لندن: أكد مجلس القضاء الأعلى العراقي عدم وفاة أي من أفراد حماية نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي تحت التعذيب موضحا ان الهيئة القضائية المكلفة بالتحقيق معهم تواصل زياراتها للمحتجزين منهم والبالغ عددهم 73 فردًا.

وقال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى عبد الستار البيرقدار في تصريح صحافي تسلمته quot;اإافquot; اليوم الاربعاء انه بعد نشر وسائل الإعلام أمس بياناً لمكتب الهاشمي عن وفاة اثنين من افراد حمايته جراء التعذيب وبعد الرجوع إلى الهيئة التحقيقية القضائية التي تضم تسعة قضاة تبين عدم تعرض أي من الموقوفين البالغ عددهم 73 إلى أي عملية تعذيب أو وفاة.

وأشار إلى أنّ الهيئة القضائية تواصل زيارات إلى الموقف للاطلاع على أوضاع المعتقلين والتأكد من سلامة التوقيف. واوضح أن آخر زيارة للمحتجزين جرت يوم 28 شباط (فبراير) الماضي quot;حيث التقى القضاة بالمعتقلين الذين أكدوا جميعاً بأن التعامل معهم جيد وأنهم لا يتعرضون لأي نوع من الضغط كما أن الشرطة لا تحقق معهم كون هذا الأمر يدخل في اختصاص الهيئة حصراًquot; على حد قوله.

وكان مكتب الهاشمي نائب الرئيس العراقي المتهم بالارهاب والموجود في تركيا حاليا قد وجه امس اتهامات الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بقتل اثنين اخرين من عناصر حمايته المعتقلين نتيجة التعذيب الذي مورس ضدهما. وقال المكتب المؤقت للهاشمي في اقليم كردستان في بيان صحافي انه تأكد لديه quot;التحاق اثنين آخرين من أفراد حماية نائب رئيس الجمهورية بكوكبة الشهداء نتيجة التعذيب الشديد على أيدي مجرمين ينتسبون للأجهزة الأمنيةquot;.

واضاف ان مصادر موثوقة زودت المكتب بما يثبت تعرض كل من الشهيدين (ع. ح )، و ( ع. ا ) إلى التعذيب الشديد لانتزاع اعترافات كاذبة مما أدى إلى وفاتهما. وأشار إلى أنّ وفاة المعتقلين كانت قبيل موعد انعقاد القمة العربية بأيام قليلة حيث لم تعلن الأجهزة الأمنية عن ذلك خوفا من التأثير على أجوائها.

واكد ان الأجهزة الأمنية ما زالت حتى الساعة تتحفظ على جثتيهما في أماكن مجهولة ولا تجرأ على تسليمها إلى ذويهم quot;خشية افتضاح المؤامرة الكبيرة التي يتعرض لها الهاشمي وأفراد حمايته وجميع المعتقلين الأبرياءquot;.

ودعا مكتب الهاشمي رئيس مجلس القضاء ورئيس الادعاء العام ورئيس مجلس النواب ورؤساء اللجان النيابية ذات العلاقة إلى quot;التدخل عاجلا لكشف ملابسات وفاة عامر البطاوي ورفيقيه المغدورينquot;. وابدى استعداده لتزويد اللجنة المختصة بالأسماء كاملة للضحايا.. وطالب بالكشف عن العدد الحقيقي وعن أسماء المعتقلين في قضية استهداف الهاشمي وبيان حالتهم الصحية.

وقال quot;سنقوم بمقارنتها بالمعلومات المتوفرة لدينا، لنثبت للرأي العام وجود سجون سرية تحوي معتقلين يتعرضون إلى أبشع صنوف التعذيب الجسدي والنفسي لإجبارهم على التوقيع على اعترافات غير صحيحةquot;. وحمل مكتب المالكي المسؤولية الجنائية عما حصل مطالبا الادعاء العام بتحريك دعوى قضائية ضده.

وشدد على مجلس القضاء والادعاء العام واللجان الرقابية في مجلس النواب ضرورة عدم الاستهانة وتضييع فرصة مؤاتيه للتحقيق والتمحيص وكشف المستور عن واقع السجون والمعتقلات في العراق quot;وما يحصل فيها من انتهاكاتquot;. وأضاف انquot;أرواح الشهداء الثلاثة ادليل ناصع على كذب كافة التهم والادعاءات المفبركة المنسوبة لنائب رئيس الجمهورية ولحمايته وعلى رئيس مجلس القضاء الاستجابة عاجلا للطلبات المتكررة بنقل الدعوى إلى كردستان أو كركوكquot;.

وكان الهاشمي اتهم السلطات في 23 من الشهر الماضي بالتسبب بوفاة أحد عناصر حمايته إثر تعرضه للتعذيب داخل أحد السجون بعد ثلاثة أشهر على اعتقاله. ويقوم الهاشمي حاليا بزيارة رسمية الى تركيا عقب زيارتين قام بهما الاسبوع الماضي الى قطر والسعودية حيث قال مكتبه انه سيعود الى اقليم كردستان مقر اقامته المؤقتة حاليا بعد ختام جولته الخارجية الحالية. ومن المنتظر ان تتم محاكمة الهاشمي غيابيا في الثالث من الشهر المقبل بتهم اغتيالات وتفجير مفخخات وهي تهم ينفيها الهاشمي بشدة.