مازالت البحرين تشهد تظاهرات بين الحين والآخر

قال رئيس الوزراء البحريني، خليفة بن سلمان آل خليفة، إن المعارضة في بلاده تسعى إلى تحويل البلاد إلى إيران آخر. وأشار الأمير، في سياق ما يتردد عن استمرار تعامل القوات الأمنية بوحشية مع المتظاهرين، إلى أن تلك الاتهامات غير شرعية.


في واحدة من أولى المقابلات التي يجريها مع وسائل إعلام غربية منذ سنوات، دافع رئيس الوزراء البحريني، خليفة بن سلمان آل خليفة، في حديث له مع مجلة دير شبيغل الألمانية، عن الطريقة التي تتعامل من خلالها حكومته مع المعارضة في البلاد.

وأشار أيضاً إلى أنه لن يتسامح مع التدخل الغربي، واتهم المتظاهرين بالسعي وراء تحويل البحرين إلى quot;إيران آخرquot;. وفي مستهل حديثه، عبَّر الأمير عن سعادته البالغة بإجراء سباق فورمولا وان، رغم كل التعليقات السلبية التي سبقت انطلاقه، مشيراً إلى أنه كان متواجداً هناك وشاهد السباق بأكمله، وأنه كان حدثاً سعيداً بالنسبة لكل البحرينيين.

وبخصوص ما يقال عن أن الإصلاحات الحكومية غير كافية أو مؤثرة وأنه غير مهتم بالحوار، أوضح الأمير أن quot;تلك الزمرة حركة من الأشخاص نطلق عليها في العالم الحديث quot;جماعة إرهابيةquot;، وهي مدعومة من جانب إيران وحزب اللهquot;. وأضاف :quot; ما نواجهه الآن هو بالضبط ما يواجهه الأميركيون في ما يتعلق بالنشاط الإرهابيquot;.

وبسؤاله عما إن كان يقارن جماعات معارضة بحرينية جادة مثل الوفاق بالشبكات الإرهابية، أشار الأمير إلى أنه يتحدث تحديداً عن كل من ينادي بالعنف والدمار وعن كل من يحرق إطارات السيارات ويقذف قنابل المولتوف على الشرطة ويروع باقي البلاد.

ومضى الأمير يؤكد على حقيقة انفتاحهم على الحوار، وإن طَالَبَ كل من يقول إنه يرغب في الحوار بأن يتذكر أن مشاركة جميع قطاعات المجتمع البحريني ضرورية لتؤتي تلك الجهود بثمارها. وتابع: quot;ولكن دعيناألا ننسى أننا عرضنا على المعارضة الدخول في حوار من قبل لكنهم لم يكملوا. ولطالما قدم لهم الملك العديد من العروض، لكنهم كانوا يخبروننا في النهاية بأنه يتعين عليهم الانتظار لمعرفة رأي إيران. ونحن نعاني الآن من عنف يومي في شوارعنا. وإن كان لكِ أن تطلبي من الأميركيين أن يتحاوروا مع منظمات إرهابية، كتنظيم القاعدة، فكيف تتوقعين ردة فعلهم ؟quot;.

وبمواجهته أن القاعدة تشن هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة، بينما لا يفعل المتظاهرون شيئاً سوى أنهم يطالبون بالإصلاحات، ردّ الأمير متسائلاً :quot; إصلاحات؟ هذا إن كانت احتجاجاتهم فحسب بشأن الإصلاحات. ودعينا نقول إننا بدأنا الإصلاحات قبل فترة طويلة ndash; قبل أي دولة عربية أخرى. كما أعلن الملك عن رغبته في أن يستمر في تقديم المزيد من الإصلاحات. كما أن لدينا دولة مرفهة ومتطورة للغاية هنا في البحرين تقدم لمواطنيها رعاية صحية وتعليماً مجانياً وتقدم إعانات سكن وبدلات معيشة ndash; وهناك كذلك إعانات بطالة. وأحمِّل من جانبي زعيم المعارضة الديني، عيسى قاسم، مسؤولية كل ما يحدث في البلاد، لاسيما المسؤولية الخاصة بكل من قُتِل. علماً بأن قاسم يتلقى الأوامر والتعليمات من إيرانquot;.

وبسؤاله عن الطريقة التي يمكن أن تحل من خلالها المشادات التي تقع في كثير من الأحيان بين المتظاهرين وبين حكومته، قال الأمير إنهم مُطَالَبون بتطبيق القانون ضد كل من يخرقه. وأضاف :quot; نحن لا نريد سفك دماء في هذا البلد. وقوات الشرطة الخاصة بنا تتواجد هنا فقط من أجل حماية الناس وليس قتلهم أو مهاجمتهم. ورغم الاعتراف بارتكاب أخطاء من جانبنا، إلا أننا بدأنا نعمل على تلافيهاquot;.

