quot;إيجابيةquot; وquot;بناءةquot; بهاتين الكلمتين لخص بيان هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا، الذي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، زيارتها إلى موسكو، والتي التقت فيها المسؤولين الروس وصولاً إلى رئيس الدبلوماسية الروسية، سيرغي لافروف.


دمشق، الوكالات: أجرى وفد من المعارضة السورية في الداخل مباحثات quot;بناءة ومثمرةquot; مع المسؤولين الروس في موسكو، بحسب ما افادت هيئة التنسيق الوطنية الاربعاء، مشيرة الى عدم جدوى اي خطوات quot;من طرف واحدquot; في تثبيت وقف النار، والى اهمية quot;جمع المعارضة في ارضية مشتركةquot; للحوار مع السلطة. وجاء في بيان صادر عن الهيئة ان وفد هيئة التنسيق الوطنية quot;يغادر اليوم الاربعاء موسكو بعد مباحثات بناءة وقيمة ومثمرة استمرت ثلاثة ايامquot;.

وقال البيان ان quot;اللقاءات مع المسؤولين الروس كانت فرصة هامة لتبادل وجهات النظر حول الأوضاع في سوريا، وسجل الطرفان وجود قضايا توافق وتفاهم أساسية بينهما خصوصا في ما يتعلق برفض التدخل العسكري الاجنبيquot;.

كما اكد الطرفان، بحسب البيان، quot;حرصهما على عدم فشل مساعي الحل السياسي والانتقال السلمي للديمقراطية رغم وجود معارضين متسترين او واضحين لايجاد حل سياسي سلمي يبعد أهوال العنف والصراعات الأهلية والإقليمية ويفتح الطريق للخيارات السياسيةquot;.

وتناول البحث quot;خطة عملquot; موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان quot;ووسائل انجاحهاquot;. وقالت الهيئة ان النقاش تناول ايضا quot;أهمية ثبات وقف اطلاق النار وعدم جدوى الاجراءات المعلنة من طرف واحد أو اي اجراءات احادية من أي طرف كان في هذه المرحلة التي تحتاج توافقا وطنيا كبيرا على خطوات التغيير والانتقالquot;.

وشدد الطرفان على quot;ضرورة وجود أرضية مشتركة وطنية ديمقراطية ومدنية قوية تجمع أطراف المعارضة في اي عملية تفاوض محتملة في المرحلة الثانية لخطةquot; انان، محذرين من quot;فشل الاحتمالات القاتمة التي يحملها فشل خطة العمل العربية الأمميةquot;.

والتقى صباح اليوم الوفد في مجلس الاتحاد ميخائيل مارغيلوف رئيس مكتب العلاقات الخارجية وعشرة من أعضاء مجلس الشيوخ الروسي. وبدأ الوفد اجتماعاته بلقاء ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط، تبع ذلك اللقاء بألكسي بوشكوف رئيس العلاقات الخارجية في الدوما الروسية.

كما جرى النقاش حول خطة عمل كوفي أنان ووسائل إنجاحها على الأصعدة الدولية والعربية والسورية، والسيناريوهات المحتملة للخروج من حالة الإنسداد السياسي الحالي. وquot;قد تقدم وفد هيئة التنسيق الوطنية بتصوراته للخطوات العملية الضرورية لترجمة وقف إطلاق النار وإبعاد شبح العنف، سواء تعلق الأمر بالعلاقة بين أطراف المعارضة على اختلافها، أو في العلاقة بين المعارضة الوطنية الديمقراطية والدولةquot;.

وتناولت النقاشات مواضيع مثل quot;أهمية ثبات وقف إطلاق النار، وعدم جدوى الإجراءات المعلنة من طرف واحد أو أية إجراءات أحادية من أي طرف كان في هذه المرحلة التي تحتاج توافقا وطنيا كبيرا على خطوات التغيير والإنتقال. كذلك ضرورة وجود أرضية مشتركة وطنية ديمقراطية ومدنية قوية تجمع أطراف المعارضة في أية عملية تفاوض محتملة في المرحلة الثانية لخطة كوفي عنانquot;.

وأكد البيان أن الطرفين المباحثات المشتركة أظهرت quot;اتفاق الطرفين على التأثيرات الكارثية والعقيمة لاستمرار الخيار الأمني العسكري، ووهم إمكانية تحقيق كسب سياسي بالعنف، كذلك الإحتمالات القاتمة التي يحملها فشل خطة العمل العربية الأمميةquot;. وأنه quot;كان هناك توافق واضح على ضرورة أن تكون خريطة الطريق في المرحلة الإنتقالية من أجل سورية ديمقراطية مدنية من السوريين وللسوريين أولا. مع الحرص المبدئي على وحدة التراب الوطني السوري وتماسك الدولة أثناء عملية التخلص من الميراث التسلطي وتعبيراته المؤسسيةquot;.

وتألف الوفد من حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، وعارف دليلة نائب المنسق العام، وهيثم مناع نائب المنسق العام، وصالح مسلم محمد نائب المنسق العام، وطارق أبو الحسن عضو المكتب التنفيذي، وعبد العزيز الخير رئيس مكتب العلاقات الخارجية، وعادل اسماعيل مسؤول هيئة التنسيق الوطنية في موسكو.

روسيا تتهم المعارضة السورية بانها تسعى الى وأد خطة انان

من جانبه، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء المعارضة السورية المسلحة بانها تسعى الى اثارة اعمال عنف لافشال الخطة السلمية التي وضعها كوفي انان. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني ان quot;الذين يريدون ان تفشل خطة انان كثر وذلك لكي يطالبوا باللجوء الى حلول اخرى، وقبل اي شيء الى القوةquot;.

واضاف ان quot;القوى الرئيسية في المعارضة السورية، بما فيها المجلس الوطني السوري، لم توافق رسميا حتى الان على خطة انانquot;. واورد الوزير الروسي quot;شهادات ظهرت في وسائل الاعلام الغربية والتركية مفادها ان المعارضة المسلحة تحاول تنظيم اعمال استفزازية لكي تستأنف اعمال العنف والحصول على ذريعة لوأد خطة انانquot;.

وخلص لافروف الى القول quot;اننا ندعو بالحاح الذين يتمتعون بنفوذ لدى المجموعات المسلحة في المعارضة الى استخدام هذا النفوذ من اجل مصلحة الشعب السوري ومطالبة هذه المجموعات بالتخلي عن اي استفزاز واحترام وقف اطلاق النارquot;.

واعتبر لافروف من جهة اخرى ان مجلس الامن الدولي هو وحده صاحب الصلاحية في تقييم تطبيق خطة انان. وقال quot;نحن قلقون حيال محاولات الاستحواذ على خطة انان (...) بواسطة هيكليات اعلنت نفسها بنفسها مثل مجموعة اصدقاء سورياquot;.

وتابع لافروف يقول ان quot;خطة انان حصلت على موافقة مجلس الامن الدولي، ومجلس الامن يتمتع وحده بتفويض لتقييم تطبيق هذه الخطة على اساس تقارير المراقبينquot;.

وحتى الان رفضت روسيا، حليفة دمشق منذ فترة طويلة، تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، وعطلت مع الصين صدور قرارات عرضت على مجلس الامن الدولي لادانة القمع الذي اودى بحياة عشرة الاف شخص على الاقل منذ عام في سوريا.