رفع البيت الأبيض الى حد ما غطاء السرية عن حملاته العسكرية في انحاء العالم بطائرات بدون طيار واعترف علنا باستخدام هذه الطائرات لاستهداف اشخاص بدعوى الأمن القومي.

وكانت عمليات quot;القتل المستهدفquot; سرا مكشوفا منذ فترة ولكن لا يُسمح للمسؤولين بالحديث عن هذه الحملات علنا. ودار نقاش محتدم داخل ادارة اوباما حول كشف المزيد عنها ، وطالبت منظمات لحقوق الانسان بتقديم مزيد من المعلومات عنها الى الرأي العام.

واستعرض مستشار البيت الأبيض لمكافحة الارهاب جون برينان يوم الاثنين تفاصيل هذه الحملات التي تنفذها وكالة المخابرات المركزية ـ سي آي أي ـ وقيادة العمليات الخاصة المشتركة ، ودافع عنها مشيرا الى انه بدأ يتحدث عنها لأن الرئيس باراك اوباما اوعز الى معاونيه بأن يكونوا اكثر انفتاحا في مناقشة اهداف هذا البرنامج.
ولاحظ خبراء ان برينان رغم حديثه عن الحملة استخدم لغة حذرة ولم يذكر السي آي أي بالاسم وتناول بدقة معالم الاحتياطات التي تُتخذ في هذه الغارات لتفادي وقوع ضحايا مدنيين.

وكان اوباما قدم في كانون الثاني/يناير مرافعة علنية واسعة دفاعا عن الحملات العسكرية الاميركية بطائرات بدون طيار قائلا انها لم تسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين بل استُخدمت بدقة لاستهداف ارهابيين. ولكن المسؤولين ظلوا صامتين حتى بعد هذا الدفاع.

ويحجم بعض المسؤولين عن رفع ورقة التوت عما تبقى من سرية في هذه الحملات غير مقتنعين بأن الاعتراف العلني سيهدئ الجوقة المتنامية من الأصوات المعارضة. كما يذهب البعض في اجهزة الاستخبارات الى ان الاعتراف العلني يخلق سابقة للكشف عن برامج سرية أخرى ويزيد من صعوبة تنفيذ العمليات الجارية حاليا وفي المستقبل.

ولكن مسؤولين في وزارة الخارجية والبنتاغون والسي آي أي يقولون ان الانفتاح يمكن ان يتيح للحكومة ان تتصدى بقوة للاتهامات القائلة ان عشرات المدنيين قُتلوا في هذه الغارات.

وشدد برينان على ان الطائرات بدون طيار تمنح الحكومة قدرة استثنائية quot;للتمييز بصورة اشد فاعلية بين ارهابي من القاعدة ومدنيين ابرياءquot;. واضاف ان الولايات المتحدة لا تنفذ هذه الغارات بخفة بل لديها عملية مراجعة صارمة بشأنها.

وذهب برينان الى ان الولايات المتحدة لا تستخدم القوة إلا حين لا يكون خيار القاء القبض على المستهدف متيسرا ولا تضرب إلا ارهابيين يشكلون تهديدا مستمرا للولايات المتحدة.

وقال باحثون مختصون بالأمن القومي انهم لا يتوقعون ان تمضي الادارة ابعد في تناول غارات محدَّدة. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن روبرت تشيسني استاذ القانون في كلية القانون بجامعة تكساس ان الادارة quot;تحاول ان تُلقي اكبر ما يمكن ان تلقيه من الضوء دون ان تلقي كثيرا من الضوءquot; على هذه العمليات.
وكان اتحاد الحريات المدنية الاميركي قدم في شباط/فبراير دعوى في نيويورك طالبا الاطلاع على وثائق قانونية رسمية تبرر برنامج القتل المستهدف. وقبل ايام طلب محامو وزارة العدل تمديد الوقت للرد قائلين quot;ان موقف الحكومة قيد الدرس على اعلى مستويات السلطة التنفيذيةquot;.

وكانت الحكومة الباكستانية استنكرت يوم الاثنين غارة نفذتها يوم الأحد طائرة بدون طيار وقال مسؤولون ان اسلام آباد تفكر في الانسحاب من قمة حلف الأطلسي في شيكاغو هذا الشهر احتجاجا. ومن المقرر ان تبحث الدول المشاركة في القمة التي تُعقد في 20 و21 ايار/مايو خفض القوات الدولية في افغانستان وانسحابها بحلول عام 2014.

وكانت غارة الأحد اصابت مدرسة بنات مهجورة في منطقة شمال وزيرستان القبلية التي ينطلق منها مسلحون لتنفيذ هجمات ضد القوات الاميركية في افغانستان.