انتقد علي اكبر جفنفكر الذي يعتبر من اقرب حلفاء الرئيس أحمدي نجادوالناطق غير الرسمي باسمه ، موقف ايران الحالي من المحادثات النووية. وقال جفنفكر إن المفاوضين الايرانيين كانوا في السابق يتجاهلون بكل بساطة قرارات الأمم المتحدة. والآن، يقف سعيد جليلي كبير المفاوضين لالتقاط صورة مع آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي.


انتقد احد حلفاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد محادثات الجمهورية الاسلامية مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي في مؤشر الى تزايد شعور الرئيس بالاحباط لتهميشه في المفاوضات النووية.

ورغم ان احمدي نجاد لم يكن ذات يوم صانع قرار في الملف النووي الذي يتولى مسؤوليته بلا منازع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي فانه سعى الى اقتطاع دور مباشر لنفسه في مفاوضات سابقة.

ولكن الجولة الجديدة من المفاوضات التي بدأت في اسطنبول وتُستأنف في بغداد في 23 ايار/مايو تأتي في وقت يحتدم الصراع على السلطة بين احمدي نجاد وخامنئي في معركة أضعفت موقع الرئيس الايراني.

وانتقد علي اكبر جفنفكر الذي يعتبر من اقرب حلفاء الرئيس والناطق غير الرسمي باسمه ، موقف ايران الحالي من المحادثات النووية. وقال جفنفكر يوم الاثنين ان المفاوضين الايرانيين كانوا في السابق يتجاهلون بكل بساطة قرارات الأمم المتحدة. والآن يقف سعيد جليلي كبير المفاوضين لالتقاط صورة مع الليدي آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي في استعراض اشار جفنفكر الى ان الهدف منه ارسال اشارات ايجابية الى الأسواق الايرانية المتلهفة على تخفيف العقوبات.

كاثرين اشتون المفوضة العليا للشؤون الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي مع سعيد جليلي

ويتصرف جليلي بناء على اوامر مباشرة من المرشد الأعلى فيما تعج طهران بالتكهنات القائلة انه مخول بالتوصل عن طريق المفاوضات الى حل وسط يحقق لايران قدرا من تخفيف العقوبات الدولية.

وكان الفرقاء كافة وصفوا مفاوضات الجولة الأولى في اسطنبول الشهر الماضي بأنها اكثر ايجابية بكثير من الجولات السابقة. وفي اجتماع بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا يوم الاثنين اشارت الوكالة الى انها ستطالب طهران بالسماح لمفتيشها بدخول منشأة عسكرية تشتبه في أن فيها حجرة لاختبار تفجيرات كبيرة قد تُستخدم لانتاج قنبلة نووية. وثمة مخاوف في طهران من ان مثل هذه الشروط ستحد من فرص النجاح في المفاوضات.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن محللين في العاصمة الايرانية ان ضعف الاقتصاد اقنع مسؤولين كبارا في النظام بأن الحل الوسط مطلوب في المفاوضات النووية. ولكن جفنفكر قال إن تأثير العقوبات الدولية على الاقتصاد تأثير مبالغ فيه. وكتب في صحيفة quot;ايرانquot; الرسمية quot;اننا بسبب السلوك الغادر لبعض الشخصيات والتيارات [السياسية] في الداخل وصلنا الى نقطة يُربط فيها اقتصاد البلاد القوي والمستقل بمحادثات اسطنبول التي هي ليست بتلك الأهميةquot;.

ويأتي دفاع خفنفكر عن الاقتصاد في وقت يواجه الرئيس احمدي نجاد انتقادات بسبب ارتفاع معدل التضخم وضعف النمو.

إذ هبطت قيمة الريال الايراني بنسبة 30 في المئة تقريبا منذ كانون الأول/ديسمبر ولكنه استعاد 14 في المئة من قيمته المفقودة منذ انتعاش الآمال بتحقيق اختراق مع انطلاق محادثات اسطنبول الشهر الماضي. ولكن هبوط قيمة العملة أذكى التضخم الذي قال البنك المركزي ان معدله بلغ 21.8 في المئة ولكن اقتصاديين يعتقدون انه ضعف الرقم الرسمي.

وقبل ايام اعلن الرئيس احمدي نجاد الذي قال ان معدل التضخم 6 في المئة فقط ان quot;مؤامرة داخلية وخارجية مشتركةquot; تقف وراء تقلبات العملة في اشارة الى ان المسؤولين عن هذا التقلب هم اولئك الذين يريدون اضعاف موقف ايران في المفاوضات النووية.

وقال محللون سياسيون ان ارتفاع معدل التضخم واحتمالات المواجهة العسكرية مع اسرائيل هي التي دفعت ايران الى استئناف المفاوضات مع القوى الدولية. وعقد دبلوماسيون اجانب في طهران مقارنة بين التوتر الحالي والسنوات الأخيرة من الحرب الايرانية ـ العراقية في الثمانينات عندما أُجبرت ايران على القبول بوقف اطلاق النار. ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن دبلوماسي آسيوي كبير في طهران انه quot;طالما كان معدل التضخم بمرتبة الآحاد أو في حدود 10 الى 15 في المئة ، استمرت ايران في القتال مع العراق ولكن عندما قفز المعدل الى اكثر من 20 في المئة وبدت الولايات المتحدة مستعدة للقيام بعمل عسكري ، قبل النظام بوقف اطلاق النارquot;.

وتوقع الدبلوماسي مزيدا من تردي الوضع الاقتصادي إذا مضى الاتحاد الاوروبي قدما بحظره على استيراد النفط الايراني الذي من المقرر ان يدخل حيّز التنفيذ ابتداء من تموز/يوليو. وتأثر الاقتصاد الايراني بالعقوبات الاميركية ضد البنك المركزي الايراني متسببة بتأخر وصول عائدات النفط الى الخزانة الايرانية.

وأكدت مناورات احمدي نجاد السياسية الأخيرة التكهنات القائلة إنه ليس راضيا عن المفاوضات النووية. فقبل ثلاثة ايام على محادثات اسطنبول في نيسان/ابريل زار احمدي نجاد جزير ابو موسى المتنازع عليها مع الامارات العربية ليعيد اشعال معركة قديمة مع الجيران ويثير ما يقول كثير من المحللين انها توترات لا داعي لها في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة.