فيينا: تستأنف الاثنين في فيينا المحادثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران التي يشتبه بانها تسعى لاقتناء السلاح النووي، على امل احراز تقدم في نهاية المطاف قبل لقاء اساسي مع الدول الكبرى في بغداد في 23 ايار/مايو.
والاجتماع الذي سيستمر يومين في ممثلية ايران الدائمة لدى الامم المتحدة، سيشكل اختبارا للنوايا الايرانية كما قال دبلوماسيون غربيون وخبراء.
وقال برونو ترتريه المسؤول عن الابحاث في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية لوكالة فرانس برس ان القيام quot;ببادرة واضحة بشأن موقع بارتشين العسكري على سبيل المثال سيوفر مناخا ايجابيا لبغدادquot;.
وتشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان هذا البلد قام في هذا الموقع الواقع شرق طهران بتجارب تفجير تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، الامر الذي تنفيه ايران.
وكان فريق مفتشين من الوكالة اكد انه لم يسمح له بدخول هذه القاعدة العسكرية في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، ما ادى الى تجميد المحادثات.
وسيكون موقع بارتشين مجددا في صلب النقاشات في فيينا كما صرحت مصادر دبلوماسية، لكن لا شيء يدل على ان ايران مستعدة للتساهل في هذا الملف. وسيقود المدير العام المساعد البلجيكي هرمان ناكيرتس مجددا وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واثناء منتدى اخير عقد في سان غال بسويسرا صرح المدير العام للوكالة الياباني يوكيا امانو ان الدخول سريعا الى هذه القاعدة يشكل quot;اولويةquot;.
وكان امانو المح في اذار/مارس الى ان ايران قد تكون بصدد محو كل اثر نشاط نووي في بارتشين، وهو تلميح وصفته الجمهورية الاسلامية بquot;الدعايةquot;.
ونشر معهد العلوم والامن الدولي في الثامن من ايار/مايو على موقعه الالكتروني صورا التقطت بالقمر الصناعي يعود تاريخها الى مطلع نيسان/ابريل وتظهر انشطة حول حاوية قد تكون اجريت فيها التجارب، ما يبعث على الاعتقاد بان عملية تنظيف قد تكون جارية.
واعتبر مركز الدراسات الاميركي هذا انه quot;على ايران ان تسمح على الفور لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول هذا المبنىquot; وان تعطي ايضاحات عن هذه النشاطات.
وبوجه عام تريد الوكالة التوصل الى اتفاق مع ايران حول ما تسميه quot;مقاربة منتظمةquot; تهدف الى حل جميع النقاط العالقة في ما يخص اي بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الايراني.
وقد اثيرت هذه المسائل في تقرير للوكالة تضمن انتقادات في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقدمت فيه جملة عناصر تشير الى ان ايران كانت تعمل على صنع السلاح الذري حتى 2003، وربما بعد ذلك، الامر الذي نفته ايران مجددا وبشكل قاطع.
وقال ماتياس كونتزل الخبير في العلوم السياسية في هامبورغ والمتخصص بشؤون الشرق الاوسط لوكالة فرانس برس quot;لا استبعد امكانية ان تسمح ايران للخبراء quot;بزيارة بعض الاقسام المحدودة من بارتشينquot;.
واضاف quot;لكن ذلك لن يكون سوى نجاح خادع للتحضير (...) لنجاح خادع جديد في بغدادquot;.
وقبل استئناف اتصالات اعتبرت ايجابية في نيسان/ابريل في اسطنبول، يتوقع ان تدخل مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) وايران في صلب الموضوع في 23 ايار/مايو في بغداد.
وقالت طهران خصوصا انها ستكون مستعدة بشروط للموافقة على التخلي عن تخصيب اليورانيوم حتى 20%، وهو موضوع خلافي مع القوى العظمى.
وذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز ان الولايات المتحدة قد تفكر بالقبول بان تقوم البلاد بالتخصيب بدرجة ضعيفة لانتاج الكهرباء.
وتجدر الاشارة الى ان تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% يمكن ان يدخل في تركيبة السلاح الذري.
وتواجه ايران ستة قرارات صادرة عن الامم المتحدة بشأن برنامجها النووي، اربعة منها مرفقة بعقوبات خصوصا لانشطتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.
التعليقات