أكدت الممثلة العليا للشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ان خلافات دول 5+1 مع إيران حول برنامجها النووي ما زالت مستمرة داعية اياها إلى التفكير جديًا بالاستجابة إلى طلب المجتمع الأوروبي بتخفيض نسبة اليورانيوم من 20 إلى5 بالمائة وكشفت عن اجتماع ثالث في موسكو يومي 18 و19 من الشهر المقبل .. فيما أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي استمرار الخلافات وقال ان امتلاك إيران برنامجًا نوويًا سلميًا حق يجب ان يحترم.


قالت الممثلة العليا للشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون خلال مؤتمر صحافي في بغداد عصر اليوم عقب انتهاء مفاوضات مجموعة 5+1 مع إيران خلال يومي امس واليوم على مدى اربع جولات من المباحثات ان على إيران ان تستجيب إلى مطالب الامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكشف عن منشآتها النووية واتخاذ موقف جدي من تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم من 20 إلى5 بالمائة مقابل تخفيض العقوبات الدولية عنها.

وشددت على ان من واجب إيران ومسؤوليتها الان اتخاذ خطوات ملزمة لإقناع المجتمع الدولي بسلمية برنامجها النووي . واوضحت انه تم الاتفاق مع إيران على بعض الخطوات خلال مفاوضات بغداد هذه سيتم تنفيذها تدريجيا لكنها لم تكشف عنها. لكنها اوضحت انه كانت هناك بعض الخلافات بشأن بعض الامور والتي تحتاج إلى اخذ رأي حكومات الدول بشأنها مشيرة إلى أنّ الجميع عازم على حسم هذا الملف.

واضافت ان الاختلافات بين إيران والمجموعة الدولية ما زالت قائمة لكنه يجب التواصل بين الطرفين حتى انعقاد الجولة الجديدة من المفاوضات في العاصمة الروسية موسكو يومي 18 و19 من الشهر المقبل.
وأكدت آشتون ان مجموعة 5+1 عازمة على الانتهاء من مسألة تخفيض إيران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى5 بالمائة من خلال المفاوضات الحاسمة التي ستجري في موسكو. لكنها أشارت إلى أنّ الطريق طويل وبحاجة إلى وقت للانتهاء من جميع هذه القضايا.

ومن جهته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي في مؤتمر صحافي ان المباحثات التي اجراها وفد بلاده مع وفود الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن زائدا المانيا كانت ايجابية رغم استمرار الخلافات بين الطرفين . واوضح ان كل طرف قدم مقترحاته وتم تعرف كل واحد منها على وجهات نظر الطرف الاخر.

وأكد جليلي ان بلاده قدمت مقترحات جدية في هذه المفاوضات حول ملفها النووي انطلاقا من حق الشعب الإيراني في امتلاك الطاقة النووية السلمية وليس الحربية وهذا حق كل الشعوب ويجب ألا يستثنى الشعب الإيراني من ذلك. وشدد ان بلاده تحارب السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل وتقف بالضد منها لكن امتلاك الوقود النووي السلمي وتخصيب اليورانيوم حق يجب ان يحترم.

وأشار إلى ضرورة العمل على خلق اجواء من الثقة في المفاوضات الجارية حول برنامج إيران النووي موضحا ان الحوار في هذه المسألة لم يحسم في بغداد وانما سيستأنف في موسكو، وإيران جادة في حوار بناء للانتهاء من هذه المسيرة. واضاف ان المباحثات تناولت ايضا الاوضاع في البحرين وضرورة تنفيذ مطالب شعبها وتطبيق الديمقراطية في هذا البلد.

مواقف متضاربة من سير المفاوضات

وقبل ذلك، تضاربت تصريحات ممثلي الوفد الإيراني والاتحاد الاوروبي بشأن سير المباحثات حيث قال مصدر مخول في الوفد الإيراني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مايكل مان المتحدث باسم كاثرين آشتون اليوم إن محادثات إيران مع دول مجموعة 5+1 متعثرة وهناك مماطلة من قبل الجانب الأوروبي على المقترحات الإيرانية. واضاف أن الجانبين الأوروبي والاميركي طالبا خلال المباحثات بإلغاء تخصيب اليورانيوم بصورة نهائية مع استمرار العقوبات الدولية على إيران. من جهته، قال مايكل مان إن المباحثات الجارية ايجابية وهناك تجاوب بشأن الملفات المطروحة خلال الاجتماع.

