رسم بياني يظهر نتائج استفتاء quot;ايلافquot;

طرحت quot;إيلافquot; في استفتائها الأسبوعي سؤالاً حول تأييد تسليح المعارضة السورية، وأجاب 75,01 % بـquot;نعمquot;، مؤيدين التسليح بهدف الدفاع عن المدنيين الذين يتعرّضون لحالة من العنف والقتل، وجاء موقف القرّاء مطابقا للمعارضين السوريين في الداخل والخارج.


القاهرة: بينما يقف المجتمع الدولي حائراً، وعاجزاً عن اتخاذ موقف حاسم بشأن الإنتهاكات ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري برئاسة بشار الأسد، حسم قرّاء quot;إيلافquot; موقفهم، وأعلنت الغالبية العظمى منهم تأييدها المطلق لمبادرة إمداد المعارضة السورية وعلى رأسها الجيش السوري الحرّ بالمال والسلاح، في خطوة تعتبر بمثابة quot;أضعف الإيمانquot;، من أجل الدفاع عن المدنيين الذين يتعرضون للقتل بأساليب بشعة، مثل الذبح من العنق أو السلخ أو تقطيع الأطراف أو التعذيب حتى الموت، أو اغتصاب النساء والأطفال أو تدمير المنازل، لا لشيء سوى أنهم انتفضوا ضد الظلم والاستبداد وصدحوا بقول الحق في وجه حاكم ظالم.

الأغلبية مع تسليح المعارضة

طرحت quot;إيلافquot; السؤال التالي على قرائها ضمن الإستفتاء الأسبوعي: quot;هل تؤيد دعم المعارضة السورية بالمال والسلاح؟quot;. وأيدت الغالبية العظمى، بينما اختارت الأقلية الإستمرار في الإنحياز إلى جانب الموقف الدولي العاجز الحائر. شارك في الإستفتاء 15240 قارئاً، أيّد 11431 منهم مقترح إمداد المعارضة بالمال والسلاح، وهؤلاء مثلوا 75.01% من إجمالي المشاركين، بينما رفض 3809 قرّاء، بنسبة 24.99% المبادرة، أي أن أكثر من ثلثي القراء يؤيدون المقترح، في حين يرفضه أقل من الثلث.

التدخل العسكري الغربي

موقف المعارضة السورية جاء متناغماً مع موقف الأغلبية من قراء quot;إيلافquot;، ويرى المعارضون سواء في الداخل أو الخارج أنه إذا كان المجتمع الدولي غير قادر على المساهمة بشكل مباشر في إسقاط النظام، عبر التدخل العسكري على الطريقة الليبية، فلا مفرّ من السماح أو المساهمة في إمداد الجيش السوري الحرّ بالمال والسلاح، من أجل حماية المدنيين وتسريع وتيرة إسقاط النظام، وقال المعارض السوري في القاهرة أحمد رياض غنام لـquot;إيلافquot; إن المجتمع الدولي يمنح نظام بشار الأسد فرصة تلو الأخرى من أجل سحق الشعب السوري، وذلك عبر المبادرات الوهمية التي لا هدف من ورائها سوى إطالة عمر هذا النظام، مشيراً إلى أن أولى هذه المبادرات كانت المبادرة التركية، ثم المبادرة العربية وأخيراً مبادرة كوفي أنان، وأوضح أن النظام نقض جميع هذه المبادرات ولم يلتزم بها، بل كان يصعّد من القتل والتدمير بالتزامن مع إعلان كل مبادرة أو زيارة مسؤول عربي أو أممي لسوريا. وأضاف غنام أن المعارضة السورية في الداخل والخارج كانت وما زالت تؤمن أن الحل لن يكون إلا عبر تدخل عسكري دولي مباشر في سوريا، من أجل إسقاط نظام بشار الأسد، لكن المجتمعين العربي والدولي ما زالا يتعاملان مع الثورة السورية وفقاً للمعطيات السياسية والمواءمات الدولية.

