أكدت الإعلامية نسرين صادق أن الثورات العربية ستنعكس إيجابًا على واقع المرأة في مجتمعها، وقالت في حوار مع quot;إيلافquot; إن برنامجها laquo;نونraquo; انتقل إلى معظم الدول العربية لأنه أفسح للمرأة مجالاً لإبداء رأيها في السياسة وأحداثها.


دبي: بدأت الإعلامية quot;نسرين صادقquot; حياتها العملية كمراسلة ميدانية في صحيفة اللواء، ثم انتقلت الى الإعلام المرئي من خلال المحطات اللبنانية، ومنها الى محطة الجزيرة وتلفزيون أبوظبي. هي مديرة أخبار ومديرة المشاريع في تلفزيون quot;الآنquot;. حدثتنا عن تجربة quot;الآنquot; في ليبيا، وكيف انتقل برنامج quot;نونquot; الى معظم الدول العربية.

انطلقت قناة الآن كتلفزيون موجه للمرأة، ثم أصبح التركيز على مادة الأخبار أكثر؟

بدأ موجهاً للمرأة العربية وطور نفسه ليكون مسانداً لها وليس لها فقط. ومع تطور الأوضاع كان لا بد أن نواكبها، فالمرأة ترغب بهذه المعرفة أيضاً لأنها تؤثر على عائلتها وعملها وحياتها وأمورها الإقتصادية أيضاً. فكان هذا الزخم الإخباري وبالطبع أعتقد أنه لا بد أن ننظر اليه بدراسة تامة بعد أن تهدأ الأمور، حتى نؤكد على هويتهاالإعلامية وتطورها. التطور أمر طبيعي يلحق كل شيء في العالم.

من خلال برنامجك quot;نونquot; كيف تقيّمين ثقافة المرأة العربية وإلمامها بالأحداث السياسية؟

غالبية الناس تحصر النساء في قالب العائلة والأطفال والطبخ والأزياء ولكن مع إلمام المرأة بهذا كله فهي أيضاً تتابع ما يجري في العالم، خصوصاً أن ما يجري له تأثير مباشر أو غير مباشر على عائلتها. ومن منا لا يتابع الأخبار مؤخراً، خصوصاً بعد كل الثورات التي حصلت في بعض الدول العربية. كثيرات من ضيفاتي ألهمنني وكثيرات منهن أدهشنني، وكلهن تفاعلن إيجابياً مع البرنامج وأحببن فكرته بأنه يفسح للمرأة مجالاً لإبداء رأيها في السياسة وأحداثها، وبأنه منصة لهن وكثيرات منهن أحببن إعادة المشاركة.

لماذا قدمت برنامج quot;نونquot; من مدن ليبية عديدة؟

في بداية رغبتنا بالإستثمار في ليبيا، ذهبت في زيارة الى بنغازي للقاء المسؤولين في المجلس الوطني الإنتقالي، وقررت أن أقدم حلقة من بنغازي كوني هناك وكانت الثورةما زالت في بداياتها. اغتنمت الفرصة واستضفت سيدات ليبيا ليتحدثن عن رأيهن بما يحدث في ليبيا ورؤيتهن للأحداث. وكانت حلقة ناجحة استقطبت الليبيين، فقد احبوا أننا ألقينا الضوء بشكل كامل خلال البرنامج على قضاياهم. وعلى أثر الحلقة اتصلت بنا سيدات من طبرق لإبداء رغبتهن بأن تكون لـ quot;نونquot; حلقة من مدينتهن، فكانت حلقة طبرق. هذه الحلقات أعطت الفرصة للمشاهد العربي لمعرفة الصورة الحقيقية للسيدات الليبيات من الناشطات أو المثقفات أو غيرهن. وبعد قتل القذافي وتحرير ليبيا كانت هناك حلقة من بنغازي وأخرى من طرابلس. وعلى أثر نجاح نقل البرنامج خارج الأستديو، ذهبنا به الى الأردن ولبنان وجنوب السودان، ونرغب في زيارة الدول العربية المختلفة مع quot;نونquot;.

