدة غير يمنيين.