بيروت: انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع طريقة تصرُف الطرف الآخر (في إشارة إلى فريق 8 آذار) حيال مواجهة محاولة الاغتيال التي تعرض لها من خلال إنكارها، وقال quot;لعلّ هذا الفريق وضع ضغوطاً معينة على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وأوهمه بأنه لا يمكن أن يكون طرفاًquot;.

ولفت جعجع الى ان quot;الجهة المنفذّة هي جهة لديها سوابق في السنوات السبع الأخيرة باعتبار انها عملية غير معزولة في المكان والزمان بل هي حلقة من سلسلة عمليات بدأت مع محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، ومن ثم الرئيس رفيق الحريري، سمير قصير، جورج حاوي، محاولة اغتيال مي شدياق، جبران توينيquot;.

وروى جعجع، وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية تفاصيل محاولة الإغتيال التي حصلت منذ 22 يوماً، وقال quot;لقد كنتُ في الحديقة وسمعتُ اطلاق نار قوي، وقد تبيّن لاحقاً أنها كانت ثلاث رصاصات، انبطحت على الأرض مباشرةً وبقيتُ بهذه الوضعية، ومن ثم تمكنتُ من الذهاب الى مكان أكثر آمناً وقمنا لاحقاً بابلاغ قوى الامن الداخلي ووصل بعدها قاضي التحقيقات الجنائيةquot;.

وحول اعتبار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان ما حصل اطلاق رصاص وليس محاولة اغتيال، أسف جعجع لهذا التصريح quot;ولكنني اعتقد انه كان كناية عن سوء تعبير وليس عن قصد باعتبار ان الرئيس سليمان كان من أوائل المتصلين بي للتهنئة بالسلامة وقال لي عبر الهاتف بأن الأجهزة الأمنية أبلغته مدى جدية المحاولة وأظن ان الرئيس سليمان يُتابع مع المراجع القضائية وتردهُ تقارير أجهزة مخابرات الجيش وقوى الامن الداخلي والأدلة الجنائيةquot;.

وأشار جعجع الى ان quot;الطرف الآخر يحاول مواجهة محاولة الاغتيال من خلال إنكارها، ولعلّ هذا الفريق وضع ضغوطاً معينة على رئيس الجمهورية وأوهمه بأنه لا يمكن أن يكون طرفاًquot;.

وجدد جعجع التأكيد بأن quot;معراب محصّنة أمنياً ولكن كان هناك مجرد ثغرة بسيطة، وهذا دليل على مدى الجهود الحثيثة لدى الفريق الآخر التي وضعها في المراقبة المستمرة، بتقديري على مدى أشهر طويلة كي لا أقول لسنوات، الى أن وجدَ هذه الثغرة الصغيرة باعتبار أنني لا أمر من ذلك المكان الا نادراً ما يدلّ على مدى متابعة هذا الفريق لتنفيذ هذه المحاولة، فهذه الثغرة هي كناية عن مكان صغير وضيق يُمكن أن أُشاهد منه من الجبل المقابل بما أنني لا أجتاز هذا المكان بصورة دائمة اعتبرنا أنه لا يوجد لزوم لتغطية كلّ الجبل من أجل مكان لا أمر به الا لبضع ثوانٍquot;.

وعمّا اذا كان لسوريا يد في محاولة الاغتيال، أجاب quot;أفضّل ألا ألقي الاتهامات جزافاً، لدي فرضية واضحة في رأسي بل هي محاولة على مستوى كبير ولن أذهب في التفاصيل قبل انتظار التحقيقاتquot;.

كما لفت الى ان quot;الجهة المنفذّة هي جهة لديها سوابق في السنوات السبع الأخيرة باعتبار انها عملية غير معزولة في المكان والزمان بل هي حلقة من سلسلة عملياتquot;.

وأسف رئيس quot;القواتquot; من عدم اتصال العماد ميشال عون وحزب الله به وقال quot;هذا دليل على انعدام الحس الإنساني والأخلاقيات السياسية المطلوبة في مثل هذه الظروف، اذ كان بإمكانهم اصدار كلمة او بيان وليس مطلوب منهم الاتصالquot;.

وتابع في السياق عينه quot;ما حاولوا القيام به هو تكذيب محاولة الاغتيال وتسخيفها فقاموا بتوجيه اصابع الاتهام الى أنفسهم، فكانت ردة فعلهم هي الذهول والاسراع الى انكار محاولة الاغتيالquot;.

وفي الشأن السوري اعتبر جعجع quot;ان التاريخ لا يعود الى الوراء وجلّ ما في الأمر هو مسألة وقت، فالتاريخ يملك اتجاهاً معيناً يسير به ولن تنتهي الازمة قبل قيام نظام آخر في سورياquot;، آملاً للرئيس بشار الأسد نهاية سلمية quot;فأنا لا أتمنى الموت لأحد وأن يترك في مرحلة يستطيع ان يبقى فيها حياًquot;.

وعن العجز الدولي تجاه ما يحصل في سوريا، قال quot;لكن في السياسة هناك مجموعة عوامل دفعت المجموعة الدولية الى التصرُف بشكل أبطأ مما هو منتظر وأقل حيوية مما دفع بالأزمة السورية لتكون أطول أزمة من ضمن الأزمات العربية التي وقعتquot;.

ولم يرَ جعجع أي احتمال لوجود ارتدادات سلبية للأزمة السورية على لبنان quot;أكثر من التي حصلت بل ما يمكن ان تكون لها تأثيرات سلبية على لبنان هي الأزمة الايرانية ndash; الغربية التي قد تكون لها ارتدادات مدمرة على لبنانquot;.