بعد أكثر من أربعة عقود، يكشف أندونيسي يعيش الآن في سكن عشوائي في جاكارتا قصة درامية عبارة عن سلسلة طويلة من الشقاء. فيحكي أنه تولى خدمة أسرة الرئيس أوباما في طفولته، وأن حياته صارت جحيمًا لتأرجح كيانه بين الجنسيْن.
إيفي يكسب لقمة عيشه في مسكنه |
صلاح أحمد: أُميط الثام عن أن laquo;المربّيraquo;، الذي تولى رعاية الرئيس باراك أوباما خلال طفولته في أواخر الستينات في أندونيسيا كان مثليًا بغيًا يتنكر مساء في ثياب النساء، ويسمّي نفسه laquo;إيفيraquo;.
ووفقًا لما تناقلته الصحافة على لسان إيفي نفسه (اسمه الحقيقي laquo;تورديraquo;)، فقد بدأ رعاية بارك بعدما انتقلت به والدته إلى العاصمة الأندونيسية جاكارتا في ذلك الوقت. وقال إنه كان مثليًا، لا يخفي توجهاته الجنسية، وإن والدة باراك كانت على علم بهويته الحقيقية منذ البداية.
ويضيف قوله: laquo;كنت أطلق على باراك اسم laquo;باريraquo;، وأضحكه كثيرًا باستخدام أحمر الشفاه الخاص بوالدته على سبيل المزاح. لكن ما لم يعلمه الصبي هو أنني كنت أخرج من المنزل في المساء، وأنا متنكر في هيئة امرأة، لكنني كنت في غاية الحرص على ألا يراني على هذه الصورةraquo;.
كانت السيدة أوباما، ستانلي آن دنهام، قد وصلت إلى جاكارتا مع زوجها الثاني، لولو سويتو، وهو أندونيسي اقترن بها في موطنها هاواي في العام 1965 (بعد عام من انفصالها من باراك أوباما الأب). والتقى بها إيفي للمرة الأولى في حفلة laquo;كوكتيلraquo; العام 1969، قبيل احتفال باراك بعيد ميلاده الثامن. فتذوقت ستانلي طبقًا من laquo;البفتيكraquo; والأرز أعدّه إيفي، وأعجبت به إلى حد أنها وافقت على طلبه توظيفه طاهيًا في منزلها.
استمر الحال حتى مطالع 1970 عندما غادرت ستانلي وأسرتها أندونيسيا. فانتقل إيفي للعيش مع laquo;صديقraquo; له. لكن علاقتهما وصلت إلى طريق مسدود بعد ذلك بثلاثة أعوام، فاضطر للاشتغال في البغاء - في زيّ امرأة - من أجل كسب رزقه، رغم أنه يعيش في مجتمع مسلم محافظ.
ويقول: laquo;فعلت كل ما بوسعي للحصول على وظيفة laquo;خادمةraquo;، لكن أمري كان مفتضحًا، ولذا صار هذا مستحيلاً عليّ. من أين لي إذن أن أتناول لقمة عيشي، وأن أحصل على مكان أنام الليل فيه؟، في ذلك الوقت كانت البلاد تعاني دكتاتورية الجنرال سوهارتو، ولذا كان الجنود ورجال الأمن بالمرصاد لأعداء النظام والناشطين ليلاً، وبالتالي المشرّدين، فلا مجال للنوم في الطرقاتraquo;.
إيفي (اليسار) في شبابه مع صديقه وكلاهما في زي نسائي |
ويقول إيفي إن المنعطف الأكبر حدث في 1985 عندما أغار رجال الأمن على أحد أزقة جاكارتا الضيقة المظلمة، وكان هو يقبع فيها مع عدد من أصدقائه، وبينهن فتاة اسمها سوزي. فألقت بنفسها في قناة مائية تحمل النفايات وغرقت فيها. ولدى رؤيته جثتها، قرر للتو واللحظة أن يتخلى عن ارتداء الملابس النسائية إلى الأبد.
يعيش إيفي (66 عامًا) الآن في laquo;زنزانة صغيرة متهالكةraquo;، على حد قوله، داخل حي عشوائي يعجّ بالفقراء المطحونين في شرق جاكارتا. وهو يحصل على لقمة عيشه من خدمة الناس هنا وهناك، مثل غسل ملابسهم وكيّها، لقاء ما يجودون به عليه، ومكتفيًا منهم بالطعام بدلاً من المال.
وهو يصرّ على أنه امرأة خُلقت في جسد رجل. ويقول إنه عاش طفولة وصبا تعيسين، لأن والده كان يضربه بقسوة على ما يبديه طبيعيًا من ليونة لا تليق بالذكور. وكانت القسوة، للسبب نفسه، هي ما وجده أيضًا من أقرانه في المدرسة، فهجرها، وقرر تعلم الطبخ laquo;مثل أي فتاة نجيبةraquo;.
ومع وصوله إلى عمر المراهقة المتأخرة كان قد أتقن فن الطهو، وشق طريقه إلى مطابخ الميسورين. وفي هذه الدوائر التقى في تلك الأمسية من العام 1969 بوالدة باراك أوباما. وهو يعيش الآن باحثًا عن السلوى في التديّن، فيؤدي صلواته الخمس في المسجد laquo;بانتظار الخلاص في الموتraquo; كما يقول.
إيفي الآن وقد عاد إلى اسمه الأصلي laquo;تورديraquo; |
التعليقات