وبشأن ما يتردد عن تدهور الحالة الصحية للمعارض البارز، عبد الهادي الخواجة، بعد بدئه إضراباً عن الطعام منذ ما يقارب الـ80 يوماً، أكد الأمير خليفة أن حالته ليست بهذا السوء، كما أن الأطباء الذين يتابعونه يومياً يؤكدون أنه يتناول سوائل، وأن السفير الدنماركي قد زاره مؤخراً وقال إنه راضٍ عن المعاملة التي يلقاها في محبسه.

وعن سبب رفض إطلاق سراحه أو ترحيله إلى الدنمارك، حيث عاش هناك في المنفى لسنوات عدة، قال الأمير إن السلطة التنفيذية في البحرين لا تتدخل في العملية القضائية، موضحاً أنه مواطن بحريني وأن ترحيله إلى الدنمارك يعتبر أمراً مخالفاً للقانون البحريني.

وأشار الأمير، في سياق ما يتردد عن استمرار تعامل القوات الأمنية بوحشية مع المتظاهرين، إلى أن تلك الاتهامات غير شرعية، متسائلاً : quot;كيف تتعامل الشرطة في البلدان الغربية مع التظاهرات غير القانونية والعنيفة ؟quot; - وأضاف في الإطار نفسهأن المعارضة لا تبحث سوى عن ذرائع وتستغل المطالب لنيل المزيد من الحقوق والديمقراطية لتحويل البحرين إلى quot;إيران آخرquot;. وحين أخبرته المجلة بأن المعارضة تطالب برحيله من منصبه من منطلق أنها ستكون الخطوة الأولى نحو وقف التظاهرات، أوضح الأمير خليفة أن أمراً كهذا متروك للملك كي يبت فيه، مضيفاً :quot; مهمتي كانت ولا تزال حماية هذا البلد، وسأفعل ذلك حتى آخر يوم في عمري. لو أن منصبيكان السبب وراء الاضطرابات، لكنت قد استقلت بالفعل العام الماضي. لكن هذه مجرد ذريعة أخرى من المعارضة. وأنا فخور للغاية بالانجازات التي حققتها البحرين والدور الذي ساهمت من خلاله في تحقيق تلك الانجازاتquot;.

واستنكر الأمير ما يقال عن أن توليه منصب رئاسة الوزراء منذ العام 1971 يتعارض تماماً مع الديمقراطية،وقال quot; وماذا في ذلك ؟ فالأنظمة الديمقراطية تختلف تماماً عن بعضها البعض. فالنظام في تايلاند يختلف عن نظيره في روسيا، والشكل المطبق في ألمانيا يختلف عن الشكل المطبق في الولايات المتحدة الأميركيةquot;.

وعن التغيّرات التي طرأت مؤخراً على بعض الدول العربية مثل ليبيا وتونس ومصر، رد الأمير بتساؤل: quot;وهل تعتقد مجلتكمأنني سعيد بما حدث في كل هذه الدول ؟ فهذا ليس quot;الربيع العربيquot;. لأنني أرى أن الربيع يرتبط بالورود والأناس السعداء والحب ndash; وليس بالموت والفوضى والدمار. وكيف تصرفت بريطانيا حين تعرضت البلاد لنسخة quot;الربيع العربيquot; الخاصة بها العام الماضي حين بدأ الشباب في السرقة والمداهمات ؟

وحين أخبرته المجلة بأن الشغب الذي شهدته العاصمة البريطانية، لندن، وغيرها من المدن، لم يكن نتيجة طلب الإنكليز الحصول على المزيد من الحقوق، عاود الأمير ليقول إنه، ولأن الناس في البحرين زعموا أنهم يتصرفون باسم الديمقراطية، لم تبدُ تصرفاتهم بنفس درجة سوء ما حدث في بريطانيا العام الماضي. وبخصوص اعتماد البحرين الكبيرعلى دول الخليج،وكذلك القوات التي تم إرسالها إلى هناك العام الماضي من دول خليجية عدة،قال الأمير:quot; نحن أعضاء في مجلس تعاون دول الخليج العربي، وكان من حقنا أن نطلب المساعدة من حلفائنا. حين دخل الأميركيون العراق وأفغانستان، فإنهم طلبوا المساعدة أيضاً من حلفائهم ولم يقل أحد شيئاً عن ذلك. لكننا نتعرض للانتقادات حينما نفعل أمراً كهذاquot;.