عمّان: أكد وزير الداخلية الأردني، محمد الرعود، أن الأردن لن يغلق حدوده مع سوريا ولا يوجد أي خطوات غير اعتيادية متخذه لمنع تدفق السوريين اللاجئين من مناطق الاضطرابات.

وقال الرعود إن الأردن يتعامل مع 95 ألف سوري موجودين في أراضيه على اعتبار أنهم ضيوف من باب quot;الضيافةquot; العربية، مشيرًا إلى أن السوريين المقيمين في مختلف مدن المملكة يشكلون عبئًا عليها من ناحية اقتصادية وتعليمية وطبية.

ومن جهة أخرى أكد الرعود أن العلاقات الأردنية - السعودية أصبحت أنموذجًا يحتذى به في العلاقات العربية، والعلاقات الأخوية بين الملك الأردني عبد الله الثاني والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وحرصهما الأكيد على تفعيل التشاور والتنسيق المستمر حيال مختلف الأوضاع الراهنة وآخر المستجدات في المنطقة.

وفيما يتعلق بالحراك السياسي الداخلي، بيّن وزير داخلية الأردن محمد الرعود أن عمان تنظر إلى خطوات الشباب الرامية إلى الحصول على الحريات بـquot;المشروعةquot;، لكنه شدد على أن تبقى تلك التحركات في الإطار السلمي: quot;نعلم عن كل ما يريده الشباب واتسقنا مع مطالبهم، وبادرنا إلى إيجاد تغييرات تحقق الرغبات وتكفل الحرية للجميع مع الحفاظ على استقرار الأردنquot;.

إلى ذلك،قالت جمعية الكتاب والسنة الأردنية التي تقدم خدمات اغاثة يوم الخميس إن حوالى ثلاثة آلاف سوري لجأوا الى المملكة خلال الأيام الثلاثة الماضية هربًا من العنف في بلدهم.

وقال الشيخ زايد حماد رئيس الجمعية لوكالة الأنباء الفرنسية إن quot;حوالى 2450 سوريا دخلوا الى الاردن بطريقة رسمية عبر المراكز الحدودية، و500 آخرين عبر السياج الحدودي خلال الأيام الثلاثة الماضية فقطquot;.

واضاف ان quot;هناك 20 الف سوري مسجلين لدى الجمعية ويتلقون مساعدات منهاquot;، مشيرا الى انها قدمت لهم quot;حوالى 3,5 مليون دولار على شكل مساعدات نقدية وعينية وغذائية منذ بداية الأزمةquot;.

ووفقا لحماد، قدمت الجمعية quot;الاسبوع الماضي 200 الف دينار اردني (280 الف دولار) معظمها اجرة لمساكن الاسر السورية الموزعة على الرمثا والمفرق واربد (شمال) وعمان والزرقاء (وسط) والكرك (جنوب) اضافة الى الفي طرد مساعدات غذائيةquot;.

وتعتمد جمعية quot;الكتاب والسنةquot; على التبرعات المباشرة. ولم يتسن الحصول على تعليق رسمي من قبل المسؤولين الاردنيين. ويقول الاردن ان حوالى ثمانين الف سوري دخلوا المملكة منذ اندلاع الاحداث في سوريا منتصف آذار/مارس من العام الماضي، ومعظم هؤلاء يقيمون مع اقاربهم في مدينتي المفرق والرمثا شمال المملكة.

هذا وتظاهر نحو الف شخص في 23 آذار (مارس) امام السفارة السورية في عمان مطالبين باسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبـquot;الحريةquot;. ورفع هؤلاء اعلام الثورة السورية امام سفارة دمشق بمنطقة دير غبار (غرب عمان) وحملوا لافتات تندد بنظام الأسد بينها quot;صامدون ولن نركعquot; وquot;لعنة الله على بشارquot; وquot;الحرية للمعتقلينquot;.

وهتف المشاركون quot;الحرية الحرية لكل سوري وسوريةquot; وquot;جن جنون البعثية لما طلبنا الحريةquot; في اشارة الى حزب البعث الحاكم في سوريا منذ حوالى خمسين عاما.

وادى المشاركون صلاة الجمعة في الموقع بعد الاستماع الى خطبة القاها الشيخ احمد الصياصنة امام المسجد العمري ومفتي مدينة درعا (جنوب سوريا)، مهد الثورة، والتي دعا فيها الى الوحدة دعم الجيش السوري الحر.

وقال الصياصنة quot;الجيش الحر امانة في اعناقنا علينا ان نسعى لتجهيزه ومده بالسلاح هو الذي يحمينا ويحمي اعراضنا واموالنا التي اعتدي عليهاquot;. واضاف ان quot;في كل يوم يقتحمون ويقتلون ويحرقون ويقصفون قصفا عشوائيا (...) نحن بحاجة الى قوة تدعمناquot;.

والصياصنة امام سني اعمى تعرض للاعتقال على خلفية خطب تحض على التظاهر ضد النظام في مدينة درعا السورية التي انطلقت منها العام الماضي شرارة الثورة قبل ان يهرب الى الاردن في كانون الثاني/يناير الماضي.

وتشهد سوريا منذ عام حركة احتجاج غير مسبوقة لا يعترف النظام باتساعها وينسب اعمال العنف التي خلفت اكثر من 9100 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الى quot;عصابات ارهابية مسلحةquot;.

واطلقت الامم المتحدة الجمعة دعوة لجمع اموال من المجتمع الدولي بقيمة 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان وتركيا والعراق. وسجلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اكثر من ستة الاف لاجئ سوري في الاردن منذ اذار/مارس 2011 ، فيما ينتظر 2500 تسجيلهم ويتوقع ان يرتفع هذا العدد الى حد كبير بحسب المفوضية.

كما لجأ الى لبنان حوالى 16 الف سوري من بينهم ثمانية الاف في الشمال. وفي تركيا احصت السلطات حوالى 17 الف لاجئ سوري وانشأت استجابة لهذا الدفق ثمانية مخيمات اقيمت فيها الخيام ومركز استخدمت فيه الحاويات كوحدات اقامة في كيليس.