الى أي مدى نجحت أخبار الآن في تغطية أحداث العالم العربي الراهنة، وهل نافستم القنوات الإخبارية المتخصصة مثل العربية والجزيرة؟

قبل التطورات التي شهدها العالم العربي كانت برمجة تلفزيون الآن توازن بين الحيز الإخباري والحيز البرامجي الترفيهي والتوعوي. ولكن أخبارنا كانت قد بدأت تلفت الأنظار اليها ويصبح لها جمهورها بسبب سياستنا التحريرية، وطريقة تعاملنا مع الأخبار من منظور إنساني يذهب حتى الى الفرد ليبرز من خلاله ما يلم بالمجتمع. وحققنا في تلك الأثناء نجاحات عدةمن مقابلات حصرية أو سبق صحافي. ومع اندلاع الثورات العربية كان لا بد أن نواكب أحداثها وتطوراتها من أجل أن نفي المشاهد حقه في معرفة ما يجري، خصوصاً أن الأحداث كانت جذرية وأثرت بشكل كبير على حياة الجميع، ليس فقط شعوب دول الربيع العربي بل كل شعوب المنطقة بشكل أو بآخر. ومع أننا لسنا قناة إخبارية كالجزيرة أوالعربية الا أنه كانت لنا نجاحاتنا في أماكن أكثر من هاتين القناتين. نحن لا نملك الإمكانيات المادية الضخمة مثلهما، ولا الإمكانيات اللوجستية ولكننا عملنا بجد وتفوقنا في ليبيا على الآخرين، وحتى على القنوات الليبية المحلية التي ظهرت بعد الثورة وإبانها. وفي ليبيا، فإن الجميع يتابعون نشرات أخبار الآن وبرامجها، حتى حين أمشي في شوراع بنغازي أو طرابلس يعرفني الناس فوراً ويرحبون بي ويشكرون قناة الآنعلى اعطائهم صوتاً عبر شاشتها الى العالم.

استثمرتم بشكل كبير في ليبيا فهل سيستمر تلفزيون الآن في التغطية الإخبارية في ليبيا؟

نعم، لقد استثمرنا بشكل كبير في ليبيا. فتغطيتنا لم تقتصر فقط على نقل الأحداث من على الجبهات وقلب المجتمع الليبي، ولكن أصدرنا اسبوعية أخبار الآن التي بدأت منذ أواخر مايو 2011 وبدأنا طباعتها بخمسة آلاف نسخة، ثم بعد تحرير طرابلس وحتى يومنا هذا نطبع اسبوعياً 20 ألف نسخة توزع على 15 مدينة ليبية. وبالإضافة الى هذا أسسنا إذاعة الآن أف أم من ليبيا، ولدينا حالياً خمسة أجهزة إرسال اذاعي في مدن ليبية مختلفة، تضمن إيصال أثير تلفزيون الآن الى معظم الأراضي الليبية. كما لدينا جهازان للبث المباشر أحدهما في بنغازي والآخر في طرابلس لتسهيل عملنا ونقوم بتأجيرهما لمن يرغب ايضاً من القنوات المحلية والعالمية. لذلك ومع هذا الإستثمار أعتقد أننا سنستمر خصوصاً في إنتاج برامج إذاعية من داخل ليبية وموجهة خصيصاً للجمهور الليبي.

هل تتوقعين أن تؤثر الثورات العربية بشكل إيجابي على واقع المرأة العربية؟

ليس فقط أن يؤثر بل أن المرأة العربية هي التي تؤثر أيضاً في الواقع. انظروا الى ما حدث في مصر. كانت المرأة الى جانب الرجل في الميدان، وكذلك في اليمن وليس فوز quot;توكل كرمانquot; بجائزة نوبل للسلام إلا دليلاً على أن الثورات ستكون إيجابية على المرأة. في ليبيا كانت المرأة على جبهة المساندة أيضاً. وفي تونس لم تبخل بواجبها. عندما تهدأ الأحوال كل هذا سينعكس إيجابياً على واقع المرأة بالتأكيد.

مؤخرا بدأت الآن بتقديم برنامج quot;أيام العنفquot;؟ لماذا في هذا التوقيت؟

بدأت بالعمل على إعداد هذا البرنامج منذ quot;يوليوquot; العام الماضي، وهو برنامج تسجيلي حواري، أحاور فيه شخصيات ارتبطت بجماعات متشددة، ومن ثم بعضهم نبذ العنف، نستمع الى شهاداتهم ولماذا قاموا بما قاموا به ولماذا نبذوا العنف بعد ذلك!