بعدما أخضع فريق من علماء الإحصاء نتائج الانتخابات الروسية التشريعية والرئاسية للتمحيص، اتضح أن الأرقام التي أعلنت على أساسها النتائج محض خيال يتحدى قواعد الرياضيات. وقال هؤلاء إن أعضاء لجنة فرز النتائج إما جهلاء بالحساب أو أنهم ألقوا به في سلة المهملات.


بوتين يذرف دموع الفرح بانتصاره

صلاح أحمد: جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية الروسية إما كتتويج لتزوير لم يألُ صاحبه مجرد الجهد الأدنى لتخبئته، أو كنتاج منطقي لأنماط من الاقتراع، تناقض قوانين الإحصاء والرياضيات، وفقًا لما خرجت به دراسة غربية الجمعة.

وكان رجل روسيا القوي، فلاديمير بوتين، قد أعلن خلال حملته الانتخابية قبل شهرين إن انتخابات نزيهة وعادلة ستأتي بنتيجة لمصلحة عودته الثالثة إلى سدة الكرملين... وهو ما حدث بالطبع. لكنّ بحثًا أجراه ثلاثة من علماء الإحصاء في laquo;إمبيريال كوليدجraquo;، لندن، لا يتفق مع عبارة laquo;نزيهة وعادلةraquo; هذه، لأن النتائج laquo;على النحو الذي أعلنت به تخالف العقل والمنطقraquo; كما نقلت عنهم laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية.

بين أشياء أخرى، نظر هؤلاء الباحثون في عدد الأصوات التي فاز بها كل حزب ومرشح في الانتخابات الرئاسية، وفي التشريعية التي أجريت في ديسمبر / كانون الأول الماضي. ووجدوا أنه إذا فاز مرشح بعشرين في المئة من أصوات دائرة انتخابية في الظروف العادية، فإن بقية الأصوات يجب أن تكون في laquo;محيطraquo; هذا الرقم، وتأتي إجمالاً إلى مجموع 100 في المئة.

كان هذا الترتيب الطبيعي صحيحًا في ما يتعلق بالأحزاب والمرشحين الآخرين. لكنّ بوتين وحزبه laquo;روسيا المتحدةraquo; كسرا هذا المنطق البسيط. فبدلاً من محيط واحد حول عدد الأصوات التي حصل عليها بوتين، اتضح أن طريقة الإحصاء خلقت خمسة محيطات إضافية حول النسبة التي نالها، لأن هذه صارت خمس نسب، تجد قممها في الآتي بالتحديد: 75 في المئة و80 في المئة و85 في المئة و90 في المئة و95 في المئة.

هكذا صار إجمالي النسب يتجاوز الـ100 في المئة مرارًا. ويقول الباحثون إن هذا حدث، إما بسبب أن القائمين على إحصاء الأصوات يجهلون قواعد الحساب البسيط أو أنهم اختلقوا هذه الأرقام، وليرمِ من لا يعجبه هذا الحال بنفسه في البحر إذا شاء.

جاءت laquo;القمةraquo; السادسة - والأقل معقولية على الإطلاق - عندما نال بوتين 99.5 في المئة من الأصوات. ومصدر الدهشة هو أن هذا حدث في جمهورية الشيشان (المسلمة) التي خاض ضدها حربين لا تزال معاركهما مستمرة. وكأن هذا نفسه لا يكفي، فقد أظهرت الأرقام في منطقة واحدة من هذه الجمهورية أن نسبة سكانها الذين أدلوا بأصواتهم بلغت 107 في المئة!.

في ما يتعلق بالانتخابات التشريعية فقد وجد الباحثون أن التناقض في الأرقام يجعل فرص واقعيتها واحدة في 70^10 (واحدة في 1 أمامه 24 صفرًا). وعلقت صحيفة laquo;تايمزraquo; على هذا الرقم بأنه يبلغ مليار x مليار إجمالي عدد الذرّات الموجودة في كوكب الأرض بمن وما عليه.