مظاهرات في ليبيا احتجاجا على التقسيم

تظاهرالالاف منالليبيين في مدينتي طرابلس وبنغازي احتجاجا على إعلان زعماء قبائل محافظة برقة quot;إقليما فدراليا اتحادياquot;، وإنشائهم مجلسا لادارة شؤون المنطقة برئاسة الشيخ أحمد الزبير أحمد الشريف السنوسي، كما أدان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الإعلان.


وكالات: شهدت ليبيا مظاهرتين تعتبران من أكبر الحركات الاحتجاجية منذ عدة أشهر، حيث تظاهر آلاف الليبيون في مدينتي بنغازي وطرابلس احتجاجا على إعلان زعماء قبائل وسياسيين الثلاثاء الماضي محافظة برقة quot;إقليما فدراليا اتحادياquot; وإنشائهم مجلسا لإدارة شؤون المنطقة برئاسة الشيخ أحمد الزبير أحمد الشريف السنوسي.

وخرجت التظاهرات في مدينة طرابلس بعد تشديد خطباء المساجد في صلاة الجمعة على أن خطة الحكم الذاتي من شأنها تفكيك ليبيا، ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد على وحدة بلادهم، مطالبين دعاة الفدرالية بالاعتذار.

أما في بنغازي، فاحتشد آلاف الليبيين في ساحة التحرير احتجاجا على خطة الحكم الذاتي التي تهدف إلى إعادة دستور ليبيا في الخمسينيات عندما كانت البلاد مقسمة إلى ثلاث مناطق تتمتع بحكم شبه ذاتي، وانضم اليها متظاهرون من مدن طبرق ودرنة والبيضاء وإجدابيا ومن مختلف المناطق المجاورة لمدينة بنغازي رافعين اللافتات التي تندد بإعلان برقة اقليما فيدراليا.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها جميع أسماء المدن والمناطق الليبية وشعارات quot;الفيدرالية دعوة للتقسيم والتفرقةquot; وquot;كلنا يد واحدة من أجل ليبياquot; وquot;لا شرقية ولا غربية ليبيا وحدة وطنيةquot; وquot;دم الشهداء غير قابل للتقسيمquot;.

وحذروا في بيان لهم كل أصحاب الأجندات من داخل وخارج ليبيا أشخاصا ودولا ومنظمات من مغبة مساندة أو تأييد مثل هذا الفعل غير القانوني والذي يمس سيادة ووحدة تراب ليبيا واستقلالها، مؤكدين أن مصالح الدول الاجنبية التي حضر ممثلوها الاجتماع المذكور، مع الشعب الليبي ستكون في خطر في حال استمرار دعمهم لهذا العمل وغير المقبول من كل شرائح ومكونات المجتمع المدني.

وكان زعماء مدنيون في بنغازي قد أعلنوا الثلاثاء إنشاء مجلس برئاسة الشيخ أحمد الزبير أحمد الشريف السنوسي لإدارة شؤون إقليم برقة الذي يمتد من الحدود مع مصر شرقا إلى منتصف الساحل الليبي على البحر المتوسط. ويقول القائمون على إعلان السعي من أجل حكم شبه ذاتي إنهم quot;يريدون ضمان الحصول على نصيبهم العادلquot; من هذه الثروة.

كما قرروا، خلال المؤتمر الذي عقد بمشاركة قرابة ثلاثة آلاف شخص من أهل برقة، تكليف المجلس بإدارة شؤون الإقليم والدفاع عن حقوق سكانه في ظل مؤسسات السلطة الانتقالية المؤقتة القائمة حاليا، واعتماد دستور الاستقلال الصادر في 1951، مع إضافة بعض التعديلات التي تقتضيها ظروف ليبيا الراهنة.

وتبدو هذه الدعوة وراء قدر أكبر من الاستقلالية في بنغازي معقولة نوعا ما، فالكثيرون في ثاني أكبر المدن الليبية عانوا من التهميش خلال حقبة العقيد معمر القذافي، الذي عمل على حرمانها من المال كونها المعقل الرئيسي للمعارضة رغم الثروات النفطية الموجودة فيها.
وتوجد في هذه المنطقة أكبر حقول النفط الليبية ويمكن أن يسبب المجلس الجديد - إذا تمكن من تأكيد سلطة حقيقية- مشاكل لشركات النفط العالمية التي قد تضطر لإعادة التفاوض بشأن عقودها مع الكيان الجديد بالإضافة إلى طرابلس.

أدان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الإعلان، وتحدث عن مؤامرة مدفوعة من الخارج، وأكد عبد الجليل عزمه على الدفاع عن الوحدة الوطن الليبي quot;باستخدام القوةquot; إذا لزم الأمر، ودعا المطالبين بالفدرالية إلى العدول عن الفكرة ، ولكنه أوضح فيما بعد أنه لا يقصد بذلك استخدام القوة العسكرية.

كما اعتبر مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني أن إعلان منطقة برقة إقليما فدراليا هو بداية لتقسيم ليبيا، كما أكد أن التقسيم سيؤدي حتما إلى خلاف ويفتح الباب للتنازع على أمور كثيرة منها مصادر الثروات.

