استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من مناطق سوريا الثلاثاء بمشاركة قوات نظامية معززة، بحسب مراقبين وناشطين، في وقت يستعد فريق من الامم المتحدة لزيارة دمشق من أجل التحضير لمهمة مراقبين محتملة في حال تنفيذ وقف اطلاق النار.


الاسد يستخدم الدبابات في قمع الثورة

دمشق: قال مسؤولون حكوميون سوريون إن القوات السورية بدأت بالانسحاب من عدد من المدن والبلدات التي تشهد هدوءاً، وعادت الى ثكناتها وقواعدها، قبيل الموعد النهائي للبدء في تطبيق الخطة الدولية لوقف العنف في البلاد.

الا أن تلك التصريحات لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، كما أن ناشطين بالقرب من دمشق نفوا أن تكون القوات الحكومية قد انسحبت من مناطقهم.

وارتفعت حصيلة القتلى في سوريا الى نحو 60 قتيلاً من المدنيين في حمص وحماة وادلب ودرعا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونددت منظمة العفو الدولية الثلاثاء باستمرار حملة القمع في سوريا رغم الوعد الذي قامت به السلطات السورية بالبدء فوراً بتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان لا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع.

وقتل 58 مدنياً في اعمال عنف في مناطق متفرقة من سوريا الثلاثاء، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت كان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر يزور دمشق ويحصل على وعد من السلطات السورية بتسهيل ايصال مساعدات الى المناطق المتضررة وزيارة اللجنة للسجون.

وذكر المرصد أن عشرين مدنياً قتلوا في قصف واطلاق نار في احياء عدة من مدينة حمص في وسط سوريا، وفي مدينة القصير، وبلدة الضبعة في المحافظة ايضاً.

وقتل ثلاثة جنود في اشتباكات مع منشقين عن القوات النظامية في مدينة حمص، بحسب المرصد.

كما قتل مدني في حماة وثلاثة في ريف حماة.

وتعرضت مدينة الرستن في المحافظة لقصف عنيف صباح الثلاثاء، بحسب ما افاد جنود في الجيش السوري الحر وكالة فرانس برس.

وفي محافظة ادلب، في شمال غرب سوريا، قتل 20 شخصاً في تفتناز وشخصان في معرة النعمان وواحد في كنصفرة وآخر في اعزاز في شمال حلب.

وشهدت قرية تفتناز في محافظة ادلب اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة اسفرت كذلك عن مقتل سبعة جنود وأربعة منشقين وعدد كبير من الجرحى، بحسب المرصد السوري.

وفي محافظة درعا، قتل عشرة أشخاص في انخل وابطع وقصر الحرير وعلما وبصرى الشام.

وقتل اربعة جنود في اشتباكات في بلدة ابطع في محافظة درعا، بحسب المرصد.

واستقدم النظام الثلاثاء قوات اضافية الى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد، والى محيط الرستن في محافظة حمص (وسط) وبلدة ابطع في درعا، بحسب ناشطين.

وشهدت مناطق عدة اشتباكات عنيفة بين المنشقين والجنود النظاميين، بالاضافة الى حملات دهم واعتقال واحراق منازل من جانب قوات النظام.

وافادت لجان التنسيق من جهة ثانية عن تظاهرات متعددة مناهضة للنظام سارت الثلاثاء في حي العسالي في دمشق، وفي البيضا في بانياس، وفي كلية الآداب في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفي حي الباب في مدينة حلب (شمال). وقد واجه بعضها بالقوة من اجل تفريقها.

وطالبت المندوبة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس الثلاثاء مجلس الامن بالتحرك quot;السريع جداً والصارمquot; اذا لم يفِ النظام السوري بوعوده بسحب قواته من المدن قبل العاشر من نيسان/ابريل.

واكدت رايس، التي تترأس بلادها المجلس في نيسان/ابريل الحالي، أن الولايات المتحدة لا تزال تشكك برغبة الرئيس بشار الاسد في تطبيق خطة الوسيط كوفي أنان.

وقالت للصحافيين: quot;من وجهة نظرنا وايضاً وجهة نظر الكثير من الدول الاعضاء (في المجلس)، فإن ما شاهدناه منذ اول نيسان/ابريل لا يبدو مشجعاًquot;.

واضافت: quot;اذا استخدمت الحكومة السورية هذه المهلة (حتى 10 نيسان/ابريل) لتكثيف العنف بدلاً من تخفيفه سيكون على مجلس الامن الرد على هذا الفشل بسرعة شديدة وبصرامةquot;.

