الرئيس اليمني علي عبدالله صالح

قدّم الرئيس اليمني فور عودته إلى صنعاء نفسه كمنقذ لليمنيين، في وقت تخوف فيه محللون من أن تؤدي هذه العودة إلى حرب أهلية، وبحسب محللين فإن عودة صالح تشكل تعقيدًا غير ضروري للعملية السياسية التي كانت على وشك أن تبدأ خلال أيام.


دبي:عبّر عدد من المحللين عن تخوفهم من أن تؤدي العودة المفاجئة للرئيس علي عبد الله صالح إلى تأجيج العنف في اليمن، حيث من المحتمل أن تتحول حركة الاحتجاجات الشعبية ضد حكمه إلى حرب أهلية طاحنة.

وقدم الرئيس نفسه منقذًا فور عودته أمس الجمعة إلى صنعاء، حيث تدور مواجهات بين مؤيديه ومعارضيه، مؤكدًا انه يحمل quot;غصن الزيتونquot; ويدعو إلى وقف للنار.

لكن المعارك اندلعت مجددًا. كما إن القوات الموالية للرئيس اليمني شنّت هجومًا داميًا ليل الجمعة السبت استهدف الشبان المحتجين المعتصمين في ساحة التغيير للمطالبة باستقالته وإحالته إلى المحاكمة.

وقال خبير الشؤون اليمنية عبد الغني الارياني لوكالة فرانس برس quot;لقد عاد لاعتقاده بأن الوضع العسكري لقواته شهد تحسنًا خلال الايام الماضيةquot;، موضحًا أنه quot;عاد لترتيب الحسم العسكريquot;.

وابدى تخوفه من quot;احتمال انفجار حرب حقيقيةquot; بين القوات الموالية لصالح، وضمنها الحرس الجمهوي بقيادة نجله البكر أحمد وأجهزة الأمن التي يتولاها اقاربه من جهة، والعسكريين المؤيدين لحركة الاحتجاجات من جهة اخرى.

واضاف الارياني ان quot;عودة صالح تشكل تعقيدًا غير ضروري للعملية السياسية التي كانت على وشك أن تبدأ خلال ايامquot;.

وتابع quot;أما الاحتمال الأضعف، فهو ان يكون صالح شعر بأن التغيير أصبح لا بد منه وبالتالي لا بد من استكمال عملية نقل السلطة، لكنني لا اعتقد ذلكquot;.

وكانت المعارضة تأمل أن تكون مغادرة صالح في مطلع حزيران/يونيو الى السعودية، حيث خضع للعلاج اثر اصابته بهجوم، نهائية، وان يكون اليمن مثل مصر وتونس وليبيا التي اطاحت التظاهرات الشعبية برؤسائها خلالالعام الحالي.

لكن الرئيس اليمني الاستراتيجي البارع يرفض منح نائبه عبد ربه منصور هادي الصلاحيات والتوقيع على مبادرة وضعتها دول مجلس التعاون الخليجي تنص على نقل السلطة الى المعارضة.

مع ذلك، كان وافق في 12 من الشهر الحالي على تفويض هادي، وهو موضع إجماع، لكنه لا يسيطر على مقاليد الأمور، التفاوض مع المعارضة حول نقل السلطة تبعًا للمبادرة الخليجية.

من جهته، قال فارس السقاف مدير مركز دراسات المستقبل لفرانس برس ان quot;العودة شكلت مفاجأة من العيار الثقيل، ولا تبشّر بانفراجات، فمن يريد إنهاء الأزمة يمكنه ان يفعل ذلك من الخارجquot;.

وقد راهن بعض المحللين على تدخل سعودي يرغم صالح على توقيع المبادرة او البقاء في الرياض، لكن المملكة سمحت للضيف الذي يشكل إحراجًا أن يغادر.

في هذا السياق، اوضح كريستوف بوتشك من مؤسسة كارنيغي للابحاث quot;في نهاية الامر، هناك حدود لإمكانية تدخل السعودية في اليمن، ويبدو أنها اختارت عدم فرض حلولهاquot;.

واضاف السقاف، quot;مع عودته، أخشى من اندلاع حرب أهلية طاحنة (...) ان شبح محاكمة مبارك وملاحقة القذافي يخيّمان عليه، ولذا فضّل العودةquot;.

وقد أوقعت المواجهات حوالى 130 قتيلاً خلال اقل من اسبوع في صنعاء، خصوصًا حيث اتسعت دائرة الاشتباكات، لتشمل مسلحين من القبائل التي تؤيد الرئيس وتلك التي تعارضه.

في هذا الصدد، تابع السقاف quot;إما إنه (صالح) يصعد للحرب أو يدعو إلى الحوار فعلاً. وسيحدث هنا تصعيد للعمل الثوري، يقابله تصعيد لقمع المتظاهرينquot;.

وقال ان quot;صالح لا يريد التنازل عن السلطة بأي شكل من الأشكال، كما إن الثوار لن يقبلوا الحوار، وسيصعدون من تحركهم (...) في كل الاحوال فإن الأوضاع ذاهبة في اتجاه التفجيرquot;.

اما بوتشك، فاعتبر انه quot;من غير الواضح كيف ينوي الرئيس التأثير في مجريات الاحداث. فالطريقة الوحيدة لحل الأزمة يكمن في التوصل الى تسوية، لكن يبدو ان لا احد يريد ذلكquot;.