أشرف أبوجلالة من القاهرة: قام ضابط في البحرية الكندية بتسريب كمية كبيرة من بيانات الاتصالات العسكرية إلى روسيا، ما تسبب في حدوث فجوة بالغة بين مسؤولي الاستخبارات الأميركية والكندية، وفقاً لما أوردته اليوم صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية عن أناس مطلعين.
الملازم الكندي المتهم ديليسل |
ورغم نجاح المسؤولين الأميركيين والكنديين الآن في تسوية خلافاتهم، إلا أن التداعيات تبين مدى الجدية التي تعاملت من خلالها واشنطن مع الواقعة، في الوقت الذي أكد فيه الجانب الكندي على أن الحلفاء لم يشعروا بقلق مفرط. فيما وصف أحد الأشخاص المطلعين على المسألة ذلك الخرق بأنه مطابق تقريباً من حيث الحجم لما خسرته الولايات المتحدة من بيانات في واقعتها الشهيرة مع موقع ويكيليكس.
وسبق لمسؤولين كنديين أن قالوا في كانون الثاني/ يناير الماضي إن ضابط استخبارات في البحرية الكندية، هو الملازم جيفري بول ديليسل، مرر بطريقة غير شريعة معلومات أمنية قومية حسّاسة لقوة أجنبية. وقد وجّهت إليه الشرطة تهمتين، إحداهما متعلقة بخرق أمن قانون المعلومات في كندا، والثانية متعلقة بخرق إجرامي للثقة.
وأشار المحققون، من جهتهم، إلى أن تلك التجاوزات قد وقعت في الفترة ما بين تموز/ يوليو عام 2007 وكانون الثاني/يناير عام 2012. ولفتت ستريت جورنال في هذا السياق إلى أن تلك هي المرة الأولى التي تتهم فيها السلطات الكندية أحد الأشخاص بموجب هذا القانون الذي تم تمريره في كندا عقب هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.
ومن المتوقع، بحسب ما ذكرته الصحيفة، أن يمثل اليوم الأربعاء الملازم ديليسل أمام جلسة كفالة في محكمة هاليفاكس. وسيتعين عليه أن يتقدم بالتماس. فيما رفض المحامي، مايك تايلور، أن يدلي للصحيفة بأية تعليقات بخصوص تلك التهم المنسوبة إلى موكله.
هذا ولم يفصح المسؤولون علانيةً حتى الآن عن أية تفاصيل متعلقة بنوعية المعلومات الاستخباراتية، التي يعتقدون أن ديليسل قام بتسريبها، ولا إلى أية دولة يعتقدون أنه قام بتمرير تلك المعلومات. غير أن أحد الأشخاص المطلعين أماط النقاب للصحيفة عن أن تلك المعلومات ذات صلة باتصالات وإشارات عسكرية، آتية من جيوش حليفة أو من جيوش دول أخرى، وأنها قد سُرِّبت إلى الجانب الروسي.
لم تتمكن الصحيفة من التواصل على الفور مع مندوبين عن السفارة الروسية في أوتاوا يوم أمس الثلاثاء كي تحصل منهم على تعقيبات في هذا الخصوص. فيما أشارت الصحيفة من جهتها إلى أن هذا التسريب أصاب المسؤولين الأميركيين بحالة من الانزعاج، بشكل جزئي، نتيجة لكمية البيانات الضخمة التي تعرّضت للسرقة، على حسب ما أفاد به شخص مطلع على مناقشات الجانب الأميركي للموضوع.
ومضت الصحيفة تنقل عن لورد ويست، الذي كان يعمل كمستشار للأمن القومي مع رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، قوله quot; مجتمع العيون الخمسة (الائتلاف الاستخباراتي القائم بين أميركا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا) شديد الارتباط ببعضه البعض، ونحن نرتكز ونثق في بعضنا البعض. ونتقاسم في ما بيننا بعض المعلومات الحساسةquot;.
وقد التقى مسؤولون استخباراتيون من تلك الدول لمناقشة واقعة التسريب الكندية وكيفية تفادي حوادث كتلك مستقبلاً، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر أقيم في نيوزيلندا في أواخر شباط/ فبراير ومطلع آذار/ مارس.
وأوضح مسؤولون أنهم اجتمعوا لمناقشة طرق تعنى بالتخفيف من حدة التهديدات الداخلية، وأنهم قد وافقوا كذلك على إتباع نهج مشترك بغية تنفيذ ذلك الأمر. وسبق لوزير الدفاع الكندي، بيتر ماكاي، أن أخبر وسائل الإعلام والصحافة، في كانون الثاني/ يناير الماضي، أن الإدعاءات المتعلقة بواقعة ديليسل لن تؤثر على سمعة بلاده بين حلفائها، الذين quot;مازالوا يضعون كامل ثقتهم في كندا وفي معلوماتناquot;.
التعليقات