ويوم امس، كان الوفد الإيراني في الاجتماع قال خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء جولة المفاوضات الثانية انه قدم عرضا مضادا للدول الست الكبرى يقوم على خمس نقاط ويستند إلى مبدأ خطوة مقابل خطوة وأشار إلى أنّ المفاوضات شاقة ومضنية . وجاء هذا التصريح عقب اعلان الدول الكبرى الست انها قدمت عرضا جديدا لطهران التي تتطلع من جهتها إلى تخفيف العقوبات المفروضة عليها وخصوصا المتعلقة بقطاع النفط يقوم على اساس تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم الإيراني من 20 إلى5 بالمائة مقابل تخفيض العقوبات الأوروبية ضدها. لكن عضوا في الوفد الإيراني المفاوض أكد انه رفض مقترح الاتحاد الأوروبي وشدد بالقول ان بلاده تعتبر نسبة 20 بالمائة خطا احمر لايمكن تجاوزه كما ابلغ قناة العراقية الرسمية.

آشتون قدمت الاقتراح إلى جليلي

وكان مصدر عراقي يتابع المفاوضات الاوروبية مع إيران قد ابلغ quot;أيلافquot; امس ان الممثلة العليا للشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قدمت مقترحا إلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي يقضي بتخفيض بلاده نسبة تخفيض اليورانيوم من 20 إلى5 بالمائة مقابل تخفيض العقوبات عن بلاده .

وسبق للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ان اعلن في زيارة لطهران الاثنين ان الوكالة وإيران ستوقعان قريبا quot;اتفاقاquot; يهدف إلى تبديد الغموض حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني. غير ان هذا الاعلان قوبل بتحفظ وصل إلى حد التشكيك في الولايات المتحدة وفي اسرائيل حيث اعلن وزير المالية يوفال شتاينيتز ان الإيرانيين quot;يتلاعبون منذ سنوات مع المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

اعلان إيران تزويد مفاعل بوقود نووي خيم على أجواء الاجتماع

وتطالب إيران برفع العقوبات المفروضة عليها والاعتراف بأن انشطتها في تخصيب اليورانيوم ذات اهداف سلمية تماما فيما تطالب واشنطن بتحرك عاجل لاثبات سعي إيران إلى امتلاك ترسانة نووية، الامر الذي دفع الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل للتهديد بأنهما قد تضطران للقضاء عليها بالقوة.

وبحث اجتماع بغداد الاتهامات الغربية لإيران باستخدام برنامجها النووي المدني المعلن للاستخدامات العسكرية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية ضد إيران التي ترفض زيارة مفتشين دوليين لمنشآتها النووية. وشملت العقوبات حظر شراء النفط الإيراني وعزل البنوك الأجنبية عن النظام المالي الأميركي في ما إذا تعاملت مع البنك المركزي الإيراني، إضافة إلى حظر التجارة مع إيران الأمر الذي أدى إلى انهيار خطير في عملتها المحلية quot;التومانquot; وارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية.

وطغى على اجواء الاجتماع اعلان إيران الاثنين انها زودت مفاعلا للابحاث في طهران بوقود نووي مخصب بنسبة 20% تم انتاجه محليا. وقالت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في بيان ان قضيبين من الوقود النووي سلما إلى مفاعل الابحاث في طهران quot;وتم تركيب احدهما في قلب المفاعلquot;. واضافت ان هذا الانجاز تم quot;اثر التجربة الاخيرة التي قام بها خبراؤنا وتكللت بالنجاحquot;.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كشف في شباط (فبراير) الماضي عن اول وقود نووي يتم تخصيبه محليا وتم تحميله في قلب مفاعل الابحاث في طهران الذي ينتج نظائر لمرضى السرطان. وتؤكد إيران ان برنامجها النووي محض سلمي في حين تتهمها الدول الغربية بالعمل ايضا على برنامج عسكري نووي تحت ستار برنامجها المدني.

وشكلت المحادثات بين القوى الكبرى وإيران في بغداد حلقة جديدة في مسلسل طويل من المفاوضات النووية، الا انها مثلت ايضا خطوة اضافية على طريق عودة العراق إلى الخريطة الدبلوماسية العالمية. وبعد سنوات طويلة من العزلة السياسية واحتلال العراق عام 2003 الذي اطلق شرارة اعمال عنف لم تتوقف حتى اليوم وقتل فيها عشرات الآلاف خصصت السلطات العراقية اكثر من مليار دولار لتحسين صورة البلاد في المنطقة والعالم.