واشنطن: قال الرئيس الاميركي باراك اوباما إن رئيسي السودان وجنوب السودان quot;يجب ان يكون لديهما الشجاعةquot; للعودة إلى طاولة المفاوضات وحل مشاكلهما سلميا.

وجاءت تعليقات أوباما بعد ان قال رئيس جنوب السودان سيلفا كير الجمعة إنه أمر قوات بلاده بـ quot;الانسحابquot; من هجليج، بينما قال وزير الدفاع السوداني الجمعة إن القوات المسلحة السودانية quot;حررتquot; المنطقة.
وكان كير قال الجمعة إنه اصدر الامر لجيشه بالانسحاب من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها مع الخرطوم التي سيطرت عليها قوات تابعة لجنوب السودان، في العاشر من ابريل/ نيسان الحالي.
وعلى النقيض من ذلك، قال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين الجمعة ان القوات المسلحة السودانية حررت هجليج.

وقال أوباما: quot;نعلم ما يجب ان يحدث، وهو ان توقف حكومة السودان كافة الاعمال العسكرية، بما في ذلك القضف الجويquot;.
وقال أوباما، موجها حديثه لحكومة جنوب السودان: quot; وعلى حكومة جنوب السودان ايضا انهاء دعمها للجماعات المسلحة داخل السودان، وايقاف العمليات العسكرية عبر الحدودquot;.
وكان التصعيد الحربي والتصعيد اللفظي بين الدولتين ادى الى ظهور مخاوف جدية من نشوب حرب بينهما.

ولم يتضح ما اذا كانت الخرطوم استعادت هجليج بالقوة، أو اذا كان جنوب السودان سحبت قواتها من هناك استجابة للضغوط الدولية.
وقال جنوب السودان انه ما زال مستمرا في سحب قواته، حيث ذكر وزير الاعلام في الدولة الحديثة برنابا ماريال بنجامين لوكالة فرانس برس ان اتمام الانسحاب سيستغرق ثلاثة ايام.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير لمؤيديه في احتفال بالانتصار quot;نحمد الله لنصره ابناءنا وقواتنا وشرطتناquot;.

وانفصل جنوب السودان في يوليو/ تموز الماضي بعد اتفاق سلام ابرم عام 2005 وانهى عقدين من الحرب الاهلية قتل فيها نحو مليون ونصف مليون شخص.
واستولت قوات جنوب السودان على حقل هجليج الشهر الماضي متهمة الخرطوم باستخدامه قاعدة لشن هجمات على أراضيها.
وكانت الأمم المتحدة أدانت استيلاء قوات جنوب السودان على حقل هجليج النفطي.

وقال الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون إن هذا العمل غير مشروع، داعيا جوبا إلى سحب قواتها.
كما انتقد بان الخرطوم أيضا، وقال إنه يتعين على قواتها الوقف الفوري لقصف أراضي جنوب السودان والإغارة عليها، وكذلك الانسحاب من المناطق محل النزاع.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة تفادي اندلاع حرب شاملة بين الخرطوم وجوبا.

ومن جانبها، قالت دولة جنوب السودان في بيان اصدرته الخميس إنها لا تريد دخول حرب مع جارتها الشمالية، مشددة على ان هجليج تعود لها وانها لا تريد للشمال ان يستخدم المنطقة كمنطلق لمهاجمة الجنوب.
وكان الامين العام للأمم المتحدة قدد قال quot;إن الاستيلاء على هجليج يعتبر انتهاكا لسيادة السودان وعملا غير مشروع بما لا يدع مجالا للشك.quot;

واضاف بان quot;وأناشد ايضا حكومة السودان الكف فورا عن قصف اراضي الجنوب وسحب قواتها من المناطق المتنازع عليها.quot;
وكانت دولة جنوب السودان قد قالت إنها لن تسحب قواتها من هجليج ما لم تنشر الامم المتحدة مراقبين في المنطقة.
ومن المقرر ان تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا في القاهرة الاسبوع المقبل لبحث الازمة بين السودان وجنوب السودان.