وبدأ اعضاء مجلس الامن الثلاثاء مناقشة مشروع بيان quot;يطالب الحكومة السورية بأن تعمد فوراً الى تطبيقquot; تدابير فك الارتباط العسكري التي وعدت بهاquot;، أي سحب القوات الحكومية من المدن المتمردة، والامتناع عن استخدام الاسلحة الثقيلة.

كما ويؤكد المجلس quot;اهمية أن تبدأ الحكومة السورية على الفور وبطريقة يمكن التثبت منها في تطبيق هذه التعهدات وتفعيلها كاملة في موعد اقصاه 10 نيسان/ابريل، بناء على موافقتها على القيام بذلكquot;.

كما يدعو مشروع البيان المعارضة الى quot;وقف اعمال العنف في الساعات الثماني والاربعين التي تعقب التطبيق التام لهذه التدابيرquot;.

وفي حال عدم وقف القتال والاعمال العدائية خلال المهل المحددة، quot;سيدرس المجلس أي تدابير أخرى يراها ملائمةquot;.

وطلب أنان، بحسب دبلوماسيين، من مجلس الامن دعمه في موضوع نشر بعثة مراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار في سوريا.

واعلن المتحدث باسم كوفي أنان الثلاثاء أن فريقاً من الامم المتحدة من خمسة الى ستة اشخاص سيتوجه الى سوريا في الساعات الـ48 المقبلة لاعداد خطة نشر المراقبين، مشيراً في الوقت نفسه الى quot;الحاجة الى قرار من مجلس الامن الدولي ووقف للعنف قبل نشرهمquot;.

واعلن المتحدث باسم أنان احمد فوزي أن الجنرال النروجي روبرت مود سيرأس بعثة مراقبي المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الى سوريا، نظراً لخبرته في الشرق الاوسط. وصرح فوزي لفرانس برس أن الجنرال مود quot;سيقود الفريق الذي سيتوجه الى دمشقquot;.

وشككت قطر الثلاثاء في عزم الحكومة السورية على الالتزام بخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية لوقف العنف. وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية: quot;اتمنى أن تتم الاستجابة للنقاط الست في مبادرة انان لكن لم تعد لدينا ثقة في وعود الحكومة السوريةquot;.

ووعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء خلال اجتماعه مع كلينبرغر بانجاح المهمة الانسانية التي يقوم بها الصليب الاحمر في سوريا.

وجدد المعلم، بحسب بيان لوزارة الخارجية السورية، quot;التأكيد على استمرار سوريا في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوريquot;.

وعبر كلينبرغر من جهته، بحسب البيان، quot;عن تقديره للتعاون الذي تبديه السلطات السورية وسماحها بوصول اللجنة الى المناطق المتضررة جراء الاحداث الراهنة لتقديم المساعدة لمحتاجيهاquot;. واعلن الصليب الاحمر أن كلينبرغر سيتوجه الاربعاء الى درعا لتوزيع مساعدات.

وتم الاتفاق بين سوريا واللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء على quot;آلية للتعاون والتنسيقquot; لتسهيل مهمة هذه اللجنة الانسانية في المناطق المتضررة.

كما عبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر خلال اجتماعه مع وزير الداخلية السوري محمد الشعار عن رغبته بزيارة سجون سورية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot;.

ودعت بعثة المفوضية الاوروبية في دمشق السلطات السورية الثلاثاء الى الافراج quot;بشكل عاجلquot; عن الناشط مازن درويش وزملائه السبعة الذين تم اعتقالهم في 16 شباط/فبراير، معربة عن quot;قلقها البالغquot; على سلامة المعتقلين.

ودان الاتحاد الاوروبي quot;استمرار اعتقال رئيس المركز السوري للاعلام وحرية التعبير السيد مازن درويش من دون تهمquot;.

وتحدثت منظمة العفو الدولية في تقريرها عن اعتقالات طالت في الايام الاخيرة طلاباً تعرضوا للضرب والاعتداء. وعبر مسؤول في المنظمة عن قلقه من quot;احتجاز آلاف الاشخاص في انحاء مختلفة من سوريا، العديد منهم بشكل سري مع احتمال تعرضهم للتعذيب ومن دون أي اتصال مع محامينquot;.

واعتبرت أن quot;استمرار احتجاز أشخاص في مثل هذه الظروف يطرح اسئلة حول مدى جدية موافقة الحكومة السورية ،التي ابلغتها إلى مجلس الامن، عن بدء فوري لتطبيق خطةquot; أنان.