عبدالله صالح في السعودية خلال تواجده لتلقي العلاج

عاد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الجمعة إلى صنعاء فيما جرت معارك عنيفة في الايام الماضية بين مناصريه ومعارضيه. ودعا صالح في أوّل تصريح له الى هدنة في المعارك بين القوات المتناحرة في العاصمة، من أجل حلّ تفاوضي للازمة التي يمرّ بها اليمن.


صنعاء: دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجمعة إثر عودته الى صنعاء بشكل مفاجئ بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة اشهر الى هدنة لوقف الاشتباكات من اجل التوصل الى تسوية سلمية للنزاع، حسبما اعلن مسؤول في القصر الرئاسي لفرانس برس.

وقال المسؤول رافضا ذكر اسمه ان quot;الرئيس يدعو جميع الفرقاء السياسيين والعسكريين الى وقف للنارquot;.

واضاف ان صالح يعتبر انه quot;لا يوجد حل آخر سوى الحوار والمفاوضات من اجل وقف اراقة الدماء والتوصل الى تسويةquot;.

مصدر سعوديّ: صالح عاد الى صنعاء للإعداد للانتخابات

قال مصدر سعودي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس ان الرئيس علي عبد الله صالح عاد الجمعة الى صنعاء بهدف quot;الاعداد للانتخاباتquot; وquot;ترتيب البيت اليمنيquot;.

واضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه quot;لقد توجه الى صنعاء لترتيب البيت اليمني والاعداد للانتخابات على ان يغادر بعدهاquot;.

ورفض المصدر الكشف عن مزيد من التفاصيل.

ولم يوضح ما اذا كانت المغادرة تعني السلطة ام اليمن. كما لم يحدد ما اذا كانت الانتخابات رئاسية ام تشريعية او الاثنين معا.

وقال المسؤول رافضا ذكر اسمه ان الرئيس يدعو جميع الفرقاء السياسيين والعسكريين الى وقف للنارquot;.

واضاف ان صالح يعتبر انه quot;لا يوجد حل آخر سوى الحوار والمفاوضات من اجل وقف اراقة الدماء والتوصل الى تسويةquot;.

من جهتها، بثت وكالة الانباء الرسمية نداء صالح مضيفة انه سيلقي quot;خطابا مهما للشعب بمناسبة الذكرى التاسعة والاربعين لثورة 26 ايلول/سبتمبرquot;.

ومن المحتمل ان يلقي صالح كلمته الاحد المقبل عشية حلول ذكرى الانقلاب الذي اطاح باخر ائمة اليمن واعلن قيام الجممهورية.

البيت الأبيض يدعو الرئيس اليمني الى التنحي

دعا البيت الابيض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجمعة الى quot;بدء عملية انتقالية كاملة للحكمquot; وذلك اثر عودته المفاجئة الى بلاده بعد غياب استمر ثلاثة اشهر.

وأدان المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ايضا quot;استخدام القوةquot; ضد المتظاهرين داعيا كافة الاطراف للامتناع عن تصعيد القتال.

وقال كارني للصحافيين quot;في ضوء عدم الاستقرار الراهن في اليمن نحث الرئيس صالح على البدء بعملية انتقالية كاملة للحكم والتحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام في اطار مبادرة مجلس التعاون الخليجيquot;.

ومن جانبها قالت فيكتوريا نالاند المتحدثة بلسان الخارجية الاميركية quot;نود ان يتحرك اليمن الى الامامquot;.

وتابعت quot;سواء كان الرئيس صالح في البلاد او خارجها، فهو قادر على احداث ذلك (عبر) التنحي عن السلطة والسماح للبلاد بالمضي قدماquot;.

وفور عودة الرئيس البالغ من العمر 69 عاما الى صنعاء الجمعة دعا الى هدنة ومحادثات لإنهاء الازمة.

ويواجه صالح احتجاجات شعبية حاشدة ضد حكمه منذ كانون الثاني/يناير، ما يهدد بسقوط البلاد في حرب اهلية.

فاليمن يواجه تمردا شيعيا حوثيا في شماله وحركة انفصالية متمثلة في الحراك الجنوبي فضلا عن تنامي نفوذ القاعدة.

وقد حذرت رئيسة المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الخميس من ان اليمن يقف على quot;مفترق خطرquot;.

مقتل 18 شخصا في معارك الجمعة في شمال صنعاء

قالت المعارضة اليمنية ان معارك عنيفة دارت الجمعة بين قوات الامن الموالية للرئيس علي عبد الله صالح الذي عاد لتوه الى البلاد، ومسلحي القبائل المنشقة اسفرت عن مقتل 18 شخصا شمال العاصمة صنعاء.

وذكر الموقع الاخباري لحزب الاصلاح الاسلامي المعارض ان quot;18 شخصا قتلوا واصيب 56 اخرون بجروحquot; في القتال الجاري في حي الحصبة بشمال صنعاء.

يذكر ان المسلحين القبليين الذين يقاتلون قوات صالح هم من الموالين للزعيم القبلي المنشق الشيخ صادق الاحمر.

وعصر اليوم، سمع دوي طلقات اسلحة رشاشة وانفجارات في الحصبة، كما افاد سكان. وقالت مصادر قبلية ان القوات الموالية للرئيس اليمني قصفت الحي بقذائف الهاون من مبنى وزارة الداخلية.

وتواصلت المعارك الدامية التي تهز صنعاء منذ ستة ايام، مساء الجمعة على الرغم من التصريحات التي ادلى بها خلال النهار الرئيس علي عبد الله صالح الذي دعا فور عودته الى البلاد بعد ثلاثة اشهر من النقاهة في السعودية، الى هدنة مع معارضي النظام.