الحلّ على طريقة سراييفو

وتوقع غنام استمرار الوضع على ما هو عليه لفترة أخرى، بسبب الحسابات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن إيران تستخدم سوريا كورقة ضغط على المجتمع الدولي وأميركا من أجل تمرير برنامجها النووي، ونبه إلى أن النظام السوري لم يعد يملك من أمر نفسه شيئاً، وإنما إيران هي من تدير دفة الأمور في سوريا الآن، مشيرا إلى أنه إذا كان المجتمع الدولي غير قادر على القيام بتدخل عسكري سريع وفاعل من دون الإلتفات إلى الفيتو الروسي، كما حدث في سراييفو، فإنه من الأولى إمداد الجيش السوري الحر بالمال والعتاد، وتمكينه من إسقاط النظام، لأنه صار نظاماً هشاً، كما أن الجيش صار منهكاً، وهناك انشقاقات في داخله بشكل يومي إحتجاجاً على استمرار القتل والتدمير. وحيّا غنام الموقف السعودي الداعم للشعب السوري، وشدد على ضرورة أن تقدم الدول العربية وتركيا المال والسلاح للشعب لحماية نفسه وإسقاط النظام الوحشي.

تواطؤ دولي

ويأتي موقف المعارض السوري في القاهرة مؤمن كويفاتيه متماشياً مع موقف زميله رياض غنام، إلا أن كويفاتيه يختلف معه في أن التواطؤ الدولي سببه إسرائيل والحفاظ على أمنها، وليس إيران، وقال لـquot;إيلافquot; إن أميركا والمجتمع الدولي لا هدف لهما حالياً سوى الإبقاء على نظام بشار الأسد، لا سيما أن النظام البعثي أثبت طوال أربعين عاماً أنه خير من يحمي دولة إسرائيل، مشيراً إلى أنه حوّل أراضي الجولان المحتلة إلى حدود دولية، وليست جبهة قتال ومقاومة، وبالتالي فإن نجاح الثورة يعني قيام نظام حكم جديد لن يرضى بالخنوع، وسوف يعمل على تحرير الأراضي السورية المحتلة. واتهم كويفاتيه الأتراك والعرب وأوروبا وأميركا وروسيا والصين بالتواطؤ ضد الشعب السوري.

السيناريو الليبي أو السلاح

وفي ما يخص دعم المعارضة بالمال والسلاح، قال كويفاتيه إنه كان يفضل أن يتكرر السيناريو الليبي في سوريا، ويقوم الناتو بقصف مواقع وقصور النظام، لكن يبدو أن النظام العالمي لا يريد هذا الأمر على الأقل في المرحلة الراهنة، وأشار إلى أن الحل الأمثل هو تسليح المعارضة، وأوضح أن الجيش السوري الحر يحتاج إلى أسلحة من نوعية قذائف الصواريخ ومضادات الطائرات والدبابات وأر بي جي وقنابل يدوية، لافتاً إلى أن هذه الأسلحة لو حصل عليها الجيش السوري الحر، سوف يسقط النظام في فترة وجيزة، ولفت إلى أنه في حالة توافر هذا التسليح لن يصمد الجيش النظامي، وسوف يشهد انشقاقات أكبر وأوسع نطاقاً، ما يهدد بإسقاط النظام.

خلافات دولية

وإذا كانت المعارضة السورية متقفة على ضرورة تسليحها كحل بديل للتدخل العسكري الغربي لإسقاط النظام، فهناك خلافات حادة بين الدول الغربية حول هذا المقترح، وقال الدكتور محمود السعيد أستاذ السياسة الدولية في جامعة القاهرة إن هناك خلافات حادة في المجتمعين العربي والدولي بشأن تسليح المعارضة السورية، وأوضح أن هناك دولا عربية وخليجية ترفضه علانية، لكنها تدعمه سراً وتضخ ملايين الدولارات عبر وسطاء من أجل شراء السلاح للجيش السوري الحر. ولفت إلى أن الدول الغربية بالإضافة إلى روسيا تعارض هذا المقترح بشدة، خشية اندلاع حرب أهلية أو زيادة وتيرة العنف في سوريا، أو تحول تلك الأسلحة إلى أيدي إرهابيين أو توجيهها نحو إسرائيل بعد إسقاط نظام بشار الأسد.
ورغم أن الجميع في حيرة وتردد إلا أن الثابت أن المعارضة وقرّاء quot;إيلافquot; حسموا أمرهم.