لميس فرحات: تتهم السلطات الفرنسية محمد مراح (23 عاماً) الذي يشتبه في أنه قتل سبعة أشخاص في تولوز ومونتوبان في جنوب غرب فرنسا، بأنه quot;جهادي يعمل مستقلاً على نهج تنظيم القاعدة الإرهابيquot;.

محمد مراح

وكان وزير الداخلية الفرنسي، كلود غيان، أكد أنه تم التثبت من أن هذا الرجل هو فعلاً أكبر المطلوبين في فرنسا، مشيراً إلى سلسلة الاغتيالات التي ارتُكبت بدم بارد، وأثارت الاستنكار في فرنسا والمجتمع الدولي، وأدت إلى تعليق حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 22 نيسان/أبريل.
وأعلنت السلطات أن مراح كان مراقباً من قبل أجهزة الأمن، وسعى في السابق إلى الاتصال بالجهاديين الإسلاميين في باكستان وأفغانستان.

وقال وزير الداخلية الفرنسي للصحافيين في تولوز quot;إنه يدّعي أنه جهادي، ويقول إنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة.. وقال إنه يريد الانتقام لأطفال فلسطين والانتقام من الجيش الفرنسي بسبب التدخلات الخارجيةquot;.

يذكر أن محمد مراح مواطن فرنسي من أصل جزائري، كان تحت المراقبة من قبل المخابرات الفرنسية لمدة عامين، quot;بعدما ارتكب بعض المخالفات من قبل، مع بعض العنفquot;، وفقاً لغيان، الذي أشار إلى أنه أمضى وقتاً طويلاً في أفغانستان وباكستان. وأضاف إنه تم استقدام والدة المشتبه فيه من أجل التحدث إليه، لكنها quot;رفضت التواصل مع ابنها، مؤكدة أنها ليس لديها أي تأثير عليهquot;.

ويُتهم مراح بأنه هاجم يوم الاثنين، مدرسة يهودية في تولوز، فقتل الحاخام جوناثان ساندلر (30 عاماً) وابنيه غبريال (4 أعوام) وأرييه (5 أعوام) والطفلة مريمن مونسينيغو (7 أعوام) ابنة مدير المدرسة.

من جهته، قال المحامي كريستسان إتيلين، الذي كان يمثل مراح في جرائم بسيطة سابقة، إن موكله ذهب إلى أفغانستان قبل عامين، مضيفًا أنه اتخذ منهج التطرف فجأة، وأراد أن تكون لديه مشاركات سياسية، بحسب قناة quot;بي أف أمquot; الشريكة لشبكة CNN. وبحسب تقرير الشرطة، فإن الشخصية التي كشف عنها المشتبه فيه هي أنه قاتل لا يرحم، إذ قتل جميع الضحايا السبع في الرأس، ومن مسافة قريبة. وقالت السلطات إن مراح انتقى الضحايا بعناية وفقاً لخلفياتهم الدينية والعرقية.

وقال فرانسوا مولين النائب العام في باريس، إن المشتبه فيه قال للضباط الذين يحاصرون شقته إنه تصرّف من تلقاء نفسه، وإنه كان ينوي تنفيذ المزيد من الهجمات على الجنود، بينما أكد أنه تدرّب مع تنظيم القاعدة في منطقة وزيرستان الباكستانية المتاخمة لأفغانستان. وأضاف مولين quot;رغم أن جيرانه يصفونه بأنه رجل هادئ، فقد عثرت الشرطة في منزل مراح على تسجيلات فيديو جهادية عنيفة على الانترنت، بما في ذلك لقطات لقطع الرأس، كما عثروا على quot;أسلحة في سيارة المشتبه فيهquot;.

لكن لا يعرف سوى القليل عن السبب وراء اتجاهه نحو التطرف، فقد ولد في تولوز في أكتوبر/تشرين الأول عام 1988، وعمل في مرآب لتصليح السيارات في ضاحية المدينة. وقال المحامي إتيلين إنه ترافع عن مراح منذ عام 2004 أو عام 2005، عندما كان قاصرًا بسبب اتهامات بالسرقة، مضيفًا أنه quot;كان مؤدباً ومهذباً، ولم تظهر عليه أية علامات بعد ذلك من الاتجاه نحو التطرفquot;.

وقالت وكالة quot;فرانس برسquot; إن المشتبه فيه كان قد أوقف في الماضي في قندهار مهد حركة طالبان في أفغانستان في قضايا تتعلق بالحق العام، عاد بعدها إلى فرنسا عن طريق دولة ثانية.

بينما قالت قناة BFM التلفزيونية الفرنسية إن المشتبه فيه عضو في تنظيم يدعى quot;فرسان العزةquot;، التي حلتها السلطات الفرنسية في يناير/ كانون الثاني الماضي، على خلفية تبني الجمعية العنف ودعوتها إلى إقامة خلافة إسلامية في فرنسا، ونشرها لأفكار عنصرية معادية لليهود والغرب. لكن متحدثاً باسم quot;فرسان العزةquot; نفى أن يكون المراح عضواً في المجموعة.

في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الفرنسية يوم الأربعاء إن مراح حاول الانخراط في الجيش الفرنسي مرتين، الأولى، في مركز معلومات القوات المسلحة في مدينة ليل الشمالية، حيث تم رفضه بسبب قناعاته السابقة. وقالت الوزارة إنه في يوليو/تموز عام 2010، حاول مراح مرة أخرى، الالتحاق بالفيلق الفرنسي الخارجي المتمركز في تولوز، لكنه تخلى عن المحاولة طواعية خلال الجولة الأولى من التجارب.