نيويورك: دعا مجلس الامن الدولي سوريا الثلاثاء الى وقف المعارك قبل الخميس 12 نيسان/ابريل، بعد تسلمه رسالة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان التي قال فيها ان سوريا لم تطبق بعد التزاماتها.

وفي تصريح صادر عن المجلس قرأته على الصحافيين قالت السفيرة الاميركية سوزان رايس، ان اعضاء مجلس الامن quot;يعربون بطريقة موحدة عن بالغ قلقهم لأن المهلة انتهت واعمال العنف استمرتquot;.

وامام عدم سحب الدبابات وقطع المدفعية من المدن المتمردة بتاريخ 10 نيسان/ابريل، كما نصت خطة انان، قالت رايس ان اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر quot;يشددون على اهمية ان تلتزم كافة الاطراف في سوريا بموعد 12 نيسان/ابريلquot; للوقف التام للمعارك.

وقالت رايس ان مجلس الامن يؤيد طلب المبعوث الدولي والعربي كوفي انان بان quot;تغتنم (الحكومة السورية) هذه الفرصة من اجل احداث تغيير جذري في نهجهاquot;.

ووجه انان رسالة الى المجلس اعرب فيها عن اسفه لان النظام السوري لم يف بكافة التزاماته بسحب قواته بحلول 10 نيسان/ابريل.

وكرر انان في رسالته القول quot;انني مقتنع بضرورة بذل كل ما يلزم من اجل وقف العنف بجميع اشكاله في 12 نيسان/ابريل عند الساعة 06,00quot; (توقيت دمشق).

وقال ان quot;الايام التي سبقت العاشر من نيسان/ابريل كانت تمثل فرصة للحكومة السورية لترسل رسالة سياسية قوية للسلام .. وفي الايام الخمسة الماضية اصبح واضحا ان مثل هذه الاشارة لم تصدرquot;.

واضاف انه quot;من الضروري ان تجلب الساعات ال48 المقبلة مؤشرات واضحة للتغيير الفوري والاكيد في الوضع العسكري للقوات الحكومية في جميع انحاء البلادquot; بما يتماشى مع خطة الست نقاط التي تمت الموافقة عليها الاسد.

وقال ان القوات والاسلحة الثقيلة السورية سحبت من بعض المدن قبل المهلة النهائية (..) ولكن بلدات اخرى شهدت عمليات عسكريةquot; بما فيها بالاسلحة الثقيلة، وان تلك القوات quot;اصبح لها الان اهداف جديدة (وبعض المدن)لا تزال على مرمىquot; مدافع الاسد.

وطالب انان quot;بتغيير فوري وفعلي في المعدات العسكرية التي تملكها القوات الحكومية في مجمل البلادquot; خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة. ودعا كذلك المعارضة السورية الى quot;تطبيق التزاماتهاquot;، وراى ان تصريحاتها quot;مشجعةquot;.

ورفضت رايس في حديثها مع الصحافة فكرة ان يكون المجلس حدد مهلة جديدة في 12 نيسان/ابريل بعد انقضاء المهلة الاولى. وقالت quot;لا ارى كيف يكون ذلك مهلة جديدة، فالمهلة التي اعطيت للحكومة (السورية) للالتزام بتعهداتها كانت اليومquot;.

واضافت ان انان يعتبر quot;انه لا تزال هناك امكانية امام الحكومة (السورية) للايفاء بالتزاماتها واذا فعلت قبل 12 نيسان/ابريل، فستبقى هناك امكانية لانهاء العنفquot;.

واعتبرت رايس quot;سنصل قريبا الى لحظة الحقيقةquot;، موضحة ان quot;المرحلة التالية تقضي بمضاعفة الضغوط من خلال عمل جماعيquot; يستهدف النظام السوري اذا لم يف بعهوده.

وعدا عن رسالة انان استمع مجلس الامن الثلاثاء الى ملخص عبر الفيديو لمساعد انان جان ماري غيهينو. وسيتحدث انان امام المجلس الخميس للمرة الثالثة منذ بداية مهمته في سوريا في اذار/مارس.

ومع مقتل العشرات الثلاثاء، دعت بعض الدول الغربية الى تحرك دولي جديد بشان سوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان رسالة انان الى مجلس الامن الدولي quot;تثبت وتؤكد الى اي درجة تستخف دمشق بالتزاماتهاquot;.

وقال جوبيه في بيان ان quot;المجتمع الدولي بدأ يلحظ عدم احترام دمشق التزاماتها بخصوص 10 نيسان/ابريل. بشار الاسد كذب على كوفي انان الذي يحظى بدعم كامل من المجتمع الدوليquot;.

وتابع quot;غدا في اجتماع مجموعة الثماني (في الولايات المتحدة)، ساشدد على خطورة الوضع الذي نواجهه. (...) ساصر على ضرورة ان يستخلص مجلس الامن الدولي في 12 نيسان/ابريل جميع تبعات هذا الوضع ويدرس الاجراءات الجديدة اللازمة لفرض وقف العنف وعملية سياسيةquot; في سوريا.

وقال جوبيه ان quot;الوقائع التي نقلها المبعوث الخاص لا لبس فيها. فلم يتوقف اطلاق نيران الاسلحة الثقيلة كما ان الافراج عن المعتقلين السياسيين ضئيل مقابل حجم القمع علاوة على ان دمشق بدات استهداف جيرانها، ناهيك عن ان ما قدم على انه انسحاب ليس الا اعادة انتشار مموهة بالكادquot;.

وشدد الوزير الفرنسي في المقابل على ان quot;المعارضة كانت مستعدة لتطبيق حصتها من الالتزام شرط تطبيق دمشق تعهداتها الاوليةquot;.

ولا يزال اصدار قرار دولي يواجه بمعارضة روسيا والصين اللتين صوتتا بالنقض على قرارين لمجلس الامن يدينان سوريا. الا ان البلدين وافقا على بيان يدعم خطة انان ومهلة العاشر من نيسان/ابريل.

ومن المقرر ان تبدأ المفاوضات فورا في مجلس الامن حول الخطوة التالية.

وتريد بريطانيا من المجلس دراسة اصدار امر ببدء التحقيق في ارتكاب النظام السوري جرائم ضد الانسانية، بحسب وزير الخارجية وليام هيغ.

وقال quot;اذا فشلت العملية، فان بريطانيا مستعدة للعودة الى مجلس الامن الدولي والدعوة مرة اخرى الى رد دولي موحد على هذا التهديد الواضح على السلام والامن الدوليينquot;.

واضاف quot;سنبدأ عملية السعي لاحالة مجلس الامن الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدوليةquot;.

من جانبه قال السناتور الجمهوري الاميركي جون ماكين من احد مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا ان الجهود الدبلوماسية لوقف العنف في سوريا quot;فشلتquot; وان على العالم ان يرسل مساعدات عسكرية للمتمردين لوقف مزيد من القتل.

وقال ان quot;الوضع في سوريا هو نزاع مسلح. هذه حربquot;.