فيينا: للمرة الثانية في اقل من شهر، ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران بعثة توصف بأنها quot;الفرصة الاخيرةquot; لتوضيح طبيعة البرنامج النووي الايراني، الذي يشتبه الغرب في أنه يخفي جانبًا عسكريًا، وتنفي طهران ذلك.

وستغادر البعثة الرفيعة المستوى برئاسة مساعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وكبير المفتشين البلجيكي هرمان ناكيرتس فيينا الى طهران مساء الاحد، وستمكث في ايران حتى 21 شباط/فبراير.

وخلافا لزيارتها السابقة يتوقع ان تطلب بعثة الوكالة هذه المرة زيارة مواقع نووية مثيرة للجدل، خصوصًا الموقع الذي تشتبه فيه الوكالة الأممية في قاعدة برشيم النووية. وكان هرمن ناكيرتس وصف المهمة السابقة من 29 الى 31 كانون الثاني/يناير الماضي بـquot;الجيدةquot;، لكنه اكد انه لا يزال هناك quot;الكثير من العمل المتوجب انجازهquot;.

ولوضع اكبر قدر من الفرص بجانبه، قام المدير العام للوكالة الدولية للطاقية الذرية الياباني يوكيا امانو ببادرة رمزية تجاه طهران بتوجهه للمرة الاولى الى الحفل لمناسبة العيد الوطني الايراني في فيينا، وهي بادرة لاقت استحسان وتقدير الدبلوماسيين الايرانيين.

لكن الغربيين عبّروا بصوت وزير الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن تفاؤل حذر، خصوصًا بسبب الرد الايجابي من قبل ايران على اقتراح مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين اضافة الى المانيا) لاستئناف المحادثات المتوقفة منذ كانون الثاني/يناير 2011 في اسطنبول بتركيا.

وقالت كلينتون انها quot;بادرة مهمةquot;، فيما تحدث جوبيه عن quot;بداية انفتاحquot;، واصفا في الوقت نفسه جواب طهران بانه quot;غامضquot;. وفي صلب الخلاف المستمر مع الجمهورية الإسلامية يوجد quot;بعد عسكري محتملquot; في البرنامج النووي الايراني، كما اشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريره الاخير في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

وقالت الوكالة الدولية في تقريرها ان لديها معلومات استخباراتية quot;موثوقةquot; تشير الى ان ايران قامت بأعمال تهدف الى بناء رؤوس حربية نووية. الا ان طهران نفت ذلك جملة وتفصيلا.

وكان نشر ذلك التقرير ادى الى ممارسة مزيد من الضغوط الدولية بالرغم من معارضة روسيا والصين في مجلس الامن الدولي والى عقوبات غربية تستهدف الصناعة النفطية الايرانية والمصرف المركزي الايراني. وهذه العقوبات تضاف الى اربع رزمات من العقوبات الاقتصادية والمالية قررتها الامم المتحدة منذ 2007.

واثار بدء انتاج اليورانيوم المخصب في موقع فوردو ايضا quot;القلقquot; في روسيا والصين، ودعت موسكو وبكين ايران إلى quot;التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

لكن بالرغم من الانتقادات واصلت ايران برنامجها النووي. وهكذا اطلقت طهران انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في فوردو (جنوب غرب) في موقع مخفي تحت جبل يصعب مهاجمته، مقتربة بذلك من عتبة اليورانيوم المخصب بنسبة 90% التي تسمح بصنع قنبلة ذرية.

وفي 15 شباط/فبراير الحالي كان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حاضرًا لدى وضع اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في الخدمة في مفاعل الابحاث، واعلن ان ايران رفعت عدد اجهزة الطرد المركزي من ستة الاف الى تسعة الاف.

وقال ان العلماء الايرانيين صنعوا جهازا جديدا للطرد المركزي من quot;الجيل الرابعquot; اقوى من الاجهزة الموجودة بثلاث مرات. كما امر ببناء اربعة مفاعلات ابحاث جديدة لانتاج نظائر مشعة لمرضى السرطان.

اما اسرائيل القوة النووية الوحيدة -غير المعلنة- في المنطقة فتبقي من ناحيتها الغموض بشأن احتمال شن هجوم جوي على المنشآت النووية الايرانية.