إعادة انتخاب غليون تأكيد على استمرار انقسام المعارضة |
أعاد المجلس الوطني السوري انتخاب رئيسه برهان غليون، في خطوة توقع المراقبون أنها ستزيد من انقسام المعارضة السورية، بعد انتشار أحاديث تؤكد تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين داخل المجلس في اتفاق لتقاسم النفوذ يقدم غليون واجهة علمانية ليبرالية لمعارضة يهيمن عليها إسلاميون.
لندن: أعاد المجلس الوطني السوري يوم الثلاثاء انتخاب برهان غليون رئيسا للمجلس ثلاثة أشهر أخرى، في تصويت وصفه مراقبون بالمثير للجدل متوقعين ان يزيد الانقسامات في صفوف المعارضة تفاقما ويعرقل المساعي الرامية الى توسيع الدعم الدولي للانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقرر المجلس الوطني السوري تمديد رئاسة غليون (67 عاما) الذي قاد المجلس منذ ايلول (سبتمبر) بعد أيام من المفاوضات بين اعضائه في روما وجنيف.
وانتقد ناشطون في المعارضة انتخاب غليون قائلين إنه يرأس مجموعة من القادة الذين عيّنوا أنفسهم بأنفسهم في الخارج، حيث يعيشون حياة تزداد انقطاعا عن كفاح المحتجين ومعاناتهم في الداخل. ويذهب هؤلاء المنتقدون الى أن غليون متحالف بقوة مع جماعة الاخوان المسلمين في المجلس.
جاء انتخاب غليون في وقت انفجرت عبوة ناسفة امام موكب للمراقبين الدوليين في بلدة خان شيخون قرب حماة. وأُصيبت ثلاث من سيارات الأمم المتحدة بأضرار في الهجوم من دون إصابات بين المراقبين أنفسهم. وقال ناشطون إن الانفجار وقع بعدما أطلقت قوى الأمن السورية النار على جنازة في البلدة وقتلت 20 مشيعا على الأقل.
وتنافس غليون، وهو سني من مدينة حمص معقل المعارضة ضد الأسد، مع جورج صبرة، المسيحي الذي كان العديد من اعضاء المجلس الوطني السوري يراهنون على فوزه لتقديم تطمينات الى أقليات سوريا الدينية. وأعلن غليون في مقابلة تلفزيونية يوم الثلاثاء أن المجلس سيواصل العمل على تمثيل الشعب السوري بكل مكوناته القومية والمذهبية.
وكانت الخلافات داخل المجلس الوطني السوري والانقسامات الأوسع بين فصائل المعارضة، دفعت الجامعة العربية الى إرجاء مؤتمر كان من المقرر عقده في القاهرة هذا الاسبوع، للقيام بمحاولة جديدة لتوحيد المعارضة.
ولاحظ مراقبون ان ناشطين في انحاء سوريا أخذوا منذ اسابيع يرفعون لافتات تقول quot;المجلس الوطني السوري لا يمثلنيquot; منتقدين المماحكات والصراعات داخل المجلس التي تسببت بانسحاب معارضين معروفين منه.ويحتج اعضاء سابقون في المجلس على ما يسمونه استئثار الاخوان المسلمين بالنفوذ على حساب الفصائل الستة الأخرى.
ويقول هؤلاء المنتقدون ان الاخوان المسلمين متحالفون مع غليون في اتفاق لتقاسم النفوذ يقدم غليون واجهة علمانية ليبرالية لمعارضة يهيمن عليها اسلاميون.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن فواز تيلو المعارض المعروف الذي غادر سوريا هذا العام quot;ان المجلس الوطني السوري جثة يعمل المجتمع الدولي كله باستماتة على بعث الروح فيهاquot;. واضاف تيلو انه كان يعتزم الاستقالة من المجلس يوم الثلاثاء، قائلا إنه فشل في إعادة هيكلة نفسه ليصبح أوسع تمثيلا وأكثر شفافية وديمقراطية.
أثرت هذه السمعة التي نالها المجلس الوطني السوري سلبًا في الجهود الدولية لتحويله الى مجلس انتقالي، له قيادة مسؤولة ومصداقية في الشارع تشعر الحكومات بارتياح أكبر في دعمه، على حد تعبير صحيفة وول ستريت جورنال.
وأسفرت هذه الثغرة في القيادة، عن انبثاق شبكات من الناشطين السلميين والمسلحين على السواء في أنحاء سوريا مع رعاة لها في الخارج. ويرى مراقبون ان التفجيرات الأخيرة تهدد بأن يخطف المتطرفون حركة الاحتجاج التي بدأت سلمية.
في غضون ذلك تظاهر محتجون يوم الثلاثاء في بلدة بنيش قرب الحدود التركية مرددين هتافات ضد quot;المحتجين في الفنادقquot; في اشارة الى اعضاء المجلس الوطني السوري.
ويقول أعضاء في المجلس إن ناشطيه أمضوا عام 2011 في مطالبة الحكومات الغربية والعربية بالمال والسلاح والدعم السياسي، من دون ان يحققوا اكثر من الاعتراف بالمجلس مظلةً للمعارضة.وتركز غالبية الحكومات الغربية الآن على خطة الأمم المتحدة التي تدعو الى تسوية سياسية بين الأسد والمعارضة.
التعليقات