ويرى ثائر الحيري، المتحدث باسم مؤتمر شعب برقة، أن المنطقة يجب أن تتحول إلى النظام الفيدرالي كما كان مطبقا خلال الخمسينات، حيث كانت ليبيا حينها مقسمة إلى ثلاث مناطق إدارية: طرابلس في الشمال الغربي؛ وفزان في الجنوب الغربي؛ وبرقة في الشرق، وكانت كل منطقة تتمتع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي.

وأوضح أنه من المقرر إجراء انتخابات في حزيران (يونيو) لاختيار جمعية تأسيسية في ليبيا تكون مهمتها صياغة دستور جديد للبلاد، الذي سيتضمن إجابات عن أسئلة هامة أثارها إعلان بنغازي هذا الأسبوع، مثل طبيعة العلاقة بين المناطق المختلفة في ليبيا وكيفية تقسيم عوائد النفط.

ومع ذلك شرعت العديد من المدن بالفعل في تجاربها الديمقراطية الخاصة، حيث عقدت مدينة مصراته في شباط (فبراير)انتخابات لاختيار أعضاء مجلسها المحلي.

السنوسي يؤكد أن وحدة ليبيا خط أحمر لا يمكن تجاوزه

وأكد الشيخ أحمد الزبير السنوسي، رئيس مجلس إقليم quot;برقةquot; اعتزامه إجراء استفتاء حول إعلان شرق ليبيا إقليما فيدراليا، مؤكدا أن الفيدرالية لا تعني التقسيم، وأن quot;وحدة ليبيا خط أحمر لا يمكن تجاوزهquot;.

الشيخ أحمد السنوسي

وقال في مقابلة اليوم السبت مع إذاعة quot;مونت كارلو الدوليةquot;، عدم وجود أعضاء في المجلس من يتبنون فكرة التقسيم، وإن إقامة الفيدرالية تهدف إلى إنشاء quot;إدارة لرعاية شؤون الإقليم وسكانه بعد تهميش دام اثنين وأربعين عاما واستمر إلى الآنquot;، وشدد على أن الإعلان يدل على رغبة السكان في تسيير أمورهم الحياتية في هذا الجزء من ليبيا.

وحول الخطر الذي يشكله التقسيم على مستقبل ليبيا، والذي تكلم عنه المحللون والمراثبون للوضع السياسي أوضح الشيخ السنوسى أن الحساسيات أو التخوف من التقسيم أو غيره غير وارد إلا في أذهان الذين يريدون تشويه أي فكرة حول موضوع الفيدرالية التى تعنى استقلالا إداريا، حيث ستظل تبعية الوزارات السيادية وغيرها للحكومة المركزية أما الشؤون الإدارية الأخرى فهي تابعة لأقاليم ليبيا.

وتابع quot;على كل حال نحن مستعدون لقبول عرض مستشار الرئيس على أن يكون بيننا حوار حول هذا الموضوع.. ونحن مع مصلحة ليبيا وليس لنا مصلحة شخصية في هذا الإعلانquot;، مؤكدا أنه إذا تعارضت الفيدرالية مع المبادئ الرئيسية التي نؤمن بها وهي وحدة ليبيا واستقرارها واستقلالها فأنا لست معها لأن التقسيم غير وارد.

ويكتسب حدث مثل إعلان برقة أهمية بالغة في الوقت الذي تتشكل فيه ملامح الدولة الليبية الجديدة في مرحلة ما بعد القذافي. وستشهد ليبيا الكثير من الأحداث، فيما تدرس مجموعات مختلفة المواقف التي ستتبناها.

وزير الداخلية يدعو الميليشيات لإلقاء السلاح

دعا وزير الداخلية الليبي في حفل لتخريج دفعة جديدة من رجال الشرطة بليبيا الميليشيات الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية إلى إلقاء السلاح أو المخاطرة بمواجهة مع قوات الأمن الوطني الجديدة.
وقال وزير الداخلية فوزي عبدالعال : إن الشرطة بها الآن 25 ألف رجل وتستطيع ملء الفراغ الأمني الذي شغلته الميليشيات منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي.

وأضاف في تصريح الليلة الماضية في مصراته شرق العاصمة طرابلس إنه يريد توجيه رسالة إلى تلك المجموعات التي لم تنضم الى وزارة الداخلية ، محذرا تلك المجموعات من القيام بوظائف أمنية داخل ليبيا ، داعيا إياها إلى الانضواء تحت لواء الشرعية أو أن قوات الشرطة الجديدة ستتصدى لهم .
وأضاف: quot; يتعين ألا يكون هناك أي ميليشيا بعد اليوم وأن هذا الأمر برمته يجب أن ينتهي quot;.
وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد دعا من قبل الى حل الميليشيات التي تجاهلت الدعوة، لكن المجلس يسير بخطى بطيئة في بناء جيش وشرطة يكون بمقدورهما التصدي للميليشيات.