أكراد سوريا وتركيا تجمعهم مشاعر السخطتجاه نظام الأسد

أظهرت الانتفاضة السورية مشاعر الامتعاض التي يكنها الأكراد لنظام الرئيس بشار الأسد. وتكلمت رئيسة بلدية quot;نصيبينquot; التركية القريبة من بلدة القاميشلي عن العلاقات الجيدة بين البلدتين ذات الأكثرية الكردية واستعداد البلدة التركية لمساعدة جارتها السورية في حال تعرضها لأعمال عنف.


القاهرة: جاءت الانتفاضة الشعبية التي دخلت عامها الثاني قبل بضعة أيام في سوريا، لتبرز حقيقة مشاعر السخط والامتعاض التي يكنها أكراد سوريا وتركيا، على حدّ سواء، لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة في ظل قرب المسافة التي تفصل بين بلدة نصيبين التركية التي يسكنها حوالى 80 ألف نسمة وبين مدينة قاميشلي التي تعتبر واحدة من أكبر المدن الواقعة في شمال شرق سوريا، حيث تفصل بينهما قطعة أرض فيها مجموعة من الحقول وأبراج المراقبة وصفوف من الأسلاك الشائكة.

وقالت في هذا الصدد رئيسة بلدية نصيبين، عائشة غوكان، قولها quot;نحن هنا كأننا مدينة واحدة يفصل بيننا سياجquot;. وأشارت مجلة التايم الأميركية إلى أن تلك البلدة، شأنها شأن معظم المدن في جنوب شرق تركيا، تقطنها أغلبية كردية، كما هو الحال في قاميشلي.

ولفتت كذلك إلى شيوع الزيجات التي تتم بين أفراد من هنا وهناك، في وقت يوجد فيه لمعظم الناس أقرباء في أي جهة من الجهتين. فضلاً عن التشابك الاقتصادي الذي يجمع بين كلا البلدتين، قبل أن تقرر الحكومة السورية إغلاق المعبر الحدودي قبل 3 أشهر.

غير أن قاميشلي، رغم ما شهدته من تظاهرات منذ بدء الانتفاضة، إلا أنها لم تعان نوعية العنف نفسها التي شهدتها مدن حمص أو حماة أو إدلب. لكن في حالة حدوث أمر كهذا، فإن نصيبين ستكون على أهبة الاستعداد لتقديم يد العون، وفقاً لما وعدت به غوكان. حيث توصلت البلدية مع قادة القبائل المحلية إلى اتفاق يعنى بتخصيص 150 منزلاً بهدف استقبال المواطنين السوريين في حال فرارهم من منازلهم.

وتابعت غوكان حديثها مع التايم بالقول: quot;لعبت السياسة والتاريخ دوراً في تقسيم الأكراد إلى أربعة أقسام، لكننا شعب واحد. وقد تعلمنا أن الأكراد لا يمكنهم أن يعتمدوا على أناس آخرينquot;. وواصلت المجلة بلفتها إلى أن العقبة التي يواجهها السكان في نصيبين تتمثل في الدولة التركية، وليس الدولة السورية، حيث يعتبر خصمهم الأبرز رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان، وليس الرئيس بشار الأسد.

وربما الأهم بالنسبة لهم، هو وجود حزب العمال الكردستاني أيضاً، الذي ينظر إليه معظم سكان نصيبين باعتباره بطلاً للحقوق الكردية، ورمزاً للمقاومة على مدار عقود من سياسات الاستيعاب والقمع على يد الدولة التركية. في حين ينظر إليه الأكراد في سوريا باعتباره أحد حلفاء نظام الأسد، إن لم يكن عميلا فعليا في قمع المشاعر المناهضة للنظام بين أكراد سوريا.

ووجدت دراسة حديثة أجراها مركز هنري جاكسون للابحاث، الموجود في بريطانيا، أن حزب العمال الكردستاني ودمشق، ورغم اتفاقهما على معاداة تركيا، إلا أنهما يشتركان في ما وصفته الدراسة بـ quot; تعاون تكتيكيquot;. ومضت المجلة الأميركية تنقل عن شاب يدعى إبراهيم، وقد لاذ بالفرار من قاميشلي في شباط (فبراير) الماضي، قوله:quot;يعترض حزب العمال الكردستاني على أي تظاهرات مناوئة لبشار؛ كما أنهم يهددون بقتل المواطنين، ويحظون كذلك بحرية في الحركة. وينشئون نقاط تفتيش، وتتاح لهم مدارس خاصة باللغة والثقافة الكردية في جميع أنحاء سوريا، وبالطبع لا يمكنك القيام بأي من تلك الأشياء ما لم تكن متعاونا مع الحكومةquot;.

وأضاف آلان حصاف، وهو ناشط لاذ بالفرار من سوريا قبل شهرين:quot;عبَّر بعض من أصدقائي في قاميشلي عن إحباطهم نتيجة عدم مواجهة الحكومة لتظاهرات الأكراد. ويقولون لي (نخرج إلى الشوارع ونتظاهر ونرفع شعارات ضد الأسد، وفي المقابل يهاجمنا النظام ويستخدم ضدنا قنابل مسيلة للدموع ويطلق علينا النار في بعض الأحيان، لكن ليس بما يحدث في حمص أو إدلب نفسه . فلماذا لا يقومون بقتلنا ؟quot;

وعاود ذلك الشاب الذي يدعى إبراهيم ليقول:quot;كل شيء هنا في نصيبين يحدث من خلال حزب العمال الكردستاني، وهذا هو سر عدم تنظيم الناس لصفوفهم لتقديم مزيد من الدعم للأكراد السوريين. ولا يمكنهم فعل ذلك إلا بعد الحصول على ضوء أخضر من حزب العمال الكردستانيquot;. ونقلت التايم في الختام عن غوكان مرة أخرى قولها :quot; يحق لأي حزب كردي في أي دولة أن يتخذ قراره وفقاً للظروف من حولهquot;.