دمار في سوق عاهم في حجة- إيلاف

يعيش أهالي مديريتي مستباء وكشر في محافظة حجة شمال العاصمة صنعاء حالة ترقب حذر بعد الصلح الساري بين جماعة الحوثيين، وأغلبهم من محافظة صعدة، والقبائل الذين شاركتهم جماعة سلفية القتال خلال الأشهر الماضية.


أكثر من 600 قتيل سقطوا خلال الحرب غير الواضحة بين جماعة الحوثيين والقبائل، حيث تبدو في ظاهرها نزاعًا قبليًا بعد عودة يوسف المداني، القائد الميداني للحوثيين، إلى منزل شقيقه في مديرية مستباء، بينما يرى طرف آخر أن العودة مع عدد كبير من المسلحين هي محاولة استيلاء الحوثيين على محافظة حجة بعد سقوط معظم صعدة في أيديهم.

أطراف أخرى ترى أن الهدف هو الاستيلاء على ميناء ميدي القريب من حجة للحصول على المعونات من سلاح ومال وحاجيات، وتتهم أطراف سياسية جمهورية إيران بتزويد الحوثيين بها، وذلك لمواجهة السعودية ولتقوية أنصارهم الحوثيين في اليمن للوصول إلى السلطة.

ويقول الحوثيون إنهم يستطيعون السيطرة على أكثر من ميناء ميدي في أسرع وقت، كما قال أبو يحيى المطري لـ إيلاف.

إحدى القذائف التي اخترقت دار القرآن في عاهم- حجة- إيلاف

ومن جانبه، يقول الوكيل لمحافظة حجة، إسماعيل مهيم، في رد على سؤال لـ quot;إيلافquot;، إن ما يقوم به الحوثيون هو quot;محاولة للتوسع في محافظة حجةquot;، وأنهم استخدموا ذريعة quot;أن أحد قادتهم لديه أرض زراعية في مديرية مستباء، وهي حجة واهية والحقيقة هي محاولة توسع للفكر الحوثيquot;.

ويضيف مهيم، وهو أحد المتضررين من الحرب، إذ يستولي الحوثيون على منطقته مستباء ولا يستطيع حالياً العودة إليها: quot;الناس هناككانوا مسالمين وإلى هذه اللحظة لم يواجهوا الحوثيين، رغم أنهم في بداية استيلائهم على مستباء، قُتل أحد أبنائها وجُرح كثير منهم من دون مقاومة مسلحة لأن مديرية مستباء تخلت عن الحروب منذ عقود، وهي لا تملك السلاح لمواجهات الحوثيينquot;.

ويشير الوكيل المساعد للمحافظة إلى أن quot;الحوثيين استولوا على مراكز صحية وأكثر من 6 مدارس تحولت إلى ثكنات عسكرية، وهم لن يدعوكمإلى زيارة هذه المراكز لأنها ستفضح حقيقة ممارساتهم في المنطقةquot;.

وأورد أن الحوثيين قاموا quot;بمداهمات لمنازل مواطنين وخطف واعتقالات إلى جهات غير معلومة بحجة أن هذا على اتصال بأميركا، وهذا على اتصال بالسعودية، والمواطن هنا يبحث بالكاد عن لقمة العيش، وأكثر أبناء الدائرة هم نازحون قسراً وبسبب المواجهات، منذ أكثر من أربعة أشهر ولا استجابة من المنظماتquot;.

ودعا مهيم الحوثيين إلى التعقل ووقف نزيف الدم وأن يعيدوا مقاتليهم إلى محافظاتهم، مشيراً إلى أن بعض مقاتليهم حاولوا الحصول على بطاقات شخصية على أنهم من محافظة حجة وهم ليسوا من حجة.

مقاتلون من غير المحافظة وألغام

دمار و شعار الحوثيين

ووقّع الطرفان اتفاق صلح برعاية حزبية من ممثلين عن عدد من الأحزاب في حين تم تكليف لجنة لتنفيذ بنود الاتفاق. ويقول الشيخ ناصر دعقين، عضو لجنة تنفيذ الاتفاق، إن اللجنة الحزبية القادمة من صنعاء هي التيوضعت البنود، منها وقف الحرب وفتح الطرقات وعودة المقاتلين إلى محافظاتهم وعودة النازحين.

وأضاف أنه يجري حالياً التفاهم مع الأطراف على تحسين وتلطيف الأجواء، وquot;أنا ،من خلال زيارتنا إلى الأطراف، عندي أمل كبير على أن يتم تنفيذ الصلحquot;. ودعا الشيخ دعقين إلى خروج المسلحين الذين جاؤوا إلى كل من quot;كشرquot; منطقة القبائل، أو إلى مديرية مستباء التي يسيطر عليها الحوثيون حالياً، مشدداً على أن الجميع يجب أن يعودوا إلى مناطقهمquot;.

