على الرغم من حالة الانفراج والارتياح التي أعقبت إطلاق سراح الناشط الإسلامي المتعاطف مع الثورة السورية، شادي المولوي، وحالة الاحتفاء التي رافقت إيصاله إلى مسقط رأسه في طرابلس، إلا أن الجماعات الإسلامية التي نشطت للاحتجاج على اعتقاله لا تزال ترى في الواقعة تدخلاً غربياً وسورياً في الشأن الداخلي اللبناني.

حزب التحرير- ولاية لبنان أصدر بياناً تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أدان فيه ما سماه التدخل في الشؤون اللبناني، وقال البيان إنه quot;منذ أن انطلقت ثورة الشام المباركة في آذار من العام الماضي، تعاملت معها القوى الدولية والإقليمية والمحلية في لبنان تعاملاً مختلفاً عن كل ما سبقها من ثورات المنطقة. أما عصابة الأسد فقد ارتكبت المجازر الوحشية حفاظًا على هيمنتها على سوريا، إذ تنظر إليها بوصفها مزرعة لها، وترى الناس عبيداً عندها في هذه المزرعة. وأما أميركا فقد خافت من الثورة لأنها هددت نظامًا عميلاً لها لطالما قدّم لها أجلَّ الخدمات حفاظًا على مصالحها في المنطقة، فقررت أن تمد بعمره وأذنت له بارتكاب المجازر إنهاكًا للثورة ريثما تجد بديلاً يمكن أن يحفظ لها نفوذها في سوريا، لكنها خسئت بفضل الله تعالى، إذ لم تتمكن من إنهاك الثوار، ولم تتمكن من العثور على بديل يتولى السلطة في خدمتهاquot;.

جانب من احدى تظاهرات حزب التحرير

وبالنسبة لإيران فقد أشار البيان إلى أنها quot;خافت من الثورة لأن عصابة الأسد، هي ركن أساسي في محورها الذي تتزعمه بالتواطؤ مع أميركا والذي يمتد من بلاد فارس مرورًا بالعراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى فلسطين. وأما (إسرائيل) أرّقها خطر سقوط النظام الذي لطالما حفظ جبهة الجولان هادئة وتحكم ببنادق المقاومة وأجهضها على مدى عشرات السنينquot;.

ووصولاً إلى الشأن اللبناني، رأى حزب التحرير أن من سماهم quot;أتباع إيران والنظام الأسدي وبعض زعماء الطوائف نذروا أنفسهم دفاعًا عن هذا النظام المجرم بوصفه الداعم لهم في مواجهة خطر مزعوم على الأقليات في حال سقوط عصابة الأسد. وهؤلاء جميعًا اشتركوا في خوف واحد من مستقبل سوريا المشرق، ولا سيما مع اتضاح إسلامية الثورة شهرًا بعد شهر وتوجهها نحو إقامة دولة إسلامية تعيد بسط سيادة الشرع وسلطان الأمة، وتشكِّل كما كتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق كيسنجر استقطابًا للمنطقة بأكملها. أي هم جميعا يخشون أن يؤتي مشروع الخلافة أكله ويرتكز في بلاد الشامquot;.

وأضاف الحزب: quot;لذلك اتفقت إرادة هؤلاء الأعداء جميعاً على عزل ثورة الشام، بمنع نصرتها وإمدادها بأسباب القوة السياسية والمعنوية والمادية، في محاولة منهم لإطالة عمر النظام الأسدي، كما أنهم يحتاطون لاحتمال سقوط هذا النظام تحت ضربات أبطال الشام قبل تمكين عميل على شاكلته يخلفه، وذلك بأن يعزلوا سوريا المحررة الجديدة عن محيطها بخنقها ومنع تمدد ثورتها إلى بقية بلاد الشام والعراق وسائر العالم الإسلاميquot;.

حزب التحرير الذي لا يزال العديد من المعتقلين الإسلاميين القابعين في أقبية الأجهزة الأمنية في لبنان ينتمون إليه هاجم الأجهزة الأمنية في لبنان، وأكد بيانه أن quot;بعض المغامرين الحمقى من رؤوس بعض الأجهزة الأمنية سارع إلى تلبية الأوامر التي اتفقت عليها إرادة الأميركيين والإيرانيين والأسديين بتعقب مناصري ثورة الشام وقمعهم، بل وقتلهم. فبعد حملة من الاعتقالات طالت العشرات من الثوار السوريين وأنصارهم في لبنان، جاءت الممارسات الرعناء التي تمثلت في أسلوب اعتقال الشاب شادي المولوي ثم في محاولة خطف الجريحين من مستشفى الزهراء في طرابلس، ثم في الجريمة النكراء التي ارتكبها أحد الضباط في عكار بقتل فضيلة الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب رحمهما اللهquot;.

ودعا جزب التحرير المسلمين في في لبنان إلى الوقوف في وجه كل ذلك، معتبراً أن المسلمين في لبنان quot;لطالما كانوا مستهدفين إذلالاً وإرغامًا وقمعًا منذ أن أنشأت فرنسا هذا الكيان وفصلتكم به عن أمتكم، وجعلتكم مواطنين من الدرجة الثانية وحولتكم إلى (طائفة) من طوائف لبنان quot;الصغيرquot;.

ومضى البيان: quot;واليوم يريد خصومكم في لبنان لهذا الكيان أن يكون حصناً يتحصنون به من دولة الخلافة القادمة، ويريدون لكم أن تكونوا سجناء خانعين خاضعين في هذا الحصن الصغير. وها أنتم بفضل الله تعالى أفشلتم بانتفاضتكم في طرابلس وعكار والبقاع هذا المخطط اللئيم، فاستمروا في هذه المواجهة التاريخية وأفشلوا خطتهم وامضوا في نصرة ثورة الشام المباركة، واحذروا أن تكونوا وقودًا عند الأطراف المتنازعة من هذا الفريق أو ذاك في لبنان، فولاؤكم غير ولائهم وقضيتكم غير قضيتهم. فأنتم تنصرون ثورة الشام لأن ولاءكم هو لله ولرسوله وللمؤمنين، أما زعماء لبنان فهم يحاربون الثورة أو يتاجرون بدعمها في تنازع بينهم على المزرعة اللبنانية. وارفعوا في هذا المخاض شعارًا لكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: quot;ألا إن عقر دار المؤمنين الشامquot;.