شيكاغو: بعد ايام معدودة على دخوله قصر الاليزيه، لم يخف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ارتياحه لخطواته الدبلوماسية الاولى اثر مشاركته في الولايات المتحدة في اول قمتين دوليتين بعد تسلمه سلطاته.

وفي مستهل ولايته كان برنامجه مثقلا بشكل قل نظيره. ففي خلال اربعة ايام كثف الرئيس الفرنسي الجديد لقاءاته مع quot;كبارquot; قادة العالم بدءا بالبيت الابيض وصولا الى قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد، ثم قمة الحلف الاطلسي في شيكاغو. ووفر ذلك له الفرصة لوضع الاسس الاولى لتحركه الدبلوماسي وايضا لفرض اسلوب جديد.

من حيث الشكل بدا فرنسوا هولاند في غاية الارتياح، وكان ناجحا في تبادل الكلام مع باراك اوباما في المكتب البيضاوي في البيت الابيض، او مع الصحافيين اثناء التقاط الصورة الجماعية التذكارية في قمة كامب ديفيد. وكان الوحيد من قادة مجموعة الثماني الذي لم يتخل عن ربطة العنق.

واشاد معظم نظرائه بمزية او دفء لقائهما الاول مع الرئيس الفرنسي. حتى اولئك الذين فضلوا اثناء حملة الانتخابات الرئاسية صراحة منافسه نيكولا ساركوزي، امثال الرئيس الاميركي او رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

ولفت رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الى quot;انه مختلف جدا عن نيكولا ساركوزيquot;، مضيفا quot;انهما شخصيتان مختلفتان يمثلان توجهات سياسية مختلفة وقد شعرت بذلك اثناء الحديثquot;. ومن حيث الجوهر لم يخف فرنسوا هولاند ارتياحه للمنحى الذي اتخذته المحادثات اثناء زيارته الى الولايات المتحدة، ونسب لنفسه بعض النجاحات الدبلوماسية حول مواضيع قطع وعودًا بشأن بعضها اثناء حملته الانتخابية.

اولا بشأن الجدال حول ضبط الميزانية وتحفيز النمو الاقتصادي. في كامب ديفيد اعرب هولاند الذي التزم بان يفرض على المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اعادة التفاوض بشأن الميثاق الاوروبي لضبط الميزانية، عن ابتهاجه لان quot;النمو كان الموضوع الرئيس لمجموعة الثمانيquot;. وقال هولاند في هذا السياق quot;اعتبر ان التفويض الذي اوكله لي الفرنسيون قد تم احترامهquot;.

وثمة سبب اخر لارتياح الرئيس الفرنسي، وهو قرار سحب القوات الفرنسية المقاتلة من افغانستان قبل نهاية العام 2012، اي قبل سنتين من الموعد المحدد من قبل شركائه في الحلف الاطلسي.

هذا القرار اثار استياء عدد من المشاركين في قمة شيكاغو، لكن فرنسوا هولاند اعتبر انه قدم التوضيحات الضرورية خصوصًا من خلال تأكيد التزامات فرنسا لجهة تدريب عناصر الشرطة والجيش الافغانيين بعد 2014، ليقنع حلفاءه بموقفه.

ولفت الى ان هذا القرار كان من الممكن ان يتسبب بـquot;سوء تفاهم بين فرنسا وحلفائها، لكن لم تكن الحالة كذلكquot;، وقال quot;حرصنا على ان يتم احترام موقف فرنسا وتطبيقه بشكل تام، وحرصت في الوقت نفسه على ان يفهم حلفاؤنا بشكل جيد مغزى هذه العمليةquot;.

في النهاية ينظر هولاند بارتياح الى خطواته الاولى على الساحة الدولية. quot;فهو حازم جدا في مواقفه وتسهل محادثته في الوقت نفسهquot; على ما قال وزير خارجيته لوران فابيوس مضيفا quot;انه بدون اخطاءquot;.

اما خصومه السياسيون في فرنسا فانتقدوا بشدة اداءه. فوصفه نائب الحزب اليميني الاتحاد من اجل حركة شعبية اكسيل بونياتوفسكي بانه quot;مغرورquot;. كما قال هنري غوينو المستشار السابق لنيكولا ساركوزي quot;يتوجب عليه ان يخفف من غرورهquot;. ولخصت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن رايها بالقول quot;كلماتquot;.

اضافة الى الجوهر شددت اوساط فرنسوا هولاند خصوصًا على السرعة التي تمكن بها الرئيس السابق للمجلس المحلي في كوريز من الاضطلاع بدوره كاحد قادة العالم. وقال وزير الدفاع وصديقه منذ 35 عاما جان ايف لودريان مازحا quot;حتى انه رفض الاجابة عن سؤال حول كرة القدمquot;.