البعثة الأممية تأمل في ايجاد حلّ فوري للعنف في سوريا |
وصل الخبراء الدوليون الخمسة، الذين أوفدهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا في وقت دارت فيه اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومنشقين عنها في حي المزة في العاصمة دمشق.
وكالات: دارت اشتباكات quot;هي الأعنفquot; من نوعها، بحسب المرصد السوري، في دمشق فجر الاثنين بين القوات النظامية ومنشقين عنها في حي المزة في العاصمة، قبيل وصول البعثة المفوضة من المبعوث الدولي كوفي أنان لإجراء مباحثات مع القيادة السورية حول وقف العنف.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في محافظة دمشق مرتضى رشيد في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس إن quot;أصوات انفجارات وتبادلا لإطلاق النار سمعت فجر اليوم في منطقة المزة في ما يبدو انه عملية للجيش السوري الحر على القوات النظاميةquot; مشيرا الى quot;وقوع إصابات في صفوف القوات النظاميةquot;.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن 18 جريحا على الأقل من القوات النظامية سقطوا في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين quot;هي الاعنف من نوعها والاقرب الى المراكز الامنية في العاصمة السورية منذ انطلاقة الثورة السوريةquot;. ونقل رشيد ان quot;سيارات إسعاف توجهت الى المكان دون اصدار صوت اسعافquot;.
وقال مرتضى رشيد ردّا على سؤال إن quot;هذه العمليات التي يقوم بها عناصر الجيش الحر في دمشق تساهم في حجز قوات كبيرة للنظام في دمشق لتخفيف الضغط عن المدن والمناطق المحاصرةquot;، مشيرا الى quot;استقدام النظام وحداته التي تشن عمليات في ريف دمشق الى العاصمة بعد الاشتباكاتquot;.
وذكر التلفزيون السوري، من جهته، في شريط إخباري عاجل أن quot;اشتباكات جرت بين قوات حفظ النظام وعصابة إرهابية مسلحة اتخذت أحد المنازل ضمن منطقة سكنية وكرا لها (أسفرت) عن مقتل ثلاثة إرهابيين واعتقال الرابع واستشهاد عنصر من قوات حفظ النظام وإصابة ثلاثة آخرينquot;.
وأضاف التلفزيون ان هذه الاشتباكات أوقعت quot;أضرارا مادية داخل المنزل الذي اتخذه الإرهابيون وكرا لهم حيث استخدموا القنابل وقذائف الار بي جي إضافة الى الأسلحة الرشاشة ضد قوات حفظ النظامquot;.
وتكتسب الاشتباكات في حي المزة أهمية إذ يقع على مقربة من القصر الرئاسي، ويقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، إضافة الى وجود مراكز أمنية عدة فيه.
يأتي ذلك فيما أعلن المتحدث باسم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي انان الى سوريا، احمد فوزي لوكالة الأنباء الفرنسية ان بعثة الخبراء الدوليين الخمسة الذين اوفدهم انان الى دمشق quot;وصلت بالفعلquot; الاثنين في محاولة لوقف أعمال العنف الدامية في هذا البلد.
وأضاف فوزي أن quot;زيارة أنان المقبلة الى سوريا ستكون رهنا الى حدّ كبير بالتقدم الذي يحرزquot; خلال المحادثات بين خبراء الأمم المتحدة والسوريين. وكان انان أعلن الجمعة من جنيف أن البعثة ستغادر quot;نهاية هذا الأسبوع لمواصلة المشاورات والاقتراحات التي طرحناهاquot;، مضيفا quot;آمل في أن يتم تسهيل مهمتهاquot;.
وكان المتحدث افاد لفرانس برس الجمعة ان quot;انان قرر ايفاد بعثة الى دمشق لمناقشة تفاصيل آلية مراقبة ومراحل اخرى عملية لتنفيذ (...) بعض اقتراحاته على ان يشمل ذلك وقفا فوريا للعنف والمجازرquot;. ومنذ منتصف اذار/مارس 2011، أسفر قمع النظام السوري للحركة الاحتجاجية المناهضة له عن مقتل تسعة آلاف شخص على الأقل معظمهم من المدنيين وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وجدّد الرئيس السوري بشار الاسد بموجب مرسوم الاثنين quot;فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الاول لعام 2012 لمدة أسبوع بدا من 22 اذار/مارسquot; حسبما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وستجري انتخابات مجلس الشعب في السابع من ايار/مايو. ميدانيا، تواصل القوات النظامية عملياتها العسكرية، كما تتواصل الاشتباكات بين الجيش ومنشقين في عدد من مناطق البلاد. ففي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل شاب في مدينة خان شيخون إثر اصابته برصاص قناصة، وفقا للمرصد.
وافاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب نور الدين العبدو بتعرض قرية ابديتا في جبل الزاوية لاقتحام القوات النظامية، وهي قرية العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر. وفي قرية مرعيان quot;أحرقت السلطات السورية اكثر من 60 منزلا خلال 24 ساعةquot;، بحسب المرصد.
وفي محافظة حلب (شمال)، قتل ضابط برتبة مقدم وأصيب ضابطان آخران بجروح خطرة وذلك اثر اطلاق الرصاص من قبل مسلحين مجهولين على سيارة كانت تقلهم على طريق السفيرة حلب عند مفرق بلدة تل شغيب، وفقا للمرصد.
وفي حمص (وسط)، اضاف المرصد quot;سقطت عدة قذائف هاون على حي باب السباع ما تسبب باحتراق بعض المنازل كما اقتحمت قوات امنية حي كرم الشامي صباحا ونفذت حملة اعتقالاتquot;. وأفادت لجان التنسيق المحلية بتعرض حي الخالدية لقصف بمدافع الهاون.
وفي ريف حمص، اضاف المرصد quot;تعرضت قرية جوسيه (ريف حمص) المحاذية للحدود مع لبنان، لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف من القوات النظاميةquot; مشيرا الى quot;اصابة خمسة مواطنين بجراحquot;.
وفي ريف حماة (وسط)، تعرضت بلدة قلعة المضيق لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقصف مدفعي، بحسب المرصد. وفي دير الزور (شرق)، افاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين القوات النظامية المعززة بمدرعات وعناصر منشقين، بحسب ناشطين في المدينة.
واوضح المرصد quot;تدور اشتباكات عنيفة قرب دوار غسان العبود بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقةquot; مشيرا إلى أن quot;اشتباكات عنيفة دارت يوم أمس في عدة احياء في المدينة أسفرت عن سقوط 25 على الأقل من المجموعات المسلحة وفقدان 33 منهم وخمسة من القوات النظامية بينهم ضابطانquot;.
واضاف quot;تسيطر الآن المجموعات المسلحة المنشقة على حي الحميدية وتجول في شوارع الحي بسيارات رباعية الدفعquot;. وفي محافظة درعا (جنوب)، اقتحمت بلدة كفر شمس قوات عسكرية امنية مشتركة تضم ناقلات جند مدرعة وسيارات رباعية الدفع نصب عليها رشاشات متوسطة ونشرت حواجز على مداخل البلدة وفي شوارعها.
وصول دفعة جديدة من اللاجئين السوريين إلى تركيا
عبر أكثر من 500 سوري الحدود التركية في الساعات الـ24 الاخيرة هربًا من اعمال العنف في بلادهم، ما يرفع الى 16446 عدد اللاجئين السوريين في تركيا، في حين انضم ضابطان الى صفوف المنشقين عن الجيش السوري، على ما أفادت مصادر تركية الاثنين.
وصرّح مصدر دبلوماسي تركي لفرانس برس طالبًا عدم كشف اسمه ان quot;الضابطين وصلا الجمعةquot;. وبذلك يرتفع الى تسعة عدد الضباط الذين فرّوا الى تركيا مع عشرات العسكريين الآخرين منذ اندلاع حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد في اذار/مارس 2011 بحسب المصدر نفسه.
ولم يكشف المصدر هوية الضابطين الجديدين اللذين انشقا عن الجيش السوري. وأعلنت إدارة الأوضاع الطارئة من جهة ثانية أن عدد السوريين اللاجئين في تركيا بلغ الاثنين 16446 شخصًا.
وتواجه تركيا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا تدفقا للاجئين في محافظة هاتاي (جنوب) القريبة من الحدود المشتركة، والتي تضم ستة مخيمات نصبها الهلال الاحمر التركي. ويقيم ايضًا في هذه المخيمات افراد في الجيش السوري الحر.
وتقول السلطات التركية إن الهجوم الذي قام به الجيش السوري أخيرًا على ادلب معقل المتمردين على النظام يفسر كثافة حركة الوافدين من اللاجئين في الايام الأخيرة. وتجري حاليًا اقامة مخيمين آخرين يتسع أحدهما لـ13 الف شخص، والآخر لـ20الفا في محافظتي كيليش وشنليورفة (جنوب شرق). وقال الهلال الاحمر التركي إنه يستعد لسيناريوهات عدة، منها وصول كثيف لـ500 الف لاجئ سوري الى تركيا.
وزارت الناشطة المعارضة اليمنية حائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2011 توكل كرمان الاحد مخيمًا للاجئين قرب الحدود السورية بعد سلسلة محادثات في انقرة مع مسؤولين اتراك. والتقت كرمان في المخيم عائلات فرّت من اعمال العنف وقمع نظام بشار الاسد. وشاركت توكل كرمان في الثورة الشعبية ضد الرئيس علي عبدالله صالح في اليمن خلال العام الماضي.
التعليقات