ويشير دعقين إلى أن من أهم المهام عودة النازحين، إضافة إلى نزع الألغام التي زرعها الحوثيون، مشيراً إلى أن quot;الحوثيين وعدونا أن ينزعوا الألغامquot;، وكذلك فتح الطريق الأهم الذي يربط كشر ومستباء.

من جانبه، قال عضو لجنة الوساطة الشيخ عبدالله وهبان إن اللجنة تحاول الآن رفع المتاريس وتسليم الأسرى وعودة النازحين، مشيراً إلى أن الاتفاق لا توجد فيه ضمانات وهذا خلل في الاتفاق. وأضاف: quot;الجبال التي يسيطر عليها الحوثيون غالبيتها ملغمةquot;، مشيراً إلى أن تواطؤاً يحدث من قبل السلطة المحلية حيث يدعم كل طرف quot;صاحبهquot; كما يقول.

وفي السياق نفسه،قال الشيخ مبخوت نهشل إن quot;الصلح دوماً يتم نقضه لأنه لا توجد قوة ردع للطرفين لكي تمنع الاعتداءquot;. وأضاف أن هناك بعض الحالات الصغيرة قادرة على تفجير الحرب ثانية، كما حدث في سوق عاهم حيث قُتل شخص من أبناء كشر وتم تبادل الاتهامات لتنفجر الحرب بعدها.

عنف وخسائر فادحة

لغم أرضي صناعة محلية وجد في منطقة المندلة بكشر

وتجول فريق صحافي في سوق عاهم في مديرية كشر، وهي إحدى أكبر الأسواق اليمنية، حيث لوحظ دمار وحريق في بعض المحلات وتقدر خسائرها بعشرات الملايين من الدولارات وما زالت مغلقة حتى اللحظة.

وشوهدت شعارات تابعة للحوثيين على مباني السوق بينما لوحظ دمار كبير في دار القرآن القريب من السوق، حيث قصف على ما يظهر بأسلحة ثقيلة ولوحظ العبث في داخله إضافة إلى رسم شعار الحوثيين فيه.

ويقول علي فلات الحجوري، مشرف دار القرآن، إن quot; الحوثيين قاموا بالاعتداء على دار القرآن ثاني أيام عيد الأضحى، استخدموا كل أنواع السلاح، وقاموا بسرقة الدار وأثاثه ولم يكن هناك سوى 3 أشخاص بداخله وجرح أحدهمquot;. وأضاف فلات: quot;سرقت المكتبة، التي كانأبناء المنطقة يتعلمونفيها، وتم تمزيقالمصاحفquot;.

إحصائيات للقبائل

وتحدث المسؤول الإعلامي في تكتل قبائل حجور، يحيى قاسم السعيدي، إلى الصحافيين، مشيراً إلى أن قبائل حجور خسرت 94 قتيلاً و154 جريحاً في خمسة أشهر من الحرب.

نقطة تفتيش للحوثيين- إيلاف

وأضاف السعيدي أن الحرب تسببت بإغلاق 9 مدارس، وأنهم منعوا من الشرب بسبب تقطع الطرقات وإغلاق سبعة مستوصفات ومراكز صحية وحرق عدد من محلات سوق عاهم، إضافة إلى نزوح 5000 أسرة.

وأشار إلى أن الحرب تسببت بإغلاق تسع محطات وقود مورداً أن 222 أسرة تم قطع سبل أرزاقها، وتعطل 2750 عاملاً كانوا يعملون في سوق عاهم. وتحدث عن خسائر السوق مشيراً إلى أنها بلغت 73 مليار ريال (34 مليون دولار)، وحرق محلات تتجاوز قيمتها المليون ونصف المليون دولار.

وتحدث السعيدي عن تلغيم جثث بغرض قتل من يقترب منها، مشيراً إلى واقعة قتل فيها 5 أشخاص بلغم زرع في جثة، وإلى مقتل طفل يدعى أمين ريبان بعد تعذيبه وإغراقه بالمياه.

وفي حين يأمل الناس بالعودة إلى منازلهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية ما زال الكثير من الأمور معلقاً ومقلقاً خصوصاً مع ارتباك الدولة بشكل عام بصراع لم يفضِ إلى أي نجاح حتى اللحظة لأي طرف من أطراف الصراع.

تاجر سوق عاهم يصرخ من خسائره- إيلاف