عودة مفاجئة

وعاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجمعة الى صنعاء بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة اشهر في السعودية فيما جرت معارك عنيفة في الايام الماضية بين مناصريه ومعارضيه في العاصمة كما اعلن التلفزيون اليمني.

وقال شاهد لوكالة quot;رويترزquot; إن الطريق إلى مطار صنعاء العسكري كان مغلقا صباح يوم الجمعة.

وكان صالح الذي يواجه حركة احتجاجات شعبية منذ كانون الثاني/يناير، توجه للعلاج في الرياض في 4 حزيران/يونيو اثر تعرضه لهجوم في قصره في صنعاء اصيب على اثره بجروح.

ويواجه صالح انتفاضة شعبية غير مسبوقة منذ كانون الثاني/يناير اسفر قمعها عن مئات القتلى، وكان فوض نائبه التفاوض مع المعارضة وتوقيع اتفاقية نقل السلطة طبقا لنص المبادرة الخليجية.

وأمضى الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد منذ 1978 فترة نقاهة في السعودية بعد انتهاء العلاج الذي تلقاه غداة إصابته بهجوم في قصره في صنعاء في الثالث من حزيران/يونيو الماضي.

وصباح الجمعة كانت معارك تجري في الحصبة شمال صنعاء التي كانت مسرحا لمعارك منذ ايام بين القبائل المعارضة والموالية لصالح كما قال سكان محليون. من جانب آخر قتل شخصان ليلا اثر سقوط قذيفة على ساحة التغيير مركز حركة الاحتجاج في صنعاء منذ شباط/فبراير كما افاد مصدر طبي.

في غضون ذلك، قتل عشرة اشخاص على الاقل في المواجهات الدامية التي اتسعت رقعتها الخميس في صنعاء بين وحدات عسكرية متنافسة وقبائل موالية واخرى مناهضة لعلي عبدالله صالح، بحيث بدا اليمن على وشك الوقوع في حرب اهلية.

واعتبرت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة الخميس ان اليمن يقف عند quot;مفترق خطر جدا وحساسquot;. فقد قتل عشرة اشخاص على الاقل الخميس، فارتفع الى 95 عدد القتلى منذ استئناف اعمال العنف الاحد في العاصمة اليمنية حيث انهار وقف اطلاق النار الذي اعلن الثلاثاء ما ادى الى فشل الوساطة الخليجية.

وقتل ستة اشخاص الخميس في اشتباكات دارت في حي الحصبة (شمال صنعاء) بين عناصر الزعيم القبلي الواسع النفوذ صادق الاحمر الذي انضم الى صفوف المعارضة وانصار الزعيم القبلي المؤيد للرئيس صالح، صغير بن عزيز، كما ذكرت مصادر رسمية وقبلية.

وقتل اربعة اشخاص آخرين في صنعاء، كما افاد شهود ومصادر طبية. وقتلت امرأتان برصاص قناصة استهدفوا ساحة التغيير حيث يتمركز معارضون يطالبون برحيل صالح، كما قتل رجلان في قصف طاول المنطقة اسفر كذلك عن اصابة تسعة اشخاص بجروح.

ولليلة الرابعة على التوالي، لزم سكان صنعاء منازلهم تخوفا من انفجار الاوضاع كما توقفت حركة السير اليوم في العاصمة حيث اقفلت غالبية المحال التجارية الخميس، وبقيت الشوارع المؤدية الى العاصمة مقفلة لليوم الثالث على التوالي.

وقال وليد صاحب محل بقالة لوكالة الأنباء الفرنسية quot;لم يغمض لي جفن طوال الليل. كانت الانفجارات مخيفة وخصوصا عند الفجرquot;. وقال شهود ومصادر طبية إن امرأتين قتلتا برصاص قناصة استهدفوا ساحة التغيير حيث يتمركز معارضون يطالبون برحيل صالح، كما قتل رجلان في قصف طاول المنطقة اسفر كذلك عن اصابة تسعة اشخاص بجروح.

يذكر ان موجة العنف الجديدة اندلعت الاحد الماضي عندما اطلقت قوات موالية للرئيس النار على متظاهرين قرروا مغادرة ساحة التغيير والسير باتجاه وسط العاصمة ما ادى الى مقتل 27 شخصا. وتدور الاشتباكات بين وحدات الحرس الجمهوري الذي يقوده ابن الرئيس احمد من جهة، وتلك التي يقودها الاحمر الذي انضم الى الاحتجاجات في آذار/مارس الماضي وتتولى فرقته حماية ساحة التغيير.

واتسعت المواجهات الخميس الى احياء اخرى في محاولة على ما يبدو من الحرس الجمهوري لتطويق قوات الاحمر من الشمال والغرب. وبات شارع الزبيري خط التماس الجديد الفاصل بين شمال صنعاء الخاضع لسيطرة القوات الموالية للواء المنشق علي الاحمر وجنوبها الواقع تحت سيطرة الموالين لصالح.

وفي الوقت ذاته، اندلعت اشتباكات بين مسلحين تابعين للزعيم القبلي صادق الاحمر المؤيد لحركة الاحتجاجات، وانصار زعيم قبلي اخر موال للرئيس هو صغير بن عزيز، بحسب الشهود. وتدور المواجهات بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة في حي الحصبة في شمال العاصمة، وفقا للمصادر.

يذكر ان الحي المذكور كان مسرحا لاشتباكات متقطعة بين الشيخ الاحمر، زعيم تكتل حاشد القبائلي البالغ النفوذ، والقوات الحكومية في ايار/مايو الماضي. وكان الوسيط الخليجي عبد اللطيف الزياني اعلن اثناء مغادرته اليمن ان الاخصام السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق. واضاف quot;حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمنquot;.

ووضعت دول الخليج، القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني/يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لصالح نائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.