تونس: اعلنت الرئاسة التونسية الأربعاء ان quot;لجنةquot; تونسية ستتوجه إلى ليبيا quot;في أقرب وقتquot; للتأكد من quot;توفر شروط محاكمة عادلةquot; للبغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي المسجون في تونس، قبل تسليمه إلى القضاء الليبي.

وقال عدنان منصر الناطق الرسمي باسم الرئيس التونسي منصف المرزوقي في بيان quot;على إثر المفاوضات بين السلطات التونسية والليبية تم الاتفاق على مبدأ تسليم البغدادي المحمودي الى القضاء الليبي بعد أن يتم التأكد من توافر شروط المحاكمة العادلة (له) واحترام كل حقوق المتهم وحرمته المعنوية والجسديةquot;.

وأوضح في البيان الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه quot;اتفق الطرفان على أن تشكل السلطات التونسية لجنة للتثبت من توافر هذه الشروط يكون من بين أعضائها حقوقيون تونسيون مستقلون، وأن تواصل هذه اللجنة باتفاق الحكومتين مراقبة احترام القضاء الليبي لحقوق البغدادي المحمودي حتى بعد تسليمهquot;.

وأضاف quot;اتفقت سطات البلدين على أن تسافر اللجنة المعنية بهذا الملف في أقرب وقت ممكن إلى ليبيا، وأن تقدم إلى الحكومة التونسية تقريرا حول مهمتها وحول مدى توافر شروط المحاكمة العادلة وضمانات حقوق الإنسان للمتهمquot;.

وتوصلت تونس وطرابلس إلى اتفاق على تسليم المحمودي خلال زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب لتونس يومي 17 و18 أيار/مايو الحالي.

وكانت ليبيا وجّهت طلبين رسميين لتسليم المحمودي لإحالته أمام القضاء الليبي بتهمة الفساد المالي في عهد معمر القذافي، وquot;التحريضquot; على اغتصاب نساء ليبيات خلال ثورة 17 شباط/فبراير 2011 التي أطاحت بنظام القذافي. وأصدرت محكمة الاسئناف في تونس في 8 و25 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 حكمين منفصلين بتسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا. وبحسب القانون التونسي لا تصبح قرارات تسليم المطلوبين للعدالة خارج تونس نافذة إلا إذا وقعها رئيس البلاد.

ورفض الرئيس التونسي السابق فؤاد المبزع توقيع قرار التسليم مبررًا ذلك بخشيته من تعرض المحمودي إلى quot;التعذيبquot; أو quot;القتلquot; مثلما حصل مع القذافي، فيما اشترط خلفه منصف المرزوقي توفير quot;ضمانات محاكمة عادلةquot; لتوقيع قرار التسليم.

وينفذ البغدادي المحمودي (67 عاما) إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ السبت الماضي احتجاجا على قرار تسليمه إلى ليبيا، وفق المحامي مبروك كرشيد رئيس هيئة الدفاع عنه.

وتحتفظ تونس بالمحمودي في سجن المرناقية قرب العاصمة تونس منذ اعتقاله في 21 أيلول/سبتمبر 2011 جنوب البلاد عندما كان يحاول التسلل إلى الجزائر المجاورة.