بينما يحصد مرض الحمى القلاعية الثروة الحيوانية في مصر، ويثير الرعب في قلوب المصريين من إمكانية تحول الفيروس المسبب للمرض، بحيث يصيب البشر أيضاً، قال خبير بيطري مصري إن إسرائيل تشنّ حرباً بيولوجية ضد بلاده، مشيراً إلى أن هناك حيوانات حية حاملة للفيروس دخلت إلى مصر سراً عبر سيناء، إضافة إلى لقاحات تحمل الفيروس أيضاً، ما تسبب في إنتشار المرض، ونفوق ما يزيد على 11 ألف و681 رأس ماشية، وإصابة 63 ألف و532 رأس ماشية. مما أدى إلى أرتفاع أسعار اللحوم والألبان والدواجن والبيض، وغيرها من المواد الغذائية المصنعة من اللحوم، وإصابة المصريين بأمراض السرطان والفشل الكلوي والكبدي.


الدكتور عصام الإشناوي

صبري حسنين من القاهرة: قال الدكتور عصام الإشناوي الخبير البيطري في الجمعية المصرية للأمم المتحدة لـquot;إيلافquot; إن ما وصفها بـquot;الحرب البيولوجيةquot; ضد مصر بدأت في عهد وزير الزراعة السابق يوسف والي، الذي يحاكم في قضايا تتعلق بالفساد حالياً.

ولفت إلى أن البداية كانت باستيراد شحنات من البيض من إسرائيل مصابة بفيروسات خطرة، أدت إلى إنتشار الأمراض بين الدواجن، وإصابة المصريين بالسرطان، مشيراً إلى أن الثروة الداجنة في مصر لم تتعاف من آثار هذا الشحنة حتى الآن برغم مرور نحو 20 عاماً على دخولها البلاد، وأشار إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان في مصر تزداد بنحو 150 ألف حالة سنوياً.

ونبه الإشناوي إلى أن الحرب توالت مع إستيراد تقاوي زراعية مصابة بالأوبئة، ما أدى إلى تدمير المحصولات الزراعية وتدمير التربة أيضاً، إضافة إلى إنتشار أمراض الفشل الكلوي والكبدي والسرطان بين المصريين. مشيراً إلى أن تلك الحرب تستهدف في المقام الأول إنهاك الإقتصاد المصري أو تدميره كلياً، من خلال تدمير الثروة الحيوانية والداجنة، وتدمير الإنسان أيضاً، من خلال نشر الإمراض الخطرة بين المصريين.

إشتعال الحرب بعد الثورة
وأضاف الإشناوي، الذي يعمل خبيراً للطب البيطري في وزارة الزراعة المصرية أيضاً، أن الحرب زادت بعد الثورة، بسبب ما يعرف بالفوضى، وعدم القدرة على ضبط الحدود مع إسرائيل، منوهاً بأن الحرب إشتعلت منذ نحو ثلاثة أشهر عندما صدرت إسرائيل إلى مصر فيروساً يعرف باسم فيروس quot;iltquot;، يسبب إصابة الدواجن بالإلتهاب الرئوي للطيور، ويؤدي إلى النفوق الجماعي للدواجن.

وأوضح أن المعامل المركزية في وزارة الصحة ومعامل وزارة الزراعة ومعامل هيئة الرقابة على الصادرات والواردات أثبتت أن هذا الفيروس دخل مصر ضمن شحنة أمصال مضادة لوباء لأنفلونزا الطيور مستوردة من إسرائيل، عن طريق مستورين مصريين.

ولفت الإشناوي إلى أن العينات التى سحبت من المزارع المصابة، وعددها 200 مزرعة، جاءت النتائج لتؤكد وجود 75% من المغايرات التي تتوافق مع المعزولات الإسرائيلية، والتي تصيب الدواجن بأمراض فيروسية وأمراض إنفلونزا الطيور والنفوق الجماعي، وتسبب انخفاض معدل البيض من 40% إلى 60%، والالتهاب الشعبي الحاد والمايكو بلازما والسموم الفطرية.

وأشار إلى أن مجلس الشعب ناقش تلك القضية، وخلص إلى تلك النتجية، لكنه لم يتخذ أية قرارات في هذا الشأن، ولم تصدر قرارات سياسية، ولم تحتجّ مصر لدى الخارجية الإسرائيلية.

فيروسات مدمرة
ما زاد من إعتقاد الإشناوي بأن هناك حربًا بيولوجية إسرائيلية ضد مصر، هو أن الثروة الحيوانية في مصر أصيبت أيضاً بمرض الحمى القلاعية المعروف باسم فيروس quot;ساتquot;، نتيجة دخول حيوانات حاملة للفيروس من إسرائيل، موضحاً أن هذا المرض ظهر فجأة بالتزامن مع إنتشار فيروس quot;iltquot; الذي ينتشر بين الدواجن، وأدى إلى نفوق وإصابة ما يزيد على 75 ألف رأس ماشية، وتدمير الثروة الحيوانية، فضلاً عن إنتشار جثث الحيوانات النافقة في الطرقات في الترع والمصارف المائية، ما يؤدي إلى نشر الأمراض بين المصريين، لاسيما في ظل قيام بعض الجزارين بسلخ الحيوانات النافقة وبيع لحومها في صورة لانشون أو لحوم مفرومة. وأشار الإشناوي إلى أن التحاليل أثبتت أن الفيروسات التي أصابت الحيوانات شهدت تحوراً، وقد تؤدي إلى إصابة البشر أيضاً.

البرلمان يحقق
وكان مجلس الشعب المصري ناقش قضية إصابة الثروة الحيوانية والداجنة في وقت سابق. وقال الدكتور أسامة سليم، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إنه لا يستبعد نشوب حرب بيولوجية ضد مصر، مشيراً إلى أن هيئة الخدمات البيطرية اكتشفت لقاحات وتطعيمات إسرائيلية مهرّبة، تعمل على إصابة الدواجن والمواشي بفيروسات خطرة.

بينما أكدت الدكتورة سهير حسن رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي في الخدمات البيطرية أنه تبين بعد فحص 200 مزرعة، وجود 75% من المغايرات التي تتوافق مع المعزولات الإسرائيلية، والتي تصيب الدواجن بأمراض فيروسية وأمراض إنفلونزا الطيور والالتهاب الشعبي الحاد والمايكو بلازما والسموم الفطرية. ودعا مجلس الشعب الحكومة إلى ضرورة التحقيق في تلك القضية.