أميركا أرسلت الى قاعدة في الإمارات مقاتلات اف 22 |
يقوم الجيش الأميركي بدراسة إجراء تغييرات جذرية على خططه الحربية، خاصة في ما يتعلق باحتمالية الحرب مع ايران، واتخاذ الاحتياطات اللازمة. وأعلن مسؤولون أميركيون، أن سلاح الجو الأميركي أرسل مقاتلات اف ـ 22 الى قاعدة في الإمارات على الضفة الأخرى من الخليج قبالة ايران.
لندن: يدرس الجيش الأميركي إجراء تغييرات جذرية في خططه الحربية لتنفيذ توجيهات أوباما الاستراتيجية التي تقلل من الاهتمام بالتحضير لنزاعات مثل حروب العراق وحرب أفغانستان، وتراهن على الحلفاء للمساهمة بقوات إضافية.
ويشكل التخطيط الحربي المتعلق بايران السيناريو الأشد إلحاحا أو ما تعتبره وزارة الدفاع التخطيط تحسّبًا لحرب مع ايران، بحسب صحيفة واشنطن تايمز ناقلة عن مصدر مطلع على النقاشات الجارية في هذا الشأن، ان قيادة القوات الأميركية في المنطقة الوسطى تعتقد انها قادرة على تدمير قوات ايران التقليدية أو إضعافها بدرجة كبيرة في غضون ثلاثة أسابيع تقريبا، بالاعتماد على الضربات الجوية والبحرية.
ويمكن اللجوء الى هذا الخيار ردا على هجمات ايرانية، تستهدف السفن الأميركية والدولية في الخليج، وعلى محاولات غلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يُنقل عبره نحو 20 في المئة من نفط العالم.
وتعمل وزارة الدفاع الأميركية على زيادة قواتها تدريجيا في الخليج. ولديها الآن حاملتا طائرات في المنطقة وتدفع بمزيد من سفن ومروحيات كشف الألغام.
في غضون ذلك أعلن مسؤولون أميركيون، إن سلاح الجو الأميركي ارسل مقاتلات اف ـ 22 الى قاعدة في الامارات على الضفة الأخرى من الخليج قبالة ايران.
ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن الناطق باسم قيادة القوات الأميركية في المنطقة الوسطى تي. جي. تايلور أن هذه القوات تخطط لكل الاحتمالات ثم تقدم الخيارات المتاحة الى الرئيس. واضاف quot;نحن نتلقى تعليماتنا من وزير الدفاع ومن مسؤولينا المدنيين في واشنطن وهذه هي التعليمات التي ننفذهاquot;.
وقالت مصادر البنتاغون إن الولايات المتحدة سترد على أي غزو تتعرض له كوريا الجنوبية من الشمال بقوة جوية وبحرية ساحقة وتترك القسم الأعظم من القتال البري لجيش كوريا الجنوبية.
ويواصل الجيش الاميركي خفض قواته البرية التي ستكون مطلوبة في أي نزاع كبير، وهو يراهن على تقدم الحلفاء لسد النقص. كما انه يزيد عدد الأيام التي ستكون متاحة للبدء بخوض حرب والتصدي لمعتدٍ في منطقة أخرى.
وكان الرئيس اوباما قدم في كانون الثاني (يناير) استراتيجيته العسكرية الجديدة التي تعتمد على بناء قوات أصغر حجما لكنها أسرع حركة مع التركيز على القوة الجوية والبحرية في منطقتين هما منطقة المحيط الهادئ ومنطقة الخليج. وقدم اوباما الوثيقة قبل شهر على إعلان البنتاغون مشاريع للتعامل مع التخفيضات البالغة 487 مليار دولار في الانفاق العسكري خلال السنوات العشر المقبلة. والسمة البارزة في هذه المشاريع التي تهدف الى الاقتصاد في النفقات بسبب التخفيضات هي تقليل حجم القوات البرية بواقع 90 الف جندي من القوات البرية ومشاة بحرية.
وتعدد توجيهات اوباما في الاستراتيجية الجديدة عشر مهمات للقوات المسلحة. ولاحظ محللون ان مهمة التصدي للحركات المسلحة كما في حالتي العراق وافغانستان، تمثل مؤشرا بالغ الدلالة الى ما سيمتنع الجيش عن عمله وما سيكون من صلب عمله.
وتقول توجيهات اوباما إن تشديد الولايات المتحدة سيكون على الوسائل غير العسكرية، والتعاون بين جيش وجيش لمعالجة عدم الاستقرار وتقليل الحاجة الى زج قوات أميركية كبيرة في عمليات هدفها اشاعة الاستقرار. quot;ومع ذلك ستكون القوات الأميركية مستعدة لتنفيذ عمليات هدفها مكافحة الحركات المسلحة وعمليات أخرى لتحقيق الاستقرار عند الضرورة عاملة مع قوات ائتلاف كلما كان ذلك ممكناquot;.
وتتابع التوجيهات quot;ان القوات الأميركية لن تكون بعد الآن بالحجم المطلوب لعمليات مديدة واسعة النطاق هدفها بسط الاستقرار بل سنطور كلما أمكن، معالجات تجديدية منخفضة التكاليف بوجود عسكري صغير على الأرض لتحقيق اهدافنا الأمنيةquot;.
وقال سياسيون محافظون إن استراتيجية اوباما محفوفة بالمخاطر في افتراضاتها القائلة ان الولايات المتحدة لن تواجه حربا برية مديدة وتستطيع الاعتماد على أعداد كبيرة من قوات الحلفاء إذا حدث ذلك.
ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن جيمس كارافانو المحلل العسكري في مؤسسة هيريتيج quot;ان ما نفعله الآن هو التخلي عن اي سيناريوهات تتطلب استخدام قوات على الأرض فترة طويلةquot;.
وجاء في تحليل اجرته خدمة ابحاث الكونغرس quot;ان التوجيهات تدعو، كما يبدو في الظاهر، الى عمل اقل بموارد أقل... وهي تشتمل على استعداد لمواجهة خطر أكبر دون تحديد نطاق هذا الخطر وحجمه، لإنجاز مهمات متزامنةquot;.
ويقول وزير الدفاع ليون بانيتا ان التوجيهات الاستراتيجية ستؤدي الى قوة quot;اصغر وأرشقquot;، quot;سريعة، مرنة ومتطورة تكنولوجياً... وستكون القوة المشتركة مستعدة لمواجهة عدوان في أي مكان من العالم وهزمهquot;.
وقال متحدث باسم رئيس هيئة أركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي quot;ان الجنرال يعقد سلسلة من الندوات لبحث استراتيجية اوباما وكيف ستُعد القوات المسلحة خلال السنوات الخمس المقبلة لتنفيذهاquot;.
وعقد الجنرال ديمبسي اجتماعين لبحث الاستراتيجية مع رؤساء اركان الجيوش الأميركية وقادة الوحدات القتالية وسيعقد اجتماعا ثالثا هذا الشهر.
وقال الكولونيل ديفيد لابمان من مشاة البحرية ان فرضيات طُرحت بشأن القدرات والتكنولوجيات والسياسات المتغيرة للأعداء والحلفاء على السواء في عام 2017 ، مع إلقاء نظرة عامة على جوانب العرض والطلب المتعلقة بقواتنا في العالم عام 2017quot;.
وأضاف الكولونيل لابمان quot;اننا نختبر فرضياتنا ونجرب افكارنا. وكما هو متوقع فاننا خرجنا بالعديد من المسائل التي يتعين تدارسها في ندوات لاحقةquot;.
التعليقات