صيدا: فوجىء سكان مدينة صيدا جنوب لبنان الاثنين بوجود حاخامين يهوديين يتجولان في المدينة، ويزوران المعالم اليهودية في احيائها القديمة.

وهذان الحاخامان الاميركيان ينتميان الى حركة quot;ناطوري كارتاquot; اليهودية المعادية لاسرائيل، والتي تقود حملة quot;يهود متحدون ضد الصهيونيةquot;.

ودخل الحاخامان، وهما يرتديان الكوفية الفلسطينية المزينة بالعلم الفلسطيني عند طرفيها، ويعلقان على صدريهما قصاصة كتب عليها quot;انا يهودي ولست صهيونياquot;، الى الكنيس اليهودي القديم الكائن في quot;حارة اليهودquot;، والذي غيرت السنين الطويلة معالمه، فيما بقيت بعض ملامحه قائمة كبعض الشعارات باللغة العبرية والنجمة السداسية.

ثم توجه الرجلان الى المقبرة اليهودية في صيدا التي تضم رفات مئات اليهود اللبنانيين، والتي تحمل اثار التخريب والقصف الذي شهدته المدينة اثناء اعوام الحرب اللبنانية (1975-1990) والاجتياح الاسرائيلي عام 1982.

وبعدها توجها مع مرافقيهما اللبنانيين الى مقام quot;زبولونquot; المهجور، الواقع في حي سكني وسط المدينة.

وقال احد الحاخامين يسرائيل دافيد وايس خلال الجولة quot;نحن كنا نعيش بأمن وسلام قبل أن تأتي الحركة الصهيونية العالمية التي قلبت المفاهيم عند الشعوب. وما ساهم في تغيير المفاهيم هو هدر الدم الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، والذي ساهم في خلق العداء تجاه الشعب اليهودي وأضر بهquot;.

وكان هذان الحاخامان شاركا قبل ايام في التجمع الذي اقيم في بلدة ارنون جنوب لبنان بمناسبة quot;يوم الارضquot;، للتاكيد على حق العودة للفلسطينيين الى ارضهم.

وقال احد سكان المدينة تعليقا على رؤية الحاخامين يجولان في المدينة quot;لم نر حاخاما يهوديا منذ اكثر من اربعة عقود، كان هناك عدد قليل منهم قبل الغزو الاسرائيلي للبنان في العام 1982، وغادروا حين انسحب الاسرائيليون من المدينة في العام 1985quot;.

واضاف quot;نحن لسنا ضد اليهود، نحن ضد اسرائيلquot;.

والطائفة اليهودية واحدة من الطوائف المعترف بها في لبنان، وكان عدد اليهود اللبنانيين يناهز 22 الفا قبل الحرب اللبنانية، الا ان من تبقى منهم اليوم لا يجاوز 300 شخص وهم يتجنبون اجمالا الافصاح عن معتقدهم.