المالكي مع شيوخ ووجهاء من عشائر العراق

في خضم الخلافات بين القادة السياسيين في العراق وفشلهم في الجلوس الى طاولة واحدة كان دعا اليها رئيس الجمهورية جلال الطالباني،أشار رئيس الوزراء نوري المالكي الى امكانية إجراء انتخابات مبكرة في العراق لو طالب الشعب بها.



أمستردام: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن امكانية إجراء انتخابات مبكرة في العراق أمر ممكن لو طالب الشعب بها، مؤكداً على أن العراق لم يعد يحتمل وجود شخص واحد يقوده أو دكتاتور أو قومية واحدة أو حزب واحد.

وأوضح المالكي أن السلطة في العراق تم تداولها أربع مرات منذ العام 2003، ستأتي المرة الخامسة أيضاً من خلال الانتخابات.
واكد المالكي خلال مؤتمر لعشائر العراق بمناسبة (نجاح قمة بغداد) عقد اليوم في العاصمة بغداد: quot;إذا كان هناك خلل في الانتخابات فمن الممكن إعادتها في الدورة اللاحقة أو في انتخابات مبكرةquot;، غير أنه حذر من عدم الالتزام بما يقوله الناس، quot;وعدم الضحك على الشعب العراقي بحيث ينتخبون ثم يتم الالتفاف على إرادتهم وهو التفاف على الدستورquot;.

وبيّن رئيس الوزراء العراقي أن quot;العراق اليوم تمّ فيه تداول أربع سلطات سلميًا وسيتم انتقال وتداول الخامسة أيضًا سلميًا ولا يمكن أن يفرض على الناس إلا ما تمليه عليهم إرادتهمquot;.
واشار المالكي الى وجود سياسيين عراقيين أزعجهم نجاح العراق في تنظيم القمة العربية الثالثة والعشرين التي عقدت في بغداد في التاسع والعشرين من شهر آذار الماضي، بمشاركة 21 دولة عربية ما عدا سوريا، التي لم تدع للحضور بسبب تعليق عضويتها في الجامعة، وحضرها عشرة قادة عرب هم الرئيس العراقي جلال الطالباني، وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، ورئيس جمهورية جزر القمر أكليل ظنين، ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس التونسي محمد المرزوقي، والفلسطيني محمود عباس، والصومالي شريف شيخ أحمد، والسوداني عمر البشير، والرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، والجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، وغاب عنها الملوك العرب وناب عنهم وزراء أو سفراء بلادهم .

وقال: quot;لا ينبغي لأحد أن يغرد خارج السرب العراقي وهكذا أشياء حصلت أيام القمة العربية ولكنها لم تؤثرquot;، داعيًا من يطلق quot;تصريحات نارية الى ضرورة أن يراجع نفسهquot;.
وأضاف: quot;لنختلف بيننا ولكن الذي يحكمنا ضابط الوطن والدستورquot;، داعيًا إلى quot;عدم اللعب على الدستور بحيث يتم التحدث باسمه واستغلاله واستثماره للتلاعب على الحقائق والحقوق والصلاحيات والامتيازاتquot;.
ويشهد العراق خلافات سياسية بين رئيس الوزراء نوري المالكي من جهة، وكل من زعيم القائمة العراقية أياد علاوي ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني من جهة أخرى، ويشاركهما قادة في حزبيهما بينهم نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ونائب رئيس الجمهورية المطلوب للقضاء طارق الهاشمي، بسبب ما يصفونه بالتفرد في اتخاذ القرارات من قبل حزب رئيس الوزراء نوري المالكي حزب الدعوة الاسلامية، وهو ما ينفيه المالكي ومقربون منه.

وفشلت الاطراف السياسية حتى في الاجتماع تحت سقف واحد لحل الخلافات السياسية وفق اجتماع وطني كان دعا اليه رئيس الجمهورية جلال الطالباني قبل أشهر ولم ينجح لحد الآن. بسبب تعاظم الخلافات بين اقليم كردستان والحكومة المركزية مؤخراً. خاصة بعد الهجوم الخطابي العنيف الذي شنه رئيس اقليم كردستان على المالكي على خلفية ايواء الاخير لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الهارب من تهم قضائية تتعلق بالارهاب. وقضية الشركات النفطية في الاقليم والتي يشترط المركزأن تمر كل الاتفاقات، المتعلقة بها،من بغداد، تحت طائلة عدم الاعتراف بأي عقود نفطية يوقعها الاقليم مع أي شركة نفط عالمية.

إضافة الى قضايا المناطق المتنازع عليها بين حدود الاقليم الكردي والمناطق العربية ومخصصات جيش الاقليم (البيشمرغة). ويهدد برزاني بسحب الثقة من المالكي غير أن ذلك يصطدم بتردد عدد من اعضاء القائمة العراقية والعراقية البيضاء (91 مقعدًا برلمانيًا) والتحالف الوطني المكون من دولة القانون (المالكي) 89 مقعدًا، وكتلة الاحرار ( التيار الصدري) 40 مقعداً، وكتل صغيرة تخشى من الاستجابة لتهديدات برزاني تجنبًا لدخول البلاد في أزمة سياسية أكبر.

يذكر أن العراق يشهد نهاية العام الحالي انتخابات مجلس المحافظات التي تعتبر تمهيداً للانتخابات التشريعية في العام 2014 التي يرى متابعون للشأن العراقي أن الاستعدادات لها بدأت منذ الآن من خلال التصريحات بين الاطراف كافة، ولعل أبزرها حتى الآن تصريحات رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني عشية عيد نوروز الكردي في 21 آذار الماضي التي وصف بها المالكي بتفرده بالسلطة، محذرًا من quot;جرّ العراق بإتجاه الدكتاتورية وتفرد زعيمها بالسلطة. وتصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم خلال مؤتمر عشائر العراق التي عبر فيها عن امكانية اجراء انتخابات تشريعية مبكرة في العراق لو طالب الشعب بها.